بعد قمة الإيجاد| سياسية «حرق المنابر» تهدد بفتح أبواب التدخل الدولي بالسودان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دعت الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في إفريقيا "إيجاد"  طرفي النزاع في السودان قائدي الجيش عبد الفتاح البرهان والدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى الاجتماع وجها لوجه خلال 14 يوما من أجل الحوار، وطالبت القمة بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

وقالت "إيجاد" في ختام قمة عقدتها بالعاصمة الأوغندية كمبالا أمس الخميس إنها "ستستخدم جميع الوسائل والقدرات لضمان حل النزاع في السودان سلميا".

وتسعي الإيجاد للمرة الثانية في أقل من شهر لوقف النزاع في السودان مما يعزز فرضية التدخل الدولي إذا لم تكلل هذه الاجتماعات إلي نتائج ملموسة لوقف الحرب، بعد أن بدا هنالك قناعة علي ما يبدو تبلورت للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة حسم الأزمة بأسرع ما يمكن من أجل وقف التدهور الأمني والإنساني المريع في بلد فقد فيه أكثر من 20 مليون من السكان مقومات الحياة بحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة.

وتأتي قمة الإيجاد بعد اجتماعات أو قمم جدة  المتعددة خلال 9 أشهر من اندلاع الحرب في السودان، ويبدو للمتابعين تعثر الوصول إلي حل يلوح في الأفق  في القريب العاجل، رغم المبادرات الإقليمية والدولية المتعددة .

وظهرت ضبابية المشهد بعد غياب عبد الفتاح البرهان عن القمة بعد أن أعلن السودان الإثنين تجميد الانخراط مع الجهود التي تبذلها "إيجاد"، لوقف الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل، ما أثار تكهنات عديدة باقتراب السودان من العودة للبند السابع وسط تساؤلات عديدة حول ما يمكن أن تذهب إليه الأزمة الحالية التي أدت إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص وتشريد قرابة 8 ملايين وأحدثت دمارا هائلا في العاصمة وعدد من مدن البلاد.

    إطالة أمد الحرب

وأشارعدد من السياسيين والخبراء إلي أن سياسة "حرق المنابر" لن تقود إلا إلى تدخل دولي صريح يقطع الطريق أمام خطر إطالة أمد الحرب ومفاقمة الخسائر البشرية والمادية والمعاناة الإنسانية التي يواجهها أكثر من 40 مليون سوداني.

وأضافوا أن موقف السودان الأخير هذا جاء بعد تناقض كبيرلازم بيانات الخارجية السودانية خلال الأيام التي تلت قمة "إيجاد" السابقة في جيبوتي، عندما رفضت الخارجية السودانية في بيان صدر عقب ساعات من قمة جيبوتي مخرجات القمة وطالبت بتعديل فقرات من بينها تلك المتعلقة بموافقة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على لقاء قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، إلا أن البيان الجديد الصادر عن الخارجية السودانية الإثنين الماضي تناقض مع الأول حيث أشار إلى أن سبب تجميد الانخراط هو دعوة حميدتي للقمة وعدم تنفيذ مخرجات قمة جيبوتي التي نصت صراحة على التزام البرهان وحميدتي بالاجتماع مع بعضهما وجها لوجه".

وبرزت خلال الساعات الماضية العديد من المؤشرات التي ترجح الذهاب في اتجاه التدويل حيث تصاعدت اللهجة الإقليمية والدولية الغاضبة بشكل كبير.

تشكيل لجنة ثلاثية

في الوقت الذي أعلن  فيه الاتحاد الإفريقي عن تشكيل لجنة ثلاثية رفيعة المستوى، تضم محمد شمباس الممثل السامي للاتحاد الإفريقي لمبادرة "إسكات البنادق"، وسيمبيوسا وانديرا نائب رئيس أوغندا الأسبق، وفرانسيسكو وانديرا الممثل الخاص السابق للاتحاد الإفريقي إلى الصومال، كلفت بالعمل مع جميع الأطراف من أجل استعادة السلام والاستقرار في السودان.

ومن المرجح أن تجميد انخراط السودان في جهود "الإيجاد" الرامية لوقف الحرب الحالية في السودان بسبب عدم تعاون السلطة العسكرية سيؤدي إلى رفع ملف الأزمة إلى مجلس الأمن والسلم الإفريقي وبالتالي التحول إلى البند السابع الذي يتوقع أن تدخل بموجبه إما قوات دولية هجينة أو قوات شرق إفريقيا "إيساف" التي أعلن الاتحاد الإفريقي في يونيو الماضي نيته نشرها في السودان للفصل بين المجموعات المتقاتلة وتأمين وصول الإمدادات الإنسانية للسكان المتضررين.

باعتبار أن "التناقضات التي ظهرت بوضوح في الطريقة التي تدير بها وزارة خارجية الأزمة يشير إلى خلل كبير في ملف إدارة الأزمة لدي السلطة المتواجدة في مدينة بورتسودان".

ويري بعض المحللين أن أهم الأسباب التي أدت إلى تعقيد الأزمة هو تبني الخارجية السودانية مواقف سالبة أسهمت في توسيع رقعة العداء بين السودان ومحيطه الإقليمي والدولي.

ومن المتوقع أن المجتمع الدولي "سيعمل على تجاوز عقبة الخارجية بدعم قرارات دولية تساهم في الضغط الذي يحجم من دورها السلبي في عرقلة السلام. هذه القرارات التي عندما يتم التوصل إليها ستحظى بإجماع دولي من الإيجاد والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، لذلك أعتقد أن الأقرب في ظل الأوضاع الحالية هو اللجوء لقرار بدخول قوات لحفظ السلام".

بنود اتفاق جدة

وكان اتفاق جدة أكد في أبرز بنوده علي ضرورة تأكيد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني ، والالتزام بسيادة السودان، والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه، مع وضع مصالح وسلامة الشعب السوداني أولوية رئيسية، بالإضافة إلي حماية كافة المرافق الخاصة والعامة في السودان،والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية، والعمل علي وضع جميع الترتيبات والإجراءات بسيطة المتعلقة بعمليات الإغاثة الإنسانية في السودان.