بن حزم الأندلسى ومارى كورى .. جمع بينهما يوم وشهر الميلاد وقتلهم العمل

بن حزم الأندلسى
بن حزم الأندلسى

 

أثنين من العلماء جاءوا الى الدنيا يوم 7 نوفمبر وخدما البشرية بأبحاثهم ومؤلفاتهم وفى نفس الوقت كان العمل هو سبب قتلهم ، فمات بن حزم الأندلسى بسبب كتبه وأفكاره وأراءة وأيضا ماتت مارى كورى بسبب أبحاثها وأكتشافاتها.

أَبُو مُحَمَّدْ عَلِي بْنْ أَحْمَدْ بْنْ سَعِيدْ بْنْ حَزْمِ بْنْ غَالِبِ بْنْ صَالِحِ بْنْ خَلَّفَ بْنْ مُعَدَّانِ بْنْ سُفْيَانْ بْنْ يَزِيدَ اَلْأَنْدَلُسِيُّ اَلْقُرْطُبِيُّ ( الشهير بـ بن حزم )  المولود فى 7 نوفمبر 994م ، فى قرطبة وتوفى فى 15 اغسطس 1064م ودفن فى قرية ولبة، ويعد من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وهو إمام حافظ ، فقيه ظاهري، ومجدد القول به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق ، ومتكلم وأديب وشاعر ونسّابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل بل وصفه البعض بالفيلسوف كما عد من أوائل من قال بكروية الأرض.

كان بن حزم وزير سياسي لبني أمية، سلك طريق نبذ التقليد وتحرير الأتباع ، وكان ابن حزم يبسط لسانه في علماء الأمة وخاصة خلال مناظراته مع المالكية في الأندلس، وهذه الحدة أورثت نفورًا في قلوب كثير من العلماء عن ابن حزم وعلمه ومؤلفاته، وكثر أعداؤه في الأندلس.

قامت عليه جماعة من المالكية ، تعرضه لفقهاء عصره الجاحدين المنتفعين من مناصبهم، مكن هؤلاء أن يؤلبوا عليه المعتضد بن عباد أمير اشبيلية، فاصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه، وشـُرد عن وطنه وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة أجداده منت ليشم ، ، كما توعد من يدخل إليه بالعقوبة، حيث توفي  سنة 1064 ، لاحقاً في منزله في أرض أبويه منت ليشم المعروفة بمونتيخار حالياً، وهي عزبة قريبة من ولبة وهي مدينة تقع في جنوب غرب إسبانيا.

له العديد من المؤلفات المهمة فى مجال الطب ولكنها جميعها فى حكم المفقودة بسبب حرق أغلب كتبه ومنها رسالة في الطب النبوي - مقالة في السعادة - مقالة في شفاء الضد بالضد - كتاب شرح فصول بقراط - كتاب بلغة الحكيم - كتاب حد الطب - كتاب اختصار كلام جالينوس في الأمراض الحادة - كتاب الأدوية المفردة - مقالة في المحاكمة بين التمر والزبيب - مقالة في النحل ، وأثبت بن حزم قبل الجميع قروية الأرض في الجزء الثاني من كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" في باب مطلب بيان كروية الأرض وكانت أراء بن حزم  وكتبه هى بسبب وفاته .

وفى نفس اليوم والشهر والذى ولد فيه بن حزم الأندلسى ولكن عام 1867 ، ولدت العالمة مارى كورى ، رفت بسبقها وأبحاثها في مجال اضمحلال النشاط الإشعاعي وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين وفي مجالين مختلفين  (مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء)، وهي أول امرأة تحصل على الأستاذية في جامعة باريس ، واكتشفت مع زوجها بيار كوري عنصري البولونيوم والراديوم وليحصلا مشاركةً على جائزة نوبل في الفيزياء، كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 بمفردها.

مارى كورى

قررت ماري كوري أن تتخذ من إشعاعات اليورانيوم موضوعًا لرسالتها البحثية، فقامت باستخدام جهاز يسمى الإلكترومتر، واكتشفت أن إشعاعات اليورانيوم تجعل الهواء المحيط بالعينة قابلاً لتوصيل الكهرباء، وعن طريق هذا الجهاز استنبطت أول نتائج بحثها، وهي أن نشاط مركبات اليورانيوم يعتمد فقط على كمية اليورانيوم الموجودة بها، وقد أثبتت الفرضية القائلة بأن الإشعاع لا ينتج عن تفاعل ما يحدث بين الجزيئات، بل يأتي من الذرة نفسها.

كانت تلك الفرضية خطوة هامة في دحض الافتراض القديم بأن الذرات غير قابلة للانقسام ، و أثناء دراستها لمركبات مشعة أخرى بخلاف أملاح اليورانيوم، اكتشفت كوري أن عنصر الثوريوم أيضاً هو عنصر مشع ، كما أعلنت مدام كورى وزوجها عن وجود عنصر أطلقا عليه اسم «البولونيوم»، تكريمًا لبلدها الأصلي بولندا، كما أعلن الزوجان كوري عن وجود عنصر ثانٍ، اسموه «الراديوم» ذو النشاط الإشعاعي الكبير.

أنتجت ماري إبر جوفاء تحتوي على «فيض الراديوم»، وهو غاز مشع عديم اللون ينبعث من الراديوم، عرف لاحقًا باسم الرادون ليتم استخدامها لتعقيم الأنسجة المصابة ، وتشير التقديرات إلى أنه تم علاج أكثر من مليون جندي جريح بوحداتها ذات الأشعة السينية.

في 4 يوليو 1934 توفت مارى كورى في مصحة سانسيلموز في شرق فرنسا ، حيث كانت تعالج من فقر الدم اللاتنسجي الناجم عن تعرضها الزائد للعناصر المشعة، في زمن لم تكن الآثار الضارة للإشعاع قد عرفت بعد، وبالتالي لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات السلامة اللازمة، فكانت كوري تحمل أنابيب اختبار تحوي نظائر مشعة في جيبها، ولطالما وضعتها في درج مكتبها دون أن تدرك أخطارها الجسيمة ، كما تعرضت للأشعة السينية من الأجهزة غير المعزولة، أثناء خدماتها التي كانت تقدمها أثناء الحرب.

ترشيحاتنا