أخر الأخبار

فى العاشر من رمضان .. تغيير نمط حياة المصريين و توقف فوازير شادية وورده لأذاعة بيان أنتصار أكتوبر

شادية
شادية

 

بدأ رمضان عام 1973 فى 27 سبتمبر ، ولم يكن يعلم الشعب المصرى أن نمط حياته اليومية سيتغير خلال عشرة أيام ، فكان الشعب يقف طوابير لأكتناز السلع بمختلف أنواعها أستعدادا لشهر رمضان ، حيث تجتمع الأسر المصرية فى الجمعة الأخيرة من شهر شعبان ليتناولوا سويا ما يسمى فى عادات بعض المصرين  بغدوة الحبايب ، وفى الوقت نفسه كان د. عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام آنذاك يتابع بأهتمام شديد خط سير كل الأعمال الفنية سواء التلفزيونية أوالأذاعة وكان الجميع يتبارى فى تقديم أفضل ما لدية للأستمرار فى الترفيه عن الشعب المصرى ، وكان الجميع يشترى مجلة الأذاعة والتلفزيون ليعرف خريطة الأغمال الرمضانية ، وكان فى أنتظار الشعب المصرى وقتها العديد من المفاجئات الفنية حيث قدم عبدالحليم حافظ ولأول مرة مسلسله الوحيد «أرجوك لا تفهمنى بسرعة» وشاركته البطولة نجلاء فتحى ، وهو من تأليف محمود عوض.

كما أعد التليفزيون مفاجأة عندما أعلنت الصحف قبل بداية رمضان 1973 أن نجم فوازير هذا العام هو أحمد مظهر، والحقيقة أنها كانت مفاجأة كبيرة جدا فكيف لأحمد مظهر نفسه المعروف بفروسيته وملامحه الجادة، أن يقبل بهذه المغامرة ،وكانت التكلفة قد بلغت 22 ألف جنيه أى ما يعادل 45 ألف دولار، وهو رقم كبير جدا وقتها ، وكان يتم تقديمها برسوم متحركة لأول مرة من إعداد رواد الرسوم المتحركة حسام ومهيب .

كما قدمت أيضا كلا من شادية ووردة الجزائرية الفوازير.. ففوازير شادية فى البرنامج العام وكتبها عبدالوهاب محمد وفوازير وردة على موجة الشرق الأوسط وأعدها مفيد فوزى واسمها «بص شوف وردة بتفطر فين» ، وكان التنافس كبير جدا بين الإذاعة والتليفزيون على تقديم افضل ما لديهم لأدخال السرور على الشعب المصرى.

وقال عمربطيشة في عام 1973 اخترت الفنانة شادية لتقدم فوازير رمضان معي، و كتبها في هذا العام الشاعر عبد الوهاب محمد، وقدمنا منها تسع حلقات بالفعل، ولكن جاءت حرب أكتوبر فى العاشر من رمضان لتتوقف الفوازيربعد الفزورة رقم 9، ثم عادت شادية لتقديمها مرة أخرى ، و استضافت شادية 30 لاعب كرة قدم خلال شهر رمضان وكانت المسابقة عبارة عن حوار مع لاعب كرة قدم دون ذكر أسمه وكان على المستمع اكتشاف من هو الضيف من خلال صوته للفوز بالجائزة.

والجوائز كانت قيمتها 5 آلاف جنيهاً وهي عبارة عن رحلة إلى الأراضي السعودية المقدسة بالإضافة إلى 100 جنيهاً مصروف إلى جانب رحلات أخرى إلى بيروت، والأقصر، وأسوان، ومدن القناة ، و المسابقة لم تقتصر على المستمع المصري فقط، ولكن تقدم جائزة إلى أحد الفائزين من إحدى الدول العربية الشقيقة وهي عبارة عن أسبوع يقضيه متجولاً بين المعالم السياحية والأثرية في محافظات مصر ، وكان من أبرز ضيوف الحلقات المايسترو صالح سليم أسطورة الكرة المصرية والنادى الأهلى.

وإذا بحرب أكتوبر تفاجئ الجميع ، ونزل الخبر عليهم كالصاعقة ونسوا مواعيد المسلسلات وكل ترفيه بما فيه ما لذ وطاب ، وتراجع كل اهتمام رمضانى سواء سهرات المقاهى أو التزاور بعد الإفطار أو تناول الحلوى و الشاى والقهوة  وصار الأهتمام بتحويل مؤشر الراديو أو قنوات التليفزيون بحثا عن الأخبار والبيانات العسكرية ، وصارت أخبار الحرب هى رقم واحد ولا شيئ بعدها.

ويؤكد الأعلامى عمر بطيشة أن الإذاعة المصرية فى تلك الفترة أستطاعت أن تقدم تغطية إعلامية ناجحة ومؤثرة لحرب أكتوبر 1973، وقد كان لها دور بارز فى رفع معنويات الشعب ونشر الوعى بأهمية الوحدة الوطنية ، وكان الدكتور عبد القادر حاتم، وزير الإعلام آنذاك، يتابع الحدث بشكل هاتفي، وطُلب من الإذاعى صبرى سلامة أن يبدأ الخطاب بعبارة «بسم الله» ليبدأ بذلك بروح هادئة وموضوعية إلقاء البيان متحليا بالهدوء النفسى بعيدًا عن النبرة المتشنجة التى اعتمدتها الإذاعة فى بيان 67 والتى قوبلت بانتقادات كبيرة من جانب المواطنين.

ووقتها كان من أشهر من أذاعوا بيان النصرهو الإذاعى صبرى سلامة، والأعلامى أحمد سعيد ، و الدكتور محمد فوزى ضيف فى الإذاعة العبرية ، وفي الساعة الرابعة و6 دقائق، أعلن الأعلامى حلمى البلوك عن قيام قواتنا المسلحة بعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف المنيع.

ترشيحاتنا