جين بينغ يلتقى بايدن بسان فرانسيسكو لتقريب العلاقات الصينية الأمريكية

الرئيسان الصينى والأمريكى
الرئيسان الصينى والأمريكى

 

سيحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماع قمة بين الصين والولايات المتحدة، والاجتماع الـ30 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك). المنعقدة بسان فرانسيسكو الأمريكية للمشاركة في اجتماع رئيسي البلدين في الفترة من الـ14 إلى الـ17 من نوفمبر الجاري،وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن،

 

وتلعب دبلوماسية الرئيس الصيني شي جين بينغ دورا إستراتيجيا لا غنى عنه في تطوير العلاقات بين البلدين. حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ وبايدن في نوفمبر الماضي في بالي بإندونيسيا، وتوصلا إلى سلسلة من التفاهمات المشتركة المهمة.وأكدا أن المبادئ الثلاثة المتمثلة في "الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين" التي اقترحتها الصين هي دليل العمل على المسار المستقبلي للعلاقات الصينية الأمريكية.

 

يأتى اللقاء المرتقب ، في مواجهة مشهد دولي معقد وفي وقت تقف فيه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة عند مفترق طرق حاسم، لذلك تلقي رحلة شي المرتقبة إلى الولايات المتحدة اهتماما عالميا. وتعمل الاتجاهات الجديدة على استمرارية التفاعل الإيجابي الحاصل منذ فترة بين الصين والولايات المتحدة، كما أظهرت العلاقات الثنائية علامات إيجابية تدل على الاستقرار: بدءا من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين في يونيو، زار العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين الصين بشكل متواصل، بمن فيهم وزيرة الخزانة جانيت يلين، والمبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري، ووزيرة التجارة جينا رايموندو وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.

حيث أكدوا على أهمية تحقيق الاستقرار في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وعلى وجود استعداد لذلك. في الشهر الماضي، عقدت مجموعة العمل الاقتصادي ومجموعة العمل المالي للبلدين اجتماعاتهما الأولى عبر رابط الفيديو. وفي نهاية أكتوبر، زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي الولايات المتحدة، والتقى بايدن، وأجرى محادثات مع شخصيات من الأوساط السياسية والإستراتيجية والتجارية في الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، تضخ التبادلات الشعبية المستمرة تيارا مطردا من الطاقة الإيجابية في التنمية الصحية للعلاقات الثنائية. فقد استأنفت الصين الرحلات الجماعية إلى الولايات المتحدة مع زيادة الرحلات المباشرة؛

 

وأقيم حفل موسيقي خاص في بكين للاحتفال بالذكرى الخمسين للزيارة التي قامت بها أوركسترا فيلادلفيا للصين في عام 1973؛ وقدم فنانون صينيون المسرحية الراقصة "مولان" في مركز كينيدي بواشنطن؛ وشارك أكثر من 200 عارض أمريكي من قطاعات مختلفة في معرض الصين الدولي السادس للاستيراد، وهو ما يمثل أكبر حضور أمريكي في تاريخ المعرض.

 

تعد الصين والولايات المتحدة أكبر اقتصادين في العالم، وتمثلان واحدة من أهم العلاقات الثنائية. أما العلاقات الاقتصادية بين البلدين فهي متداخلة بعمق. ولا يمكن للبلدين، والعالم بأسره، تحمل حدوث سوء تقدير لنوايا بعضهما البعض وحدوث المواجهة بينهما. وكما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الدكتور هنري كيسنجر إن "السلام والتقدم بين الصين والولايات المتحدة يصبان في مصلحة كلا البلدين وكذلك العالم". وفي الوقت نفسه، تمثلان الصين والولايات المتحدة أكثر من ثلث الاقتصاد العالمي، ويساهم اقتصادهما بأكثر من 50% في النمو الاقتصادي العالمي. إن قوة العلاقات الصينية الأميركية تحدد اتجاه الاقتصاد العالمي.

 

ومن ناحية أخرى، فإن التعاون الوثيق بين البلدين له أهمية كبيرة ليس بالنسبة للصين والولايات المتحدة فقط، ولكن أيضا للسلام والرخاء العالميين. لقد أثبت التاريخ أن الصين والولايات المتحدة يمكنهما تحقيق العديد من الأحداث الكبرى التي تعود بالنفع على البلدين والعالم من خلال العمل معا. تعاونت الصين والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب في عام 2001، واستجابتا بشكل مشترك للأزمة المالية الدولية في عام 2008، وعززتا اتفاق باريس بشأن تغير المناخ في عام 2016. وفي المستقبل، سيحتاج المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة، إلى للعمل معًا في العديد من القضايا العالمية المهمة.

 

وأكدت الدبلوماسية الصينية أن العالم كبير بما يكفي لاستيعاب تنمية وازدهار كل من الصين والولايات المتحدة. خاصة وأن الشعب الصيني، مثل الشعب الأمريكي، شعب يحترم نفسه ويثق بنفسه ويعتمد على نفسه، ولكل منهما الحق في السعي إلى حياة أفضل. وينبغي أن تؤخذ المصالح المشتركة القائمة بين البلدين على محمل الجد. إن نجاح كل منهما يمثل فرصة وليس تهديدا للآخر. إذا تمكن الجانبان من الاقتراب من بعضهما البعض لاحتضان الحوار وليس المواجهة وهدم الجدران وليس إقامتها، فلن يكون من الصعب على البلدين أن يتكاتفا من أجل تحقيق التنمية المشتركة.