وسط ترقب اتفاق للهدنة.. تزايد المخاوف من حدوث مجاعة في غزة

أرشيفية
أرشيفية

في الوقت الذي تتزايد فيه الأمال بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد الإشارات الإيجابية التي أرسلتها حركة حماس بالموافقة على مبادئ المبادرة المصرية القطرية الأمريكية التي يجري بحثها حاليا، استمرت اسرائيل في عدوانها الغاشم والبربري على قطاع غزة، ففي اليوم السادس والعشرين بعد المائة من العدوان سقط عشرات الشهداء والجرحى في قصف قوات الاحتلال على مناطق مختلفة من غزة، كما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات طالت عدة منازل في أحياء مدينة غزة وتحديدا في الرمال والصبرة والزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين، وفي نفس الوقت أطلقت زوارق الاحتلال الحربية قذائف على منطقة ميناء الصيادين غربي مدينة غزة، كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.


وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر إلى 27840 شهيدا وأكثر من 67300 جريح، ولا يزال آلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إليهم.


وعلى الصعيد الإنساني حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من سعي اسرائيل لعرقلة عمل وكالة الأونروا التي تقدم الدعم واللإغاثة للاجئين الفلسطينيين وقال أنه لا بديل عن الأونروا ، وأشار إلىى معاناة حوالي ثلث مليون شخص على الأقل في حالة خطر الموت بسبب المجاعة  ونقص الغذاء في غزة
  وأكد  الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش على أنّ "من غير الممكن" استبدال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي قطع العديد من المانحين الرئيسيين التمويل عنها بناء على اتّهامات إسرائيلية. وأعلن جوتيريش رفضه القاطع لفكرة تحويل الأموال المخصّصة للأونروا إلى وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة.


وقال الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي "لا يمكن استبدال عمل الأونروا في غزة" أمس الخميس. وأوضح أنّ "العمود الفقري لتوزيع المساعدات الإنسانية الأممية في غزة يتكون من موظفي الأونروا الـ3000 العاملين للاستجابات الطارئة". وشدد جوتيريش على أنه "ليست هناك أي منظمة أخرى موجودة في غزة قادرة على تلبية الاحتياجات.


وأشار إلى أن الكلفة التشغيلية للأونروا هي أقل بكثير من كلفة تشغيل وكالات أممية أخرى، حيث قال إن "التكاليف مع الأونروا أقل بكثير من التكاليف مع الوكالات الأخرى لأسباب تاريخية، فالرواتب التي تدفعها الأونروا تمثل ثلث الرواتب التي تدفعها اليونيسف أو برنامج الأغذية العالمي أو منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة".


وأوضح أنّ هذا الأمر يعني أنّه لتلبية الاحتياجات نفسها بواسطة وكالات أممية أخرى غير الأونروا "يجب مضاعفة الموارد اللازمة". كما أعلن جوتيريش أنّه تفاجأ بسرعة المانحين في تعليق تمويلهم للأونروا.
وفي سياق متصل حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن حياة مئات الآلاف من الأشخاص عرضة للخطر في شمال قطاع غزة ووسطه بسبب نقص الغذاء. وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن آخر مرة سمح فيها للوكالة بتسليم إمدادات إلى المنطقة كانت قبل أكثر من أسبوعين في 23 يناير. كما أفادت وكالات أخرى تقدم مساعدات إنسانية عن منع وصول المساعدات إلى غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من أكتوبر.


وكتب لازاريني على موقع اكس، "منذ بداية العام، تم رفض نصف طلبات بعثاتنا لإرسال مساعدات إلى الشمال". وقال"لقد حددت الأمم المتحدة جيوبا عميقة تعاني المجاعة والجوع في شمال غزة"، مضيفا "يعتمد ما لا يقل عن 300 ألف شخص يعيشون في المنطقة على مساعداتنا من أجل بقائهم على قيد الحياة". وكتب لازاريني أن "منع الوصول يمنع المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة"، مضيفا "مع الإرادة السياسية اللازمة، يمكن تغيير هذا الأمر بسهولة".


يذكر أن أعدادا كبيرة من المواطنين نزحت قسرًا من شمال ووسط قطاع غزة إلى جنوبه، بحثا عن مكان أكثر أمنا يحميهم من القصف الإسرائيلي المتواصل، ويعيش الآن أكثر من نصف سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو 2,4 مليون نسمة في مدينة رفح في الجنوب، لكن العديد منهم ما زالوا في وادي غزة، في الوسط والشمال.


ومن جهته قال جورجيوس بتروبولوس رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، إن المنطقة تحولت "إلى أرض مقفرة يعمها الجوع واليأس". وأضاف "أنه يتم منع وكالات الإغاثة من العمل، بينما يعترض الشاحنات القليلة التي تنجح في العبور سكان محليون هم في شمال غزة "على حافة المجاعة"، وتابع "إنهم يتجمعون بالآلاف أحيانا حول الشاحنات والمركبات الأخرى المحملة بالبضائع ويقومون بإفراغها في دقائق". ومن جانبها أفادت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" التي تقدم المساعدات الغذائية أنها لم تتمكن من الوصول إلى شمال غزة إلا "لمرات محدودة كل أسبوع". وقالت في بيان أن هناك شاحنتين في طريقهما الآن، إحداهما تنقل وجبات طعام للمستشفيات، والأخرى لايصال الطعام إلى الحشود على الطريق.

 

ترشيحاتنا