رغم حث كل الأديان على مراعاة الفقراء كما هو في ديننا الإسلامي كنموذج متمثلاً في الزكاة والصدقات وتوفر العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تسعى إلى وصل الفقراء وسد حاجتهم، إلا أن الفقر مازال موجوداً في العالم بسبب تقصير الكثير من الأغنياء فى متابعة الفقراء والتواصل معهم.
وفي عام 1987 في باريس عاصمة فرنسا تجمع 100000 شخص في ساحة حقوق الإنسان والحريات في تروكاديرو لتكريم ضحايا الفقر والجوع والعنف والخوف عند إزاحة الستار عن حجر تذكاري لجوزيف وريسينسكي، مؤسس الحركة الدولية لإغاثة الملهوف ، وفي عام 1992 بعد أربع سنوات من وفاة وريسينسكي، حددت الأمم المتحدة رسميًا يوم 17 أكتوبر ليكون اليوم الدولي للقضاء على الفقر.
واليوم الدولي للقضاء على الفقر يشجع على الحوار والتفاهم بين الأشخاص الذين يعيشون في فقر ومجتمعاتهم، والمجتمع ككل ، وتم إطلاق اللجنة الدولية ليوم 17 أكتوبر عام 2008 للترويج لليوم العالمي للقضاء على الفقر بروحه التأسيسية ، حيث يضم أعضاء من ذوي الخبرة المعيشية للفقر المدقع والمدافعين عن حقوق الإنسان المنخرطين في مكافحة الفقر.
وعلى مدى السنوات الماضية توجد عدة عوامل ساهمت في تحول الفقر إلى معضلة كبرى، في أنحاء متفرقة من العالم، لدرجة أنه بات ذا تأثير سلبي على الكرامة الإنسانية للملايين، وتؤكد الأمم المتحدة على أنه ورغم استمرارها في الالتزام بوعدها، بالقضاء على الفقر في العالم بحلول العام 2030، فإن الواقع الحالي يظهر أن 1.3 مليار شخص، مايزالون يعيشون في فقر "متعدد الأبعاد"، وأن نصفهم تقريبًا من الأطفال والشباب.
ووفقا للعديد من التقارير الدولية، خلال الأعوام الماضية ، توجد العديد من العوامل مثل الحروب وقبلها تفشى كورونا والأوبئة المختلفة ساهموا بصورة كبيرة، إلى عرقلة الجهود الدولية، للقضاء على الفقر، وساهموا أيضا في زيادة عدد الفقراء في العالم، وفي زيادة الأغنياء غنى أيضا.
وعلى الرغم من أن الفقر يمثل مشكلة عالمية، إلا أن مستويات الفقر تتفاوت وتختلف من بلد لآخر، وللفقرخمسة آثار رئيسية وهى 1 - الجوع وهو مشكلة عالمية ممكن ان تدمر أى بلد ، 2 - التشرد وتقدر منظمة Habitat for Humanity بأن نحو 1.6 مليار نسمة يعيشون في "مأوى غير ملائم" ، 3 - التعليم وذلك لاضطرار الكثيرين لقطع دراستهم نظراً لعدم قدرتهم على دفع رسوم التعليم بسبب الدخل المحدود ، 4 – النزاع حيث أن العنف المستمر في أماكن الصراع والنزاع أدى إلى تدمير البنية التحتية وأجبر الناس على النزوح ، والعيش في أماكن تسودها مشكلات داخل مدينة أو قرية معينة ممكن أن يمثل تهديداً أكبر على الفقراء من السكان ، 5 - عدم القدرة على تأمين مياه نظيفة وبيئة صحية.
وقد تناول العديد من الكتاب والأدباء والفنانين والرسامين موضوعات الفقروغياب العدالة الأجتماعية مثل جورج أورويل وهو أحد الروائيين البريطانيين كتب كثيراً عن غياب العدالة الاجتماعية ومسببات الفقر، والعديد من الأعمال الأدبية التى عبرت عن الفقراء ومنها رواية "الوجع والألم" للكاتب تشارلز ديكنز، ورواية "الأزمنة العجاف" للكاتبة توني موريسون ، ورواية "البؤساء" للكاتب فيكتور هوجو، و قصة " الطفل " للكاتب جبران خليل جبران ، ورواية "العمال" للكاتب إيميل زولا ،ورواية "مسألة الحياة" للكاتب تشارلز بوكوفسكي ، و قصيدة "ذاكرة الجسد" للشاعرة ناضلة جبر.
ومن أشهر اللوحات الفنية المعبرة جدا عن الفقراء هى لوحة الفنان الإسباني بيكاسو «المأساة» والتي رسمها عام 1903 في الفترة الزرقاء من حياته والموجودة حالياً في المتحف الوطني للفنون بواشنطن هي أكثر لوحة تمثل مأساة الفقر.
ومن أشهر الأفلام المصرية التى عبرت عن الفقر والفقراء هى أفلام الحرام ، أفواه وأرانب ، الجوع ، سلفنى 3 جنية ، الحب فوق هضبة الهرم ، فقراء لا يدخلون الجنة و حين ميسرة ، ومن الأعمال العالميه الفيلم الأمريكى السعي للسعادة ، وروما ، وآسف لأزعاجك ، ومشروع فلوريدا ، وفيلم طفيلى وهو حاصل على جائزة السعفة الذهبية،
