31 اكتوبر يوم الهالووين .. وغزة تحتفل على طريقتها الخاصة

تعبيرية
تعبيرية

 

تحتفل مجموعة من الدول بعيد الهالوين وهو يوافق ليلة 31 أكتوبر ونهار نفس اليوم حيث يستمر الأحتفال به يومين واليوم الثانى يسمى بعيد القديسين ، وهو يصادف الوقت من السنة في التقويم المسيحي الذي يكون مخصصا لإحياء ذكرى الموتى بما فيهم القديسون ، حيث تغزو شوارع بعض المدن والبلدات ، وأماكن الحفلات الخاصة في العالم ، مشاهد غريبة لأشخاص في أزياء وأقنعة تذكر بالموت والأشباح.

وتتنوع طرق الاحتفال من إضاءة الشموع في شرفات المنازل إلى ارتداء ملابس تشبه السحرة إضافة إلى تناول الكثير من الحلوى ، كما نجد أن أغرب مظاهر الاحتفال بالهلوين حول العالم في النمسا، حيث يتركون بعض الخبز والماء ومصباحا مضاء على الطاولة قبل أن يخلدون إلى النوم في ليلة الهالوين، وهذا يهدف لاستقبال الأرواح الزائرة ، وفي الصين، يضعون الطعام والماء أمام صور الأعزاء الراحلين.

و في جمهورية التشيك فيضعون الكراسي حول النار، واحد لكل فرد من أفراد العائلة الأحياء، وواحد لكل ميت ، وبعض الدول ينظفون المقابر ويضعون الزهور على القبور ، وفي بعض الأحيان يضعون شخصا حيا في تابوت ويجولون به الحي أو القرية، بينما يلقي الباعة الفواكه والزهور في التابوت.

وفى العالم العربى يقتصر الأحتفال بالهالوين على الطبقات ذات الدخول العالية فى مختلف البلاد العربية ومنها السعودية والأمارات وبهما متاجر مشهورة عالميا تقوم ببيع الملابس التنكرية والخاصة بتلك المناسبات ، ويمتنع عن الأحتفال بهذا اليوم المتدينين من المسلمين والمسيحيين.

أما الأحتفال بالهالوين فى غزه فله مذاق مختلف تماما فو هناك بطعم القهر والخوف والموت ، حيث نجد أن سكان غزة يحتفلون بعيد الرعب بشكل واقعى جدا حيث أن لديهم الكثيرةٌ من الأسباب التي تدفعهم حتى اللحظة إلى الاحتفال بعيد الهالوين، ومن أهمها هو قرب أنتهاء موسم حصاد أرواحهم ، ووفق لشهادة واحدا من سكان جباليا شمال قطاع غزة قال عندما نزحنا الى خان يونس بالجنوب تم قصفنا ووجدنا أنفسنا نهرب من موت الى موت.

 واستعدادًا لاستقبال فصل الشتاء الذي يرونه أنه بمثابة كارثة حيث لا وقود للتدفئة ولا كهرباء ولا أدوية ولا طعام ولا حتى شموع يوقدونها على أرواح أحبائهم كما هو متبع فى الأحتفال بالهالوين ولا حتى أحشاب أشجار الزيت التى احترقت ، ويقول نازح آخرأمضينا ليلتنا في الباحة الخارجية لمقر الهلال الأحمر، على الأرض ، و كنت أراقب زوجتي وأولادي وأولاد أخي وزوجته على الأرض، من دون فراش، سينامون على ألواح من الكرتون ، حقا شعور بالعجز لا يمكن وصفه، نمنا من دون أغطية ولا أي شيء، شعرنا بأننا نتجمد من البرد.

 وفى الهالوين ينتظرون الأرواح أن تأتى زائرة ، ولكن أرواح الموتى ذهبت خائفة مزعورة لا تريد العودة لجحيم الحرب مرة أخرى بالرغم من أن الهالوين هو فى الأساس أحتفال بالزعر ، كما أن الغرب يحتفلون بالهالوين وفق معتقدات حمايةً لأنفسهم من الوحوش التي يعتقدون أنّها تظهر في تلك الليلة وتؤذيهم، ويكون ذلك عن طريق ارتداء الأزياء التنكرية المخيفة.

 تقول سيدة من القطاع المنكوب ، عندما يشتد القصف، يبدأ الأطفال بالتشهد، و أقوم بجمع الأطفال وأحاول أن ألهيهم باللعب معاً مع أنني بحاجة لمن يهدأ روعي خلال القصف ويساعدني نفسياً، فنحاول التغلب على الوضع بالقول للأطفال: إنها أزمة وستمر وأن الله معنا ، وتؤكد أن أهالي القطاع مجمعون على فكرة واحدة وهي أن يناموا مع أبنائهم جميعاً في نفس الغرفة حتى إذا نزلت قذيفة على البيت، يموت كل أفراد العائلة معاً كي لا يبقى أحد حياً ويتحسر على الأموات.

وفى غزة هم بالفعل يرتدون الثياب البالية والتى هى بقايا من حطام وأطلال حياتهم ،كما أنهم لا يطردون الوحوش حيث أنها باقية معهم تطاردهم وتقتلهم بالفسفور الأبيض ، كما أن زيارة القبور هى من الطقوس الأساسية فى الأحتفال بالهالوين ، وفى غزة لا يحتاجون الى زيارة القبور حيث تحولت منازلهم الى قبور لهم  ولذلك نجد أن الهالوين فى غزة حقيقى ولا يحتاج لطقوس للأحتفال.

ترشيحاتنا