أخر الأخبار

جولة «أشرف عبد الباقى» الأخيرة.. نقلة فنية أكثر نضجًا وإمتاعًا

أشرف عبدالباقي
أشرف عبدالباقي

تشعر أن الفنان الكبير أشرف عبدالباقى تعامل مع مسلسل «جولة أخيرة» وكأنها جولته الأولى وتجربته الجديدة فى عالم فني مختلف عما قدمه من قبل. وهذا ماعودنا عليه عبدالباقى طوال مسيرته الفنية.

فى دور «تامبي» مدرب رياضة الـ«إم إم أى» يتعامل مع تركيبة شخصية درامية اكثر تعقيدا عما قدمه فى السابق، وهذا ما جعله يتحمس لهذا الدور فى هذا العمل المختلف شكلاً ومضموناً عن بقية الأعمال الفنية التى تقدم في الفترة الأخيرة.

فهو لا يتعامل مع شخصية «تامبي» من واقع أنه مجرد بطل لبطل الحدوتة (شجيع) أو أحمد السقا، بل أنه تناولها من خلال العمق الإنسانى بكل تفاصيله النفسية والاجتماعية وحتى المرضية، ورسم لها تاريخ حياة وبناء درامى يوضح كيف وصلت هذه الشخصية إلى ما آلت إليه طوال الأحداث ما بين الجدية والحدة والمشاعر الإنسانية الحنونة، بين مدرب لرياضة عنيفة يُعد صديقه البطل (السقا) لكى يعيده إلى حلبة المنافسة بكل قوة وعنف بعد توقفه طويلاً، وبين مشكلة «ألزهايمر»، فهو يؤدى شخصية درامية مركبة حرفياً وصعبة وتحتاج لممثل بجد يملك من الموهبة والأدوات الفنية ما تجعله يتحكم ويسيطر على هذه الشخصية درامياً ويحولها من خيال على الورق إلى واقع من لحم ودم، وهذا ما نجح فيه أشرف عبدالباقى مع جولته الجديدة فى مسلسل «جولة أخيرة»، الذي قدم فيه إمتاع للمشاهد واستمتاع له هو شخصياً بدور وشخصية مركبة وعميقة التفاصيل تصل به إلى مرحلة نجاح وتطور فنى جديد.

وأشرف عبدالباقى منذ بدايته وحياته الفنية عبارة عن جولات يكسب فيها ثم يخسر ويظن البعض انه سيتوارى بعيدا عن الاضواء ولكنه سرعان مع يعود بجولة جديدة يكسب فيها بالقاضية ويطن الجميع انه سيستمر على قمة الحلبة الفنية ولكن فجأة يتعثر ويختفى ليس لأنه فاقد للموهبة بل على العكس هو فنان موهوب حتى الثمالة ولكنه كثيرا مايفقد الحظ ورغم ذلك لايفقد الامل فيعود بجولات جديدة ينجح ويتألق من خلالها.

فمع بدايات اشرف عبد الباقى اكد الجميع انه سيكون نجم الكوميديا القادم خاصة بعد تحمس الجمهور له والبحث عن اى عمل يشارك فيه ليشاهدوه من خلاله ليستمتعوا بما يقدمه من كوميديا جديدة ومختلفة عن سابقيه، لدرجة انه قيل وقتها ان هناك نجم كبير قلق من نجاحاته وما يقدمه من فن الضحك بشكل جديد ولغة فنية جديدة تتماشى مع لغة الجمهور الجديد من الشباب وقتها، وظل يتطور ويتدرج من دور صغير الى دور اكبر حتى حان وقت ان يصل الى دور البطولة المطلقة وكان رهان الجمهور عليه كبير، حتى حدث الانقلاب الفنى وقتها مع فيلم اسماعيلية رايح جاى بطولة محمد فؤاد ومحمد هنيدى الذى حمل هو راية التجديد وفتح السكة لجيل المضحكين الجدد وقتها هنيدى وعلاء ولى الدين رحمه الله واحمد ادم وهانى رمزى ثم جاء بعده محمد سعد واحمد حلمى وكريم عبد العزيز والسقا وغيرهم من النجوم الشباب..ولكن اشرف عبد الباقى رغم موهبته وحب الجمهور له وحماسهم له لم يحالفه الحظ فى أن يستمر مع هؤلاء النجوم حيث قدم اشيك واد فى روكسى ولم يحقق نفس نجاحات زملائه الذين سبقوه بمسافة..وحاول اشرف تقديم اعمال اخرى مثل رشة جريئة الذى نجح ولكن ليس النجاح المبهر خاصة فى الايرادات، وظن البعض أن أشرف عبد الباقى مسألة وقت وسيختفى او سيكتفى بأدوار السنيد.

