«حالة خاصة».. توحِد طه الدسوقى والجمهور

حالة خاصة
حالة خاصة

أعتقد أن سر نجاح مسلسل «حالة خاصة» بطولة غادة عادل وطه الدسوقى وإخراج عبد العزيز النجار وتأليف مهاب طارق، هو فى خلطة المشاعر التى صنعها المؤلف ورسم خطوطها وتشابك العلاقات الدرامية بحرفية، فلمست وجدان المشاهد الذى تعلق بالعمل الفني، وكان دائما في انتظار توقيت عرضه، فالمؤلف نجح وبشدة في جذب الجمهور للعمل من خلال توحد وجدان المشاهد مع أبطال وأحداث المسلسل.

وهنا لابد أولا أن نؤكد على أهمية الفكرة والموضوع ثم تناوله بسيناريو يضيف إلى الموضوع أهمية وتشويق أكثر، وهذا ما نجح فيه المؤلف مهاب طارق، الذي أرى أنه أول وأهم عنصر في نجاح هذه الحالة الخاصة جداً، وعادة الدراما التلفزيونية هي موضوع ومؤلف أولا ثم لابد من مخرج متميز يساعد ويضيف للعمل.

ولكن هنا وإحقاقا للحق الفكرة كانت الأهم، وهذه الفكرة الأهم لم ولن تكن الأهم لدى المشاهد لو لم يجسدها ممثل موهوب حتى الثمالة، لكى يستطيع أن يقنع المشاهد أنه هذا هو الشخص الذى يعيش الشخصية الدرامية بكل تفاصيلها لدرجة أنه أصبح هذا الخيال حقيقة وواقع يتوحد ويتعايش معه الجمهور، وهذا ما نجح فيه ببراعة وروعة في الأداء النجم القادم بسرعة الصاروخ طه الدسوقى، والذي أرى أنه لولا إتقانه لهذا الدور والشخصية الدرامية بكل هذه الكفاءة والموهبة والإقناع ما كان المسلسل وصل إلى هذا النجاح الجماهيرى الكبير.

بسبب نديم الذى هو فى الحقيقة طه السوقي، ارتبط المشاهد بمشاعر خاصة تجاه هذا الشاب، الذى استطاع أن يبهر الجميع وكل من حوله رغم أنه حالة خاصة جدا، فأصبح المسلسل ككل، حالة خاصة.

لا نستطيع أن نقول كل من فى العمل كان فى قمة الأداء والإبداع التمثيلى، ولكن هم نجحوا في أن يؤدوا دروهم بشكل بسيط جميل المشاعر تجاه شخصية نديم التي أحبها الجمهور فأحبهم الجمهور لما يفعلونه مع نديم والتفافهم حوله، خاصة عم جميل، هذا الرجل الجميل صديق نديم الوحيد، والذى أرى أنه رغم حبى للمثل الجميل الذي جسد شخصية عم جميل، إلا أننى مقتنع أن هناك أداء أفضل وأحسن بعيد عن المباشرة فى بعض الأحيان.

كذلك أحب الجمهور رام الله لحبها لنديم خاصة فى الحلقات الأخيرة، كما كرهوا عز الذي جسده أبو الروس لاستغلاله لنديم، ولكن رغم كراهية الجمهور له فى بعض اللحظات إلا أنه حب واعتراف أنه ممثل ممتاز ومتميز نجح فى تجسيد دوره بإتقان وبشكل لا يقل عن نديم.

أما غادة عادة فكانت أكثر من رائعة، وقد وضح جداً نضجها الفنى وعبقريتها في الأداء لتغير جلدها وشكلها ومضمونها الفنى بلا خوف أو قلق من أن تتبدل من النجمة (الفيديت) الجميلة التى يجرى ورائها البطل ويحبها ويهيم بها إلى النجمة (القديرة) مثلا فقدمت شخصية امانى بكل اتقان للتفاصيل للأبعاد  النفسية او الاجتماعية للشخصية الدرامية سواء بقوتها التى لا تقهر أو بضعفها وحنانها الذى لا يظهر للجميع.

أما عن الاخراج فهو مقبول جدا ماعدا فى بعض اللحظات خاصة مع الحلقة التاسعة مع مشهد عودة ندى لحبيبها فى الجراج وخروج امانى عليهم شعرت وكأنه لقطة فى فيلم روائى قصير لمشروع تخرج..ولكن فى العموم هو نجح فى ان يصل بالحالة الى الجمهور ليصبح المسلسل ككل «حالة خاصة».

ترشيحاتنا