التغيرات المناخية (1): بعد صيف «ساخن جدا».. هل ننتظر شتاء شديد البرودة؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

سارة شعبان
تبعات كارثية يشهدها العالم بسبب التغيرات المناخية الناجمة عن أنشطة بشرية، وتتزايد تداعياتها على الكرة الأرضية، نتج عنها تأثيرات واضحة على نحو متزايد في جميع أنحاء العالم، إذ أن الطقس المتطرف بإستمرار، وحدوث أمطار غزيرة رغم ارتفاع درجات الحرارة الشديدة أصبحت أمور سائدة حتى في المناطق المعتدلة..


وتشير هذه الحالة إلى ظهور مشاكل عديدة وكبيرة لها الكثير من المؤثرات السلبية على البيئة بشكل عام ، لما يحدث من تغيرات مناخية لم تكن في الحسبان، فضلاً عن حدوث ما يسمي بالتطرف المناخي في جميع أنحاء العالم، والذى سوف يؤدي إلى ظهور الكثير من التغيرات المناخية.


رصدت «الأخبار المسائى» آراء خبراء الأرصاد الجوية حول التغيرات المناخية فى السنوات الأخيرة، والتعرف على تأثر الطقس فى مصر بهذه التغيرات.

 

نوبات الطقس الجامح
في البداية، تقول الدكتورة إيمان شاكر، مدير مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية إنه خلال الفترة الأخيرة شهد العالم تغيرات مناخية، تأثرت بها جمهورية مصر العربية، موضحة أنه في خلال الـ 10 أعوام الماضية، بدء ظهور نوبات الطقس الجامح، وسقوط كميات غزيرة من الأمطار خاصة في المناطق الشمالية، وظهور السيول والعواصف الرملية بصورة متكررة وغير اعتيادية، فضلاً عن ظهور الشبورة الكثيفة والضباب، وهذا التأثير نتج عن التغيرات المناخية التى تشهدها جميع أنحاء العالم.

 

ظاهرة غير معتادة
وأضافت شاكر، أنه في وقتنا هذا قد يحدث سقوط أمطار غزيرة في فصول مختلفة من العام، وبالتحديد في شهر يوليو 2023 ، حدث سقوط أمطار في مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى، وهذه ظاهرة غريبة وغير معتادة، لأن هذا الشهر من المفترض أنه بداية فصل الربيع وحدوث استقرار في الأحوال الجوية.

 

تقلبات جوية
وتابعت شاكر، أن فصل الخريف بدء في 23 سبتمبر وسوف يستمر لمدة 3 شهور، ومن المحتمل قد يحدث أمطار خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى حدوث تقلبات جوية ووجود حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، وسوف ينتهي فصل الخريف في 20 ديسمبر، ليبدء فصل الشتاء في هذا الموعد.

 

وأكدت شاكر، أنه من المتوقع هذا العام في فصل الخريف قد يكون المعدل أعلى في كميات الأمطار، خاصة على المناطق الشمالية ومناطق جنوب سيناء فضلاً عن مناطق سلاسل البحر الأحمر مقارنة بالأعوام السابقة.

 

وأشارت شاكر، إلى أن الهيئة العامة للأرصاد الجوية لم تعلن عن التنبؤات الخاصة بفصل الشتاء، مؤكدة أن فصول السنة غير مرتبطة ببعضها البعض، وأن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة في فصل الصيف هذا العام، ليست دليل على حدوث بردوة شديدة فى الشتاء القادم.


 حالات مناخية عنيفة
واستكملت شاكر حديثها قائلة: «من المحتمل أن تتعرض المناطق الساحلية هذا العام لحالات مناخية عنيفة، مثل ما حدث في مدينة الإسكندرية عام 2015 و عام 2021، حينما تعرضت لأمطار شديدة غير معتاد عليها عشرة أضعاف ماحدث خلال الأعوام الماضية، وكذلك شهدت مدينة مرسي مطروح في عام 2020 و2021  إلى أمطار شديدة، ومن المحتمل هذا العام التعرض لحالات من عدم الإستقرار، وهذا بسبب وجود منخفضات جوية عنيفة على السطح يصاحبها منخفضات جوية في طبقات الجو العليا وكان الفرق بينهم في درجات الحرارة أكثر من 40 درجة».

 

الدكتور على قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق ونائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية الأسبق قال إن التغيرات المناخية خطر أصبح يهدد العالم، وفيما يتعلق بتأثير التغيرات المناخية على مصر، يحدث ذلك بسبب تغيير جغرافية المناطق ، وحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري الذي أدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وبالتالي حدوث تطرف في المناخ، مثل ما تعرضت له مدينة مرسي مطروح بسقوط أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول خلال الأيام الماضية، رغم استقرار حالة الجو في تلك الفترة.

 

وأضاف قطب، أنه من المحتمل أن تستمر تلك التغيرات المناخية خلال الأعوام المقبلة، بسبب النشاط البشري الإنساني والتلوث من جانب، والتجارب النووية والحروب وما إلى ذلك من جانب آخر، وكلها عوامل خطيرة تؤدي إلى تغيرات مناخية لأن المناخ يؤثر في البيئة، والبيئة كذلك تؤثر في المناخ.

عوامل جوية

وتابع خبير المناخ، أن البيئات تختلف بإختلاف أنواعها، إذ يختلف الجو في البيئة الزراعية والساحلية عن مثيلتهما في البيئة الجبلية والحضرية، وذلك لأن هناك عوامل جوية تؤثر في المناخ، منها الجو المناخي للمنطقة، حيث تختلف البيئة المدارية عن البيئة الإستوائية والقطبية، بالإضافة إلى المسطحات المائية والمزروعات فهي تعكس انعكاس أشعة الشمس، وبالتالي يتوفر فيها الأكسجين بكثرة، ويقل غاز ثاني أكسيد الكربون، ورغم ذلك ما زال المناخ يستمر في التغيير.

 

وأكد قطب، أن ليس هناك دليل على وجود تغيرات مناخية ستؤثر على فصل الشتاء المقبل، مثلما ظهر تأثيرها على  فصل الصيف بموجات شديدة الحرارة، وهذا يتوقف على المنطقة، لأن هناك مناطق معتدلة وشديدة البرودة وآخري دافئة، مضيفاً أنه من الصعب التنبؤ بتأثير هذه التغيرات حاليًا، لأن الوقت ما زال مبكرًا جدًا على بداية فصل الشتاء، المقرر أن يبدأ 21 ديسمبر المقبل، ولكن ليس من المانع أن هناك تطرف في مناخ فصل الشتاء هذا العام.

 

اقرأ أيضا: تغيير البيئة والطقس وتقنيات تعديل المناخ .. أحدث أسلحة الحرب


 

ترشيحاتنا