ولكن أشرف لم يستسلم قرر يخوض جولة فنية جديدة فقدم البرامج ثم اقتحم عالم التلفزيون ويقدم حكايات زوج معاصر لينجح معه نجاحا مبهرا ثم يقدم ابوضحكة جنان قصة حياة الفنان الكبير الراحل اسماعيل ياسين..ليعود الى التألق من جديد وما ان يعود للتراجع يقرر خوض جولة جديدة فإقتحم عالم الست كوم والذى كان مغامرة فنية جديدة لم يخوضها الكثير بعد فقدم اهم ست كوم فى الفن العربى وهو راجل وست ستات ويستمر به لمدة 8 اجزاء كلها ناجحة وينجح معها عبد الباقى فى الحفاظ على نجوميته كبطل مطلق.وبعدها يقرر العودة الى السينما بـ«صياد اليمام» و«على جنب ياسطى»، ولم يحالفه الحظ معهما مرة أخرى ويتراجع ويظن البعض أنه سيعود لدور السنيد ولكنه لم ييأس ويقدم صاحب صاحبه مع صاحبه محمد هنيدى فى بطولة مشتركة. ونجح الفيلم ولكن ليس النجاح المبهر خاصة وان هنيدى نفسه بدأت نجوميته فى التراجع، فابتعد أشرف عبدالباقى ولكنه لم يبعد فقط هى استراحة فنان يملك من الإرادة والذكاء طبعا بجانب الموهبة ما يجعله يعود من جديد وهذه المرة بمسرح مصر الفكرة التى كسرت الدنيا بالمعنى الحرفى للكلمة.

واستمر اشرف لسنوات ناجحا متألقا بل ومسيطرا على مسرح مصر حرفيا..ومع الوقت والسنين بدأت الفكرة فى التراجع خاصة وان كل ابطال مسرح مصر من الشباب الجديد الذى اكتشفه اشرف عبد الباقى وقدمه للجمهور اول مرة اصبحوا نجوما مشغولين بأعمالهم..فحاول اشرف بتجارب مسرحية اخرى جديدة بأبطال جدد ولكنها لم تحقق نفس نجاح مسرح مصر الذى كان له ظروفه الخاصة ووقته الذى لم يكن فيه المسرح المصرى فى احسن حالاته ولا الفن المصرى ككل الذى تأثر فيما بعد الثورات والقلاقل السياسية والاقتصادية كما ان نجوم الكوميدا نفسهم كبروا واصبحوا لا يستطيعوا ان يتطوروا مع الزمن خاصة هنيدى وسعد وأم فكان المتنفس الفنى الوحيد وقتها هو مسرح مصر بنجومه الشباب الجديد وبلغتهم الفنية التى يتحدث بها الجمهور الجديد.

لتأتى «جولة أخيرة» كمسلسل ولكنها الجولة الجديدة لأشرف عبدالباقى ليقدم شكل ومضمون فنى جديد له ونقلة فنية جديدة ينتقل بها الى مرحلة اكثر نضجا فنيا وفكريا.

ترشيحاتنا