سارة شعبان

يُعد الإمساك هو مشكلة هضمية شائعة، يمكن أن يكون بسبب سوء التغذية، وخيارات نمط الحياة غير الصحية، وبعض الأدوية والأمراض، إذ يؤدي إلى انخفاض كبير في حركة الأمعاء، ويمكن أن تؤدي الحالة إلى عدم الراحة عند الذهاب إلى الحمام، وانتفاخ البطن، وألم خفيف إلى شديد..

أكدت الدكتورة يسر كاظم أستاذ التغذية الطبية بالمركز القومي للبحوث، أن نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة أعلي في الأشخاص المصابين بالسمنة، وذلك بسبب الاختلال الهرموني في حالات السمنة التي تؤدي إلي زيادة حركية الجهاز الهضمي العلوي بمعني سرعة مرور الغذاء من المعدة فتسبب الشعور بالجوع، وعلي العكس في منطقه القولون وهو الجزء السفلي من الجهاز الهضمي الذي يُصاب بالكسل وبطء الحركة مما يسبب الإمساك.

وأضافت كاظم، أن السمنة تسبب الإمساك المزمن والإمساك المزمن يسبب السمنة في حلقة مستمرة تدعم بعضها، ولذلك فإن علاج الإمساك المزمن يعتبر من العوامل المساعدة في علاج السمنة.

ونوهت كاظم، عن تأثير الإمساك المزمن علي المستعمرات البكتيرية في الجهاز الهضمي، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن لديهم فصائل من البكتريا تختلف عن تلك الموجودة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه المشكلة، ولكن في الحقيقة لا نعلم علي وجه الدقة هل هو سبب أم نتيجة، بمعني هل وجود هذه الأنواع من البكتريا في القولون هي التي تسبب الإمساك المزمن أم العكس أي أن الإمساك المزمن هو الذي تسبب في نمو تلك الأنواع الخاصة من البكتريا في القولون.

وأضافت، أنه في جميع الأحوال العلاج واحد وهو تعديل النمط الغذائي، بحيث تحتوي كل وجبة علي كميات وفيرة من الخضروات والفاكهة وشرب كثير من الماء الفاتر قبل كل وجبة، حتي لو كانت وجبة صغيرة. 

وأوضحت كاظم، أنه في كثير من الدراسات الحديثة عن مشكله الإمساك المزمن، وُجد أنه يسبب خلل وضعف في الجهاز المناعي لدي الإنسان المصاب، وكذلك يتسبب في خشونة الجلد وتساقط الشعر، وكل هذا يتم تفسيره بنفس السبب وهو إعادة امتصاص النفايات إلي الدورة الدموية وتوزيعها علي كل الجسم وأيضا اختلال المستعمرات البكتيرية بالقولون والتي لها تأثير كبير وأساسي علي الجهاز المناعي . 

واختتمت كاظم حديثها قائلة: "يجب الإهتمام بعلاج أي حالة من حالات الإمساك المزمن وعدم التعايش معها لما لها من تأثيرات سلبية علي الصحة العامة وصحه المخ، وللأسف فإن هذه المشكلة تتزايد مع التقدم في العمر، وبالتالي حل المشكلة مبكراً بالاهتمام بتعديل النظام الغذائي و النشاط الحركي يكون أفضل كثيراً.

اقرأ أيضا: «القومي للبحوث» يقدم روشتة علاجية لعلاج الإمساك المزمن