خاص/ «أبو الهول» برأس «زنجي» في متحف أمريكي.. وحواس: مهزلة بحق الحضارة المصرية القديمة

أبو الهول الزنجي!
أبو الهول الزنجي!

أثار تمثال على هيئة أبو الهول برأس زنجي قامت فنانة أمريكية تدعى لورين هالسي بنحته بمتحف المتروبوليتان في نيويورك بعنوان "الجانب الشرقي من النموذج الأولي للعمارة الهيروغليفية" أثار موجة من الاستياء الشديد في الأوساط الأثرية والسوشيال ميديا، مما يستدعى نظرية الأفروسنتريك التي تروج لتأصيل الحضارة المصرية للزنوج.

تضليل للتاريخ

عالم الآثار الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق يرى أن ما حدث بمتحف المتروبوليتان هو عبارة عن تضليل للتاريخ وتزوير كامل وعيب أن متحف المتروبوليتان الذي يحوي آثار مصرية ويعرف تاريخ مصر جيدا يسمح أمنائه بهذه المهزلة.

معاقبة المتحف

من جانبه وجه د. محمد عبد المقصود أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق تساؤلا حول هل يكون هناك عقوبة مثل بعثة متحف ليدن بهولندا.

بينما يكشف د. محمود درويش أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة المنيا أن "لورين هالسي" فنانة أمريكية معاصرة من أصول إفريقية زنجية ولدت في عام  (1987) في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، تستخدم هالسي فن الهندسة المعمارية والتركيب لإظهار واقع الأحياء الحضرية مثل ساوث سنترال، لوس أنجلوس.

درست في معهد كاليفورنيا للفنون (CalArts) في الفترة من 2008 إلى 2012، وحصلت على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، ثم في جامعة ييل من 2012 إلى 2014، وحصلت على درجة الماجستير في الفنون الجميلة.

من عام 2012 إلى عام 2014، عملت هالسي مع زملائها في مشروع بعنوان Harlem Postcards، والذي تم تقديمه في متحف الاستوديو في هارلم، نيويورك. خلال هذا الوقت، أكملت هالسي معرض أطروحتها في معهد كاليفورنيا للفنون وبدأت البرنامج في جامعة ييل. 

تم تكليف هالسي من قبل متحف متروبوليتان للفنون في عام 2022 باعتبارها الفنان العاشر الذي يصمم عملاً خارجيًا لحديقة السطح Iris and B. Gerald Cantor بالمتحف. تم تأجيل المعرض المخطط له إلى عام 2023 بسبب التأخير اللوجستي المتبقي بسبب جائحة كوفيد-19.

وصممت هالسي الجانب الشرقي من جنوب وسط لوس أنجلوس النموذج المعماري الهيروغليفي (2022-2023)، وهو عبارة عن جناح مكعب في الهواء الطلق مستوحى من الهندسة المعمارية المصرية، وتحيط به أربعة تماثيل لأبو الهول والعديد من الأعمدة القائمة بذاتها. تم حفر الجدران البيضاء للجناح والأعمدة على نطاق واسع بالعبارات والأسماء والرسومات والشعارات والمراجع التاريخية من الثقافة السوداء وحولها، حيث يشير العديد منها على وجه التحديد إلى مجتمع هالسي في جنوب وسط لوس أنجلوس. كانت تماثيل أبو الهول والتماثيل النصفية الأخرى للأشخاص الموجودة في جميع أنحاء الجناح مبنية على أصدقاء هالسي وعائلتها، بما في ذلك والدتها غليندا. تم عرض العمل في أبريل 2023 وسيتم إغلاقه في أكتوبر 2023؛ بعد المعرض، تخطط هالسي لنقل العمل بشكل دائم إلى جنوب وسط البلاد. 

مشروع المطرقة للفنانة السمراء لورين هالسي المشروع عبارة عن نصب تذكاري للأصدقاء والعائلة السود وهو على هيئة معبد دندرة، الشكل المباشر للهيكل هو معبد دندره - الشهير في المتحف، والذي أعيد تشكيله هنا وتقلص حجمه، وتحيط به أربعة تماثيل أبو الهول وأعمدة قائمة بذاتها، وجدرانه مغطاة من الداخل والخارج بكلمات وصور الكثير من المحتوى الفعلي في نسخة هالسي وجوه أبو الهول كلها صور لأفراد عائلتها: والدتها غليندا وابن عمها أوجان وشقيقها دومينيك وشريكة حياتها مونيك ماك ويليامز. الشيء نفسه مع الأعمدة. تستند جميعها إلى مثال واحد من القرن الرابع معروض في صالات عرض Met. لكن هالسي استبدلت صور الإلهة المصرية حتحور على الأصل بأشباه أصدقاء فنانين من جنوب وسط النقوش الجدارية، المحفورة يدويا هي  في معظمها محلية وشخصية أيضا. حيث غطى المصريون القدماء جدران مقابرهم وأضرحة برسوم توضيحية من كتاب الموتى، ابتكرت هالسي وفريقها من الفنانين والحرفيين كتابا يركز على الوجود الحضري الأسود المعاصر، ولكن لا يقتصر بأي حال من الأحوال،على استحضاره وحفظه بالكلمات والصور المنحوتة في مئات الألواح الخرسانية لفترة من الوقت بدا أن نواياها قد تحققت كانت حملة كيك ستارتر التي أطلقتها ناجحة. أعطاها مشروع المطرقة جائزة نقدية لأفضل عرض.

ويشير د. محمود درويش إلى أن ما قامت به الفنانة الأمريكية لورين هالسي هو جزء من مشروع المطرقة، وتم تكليف بذلك من قبل مجموعة القطط السمان لإنشاء تركيب خاص بالموقع لـ The Met's Iris و B. Gerald Cantor Roof Garden. 

من هم القطط السمان الممولين لمشروع المطرقة؟ 

الداعم الأول والرئيسي لهذا المشروع:

مؤسسة بلومبرج الخيرية التي يملكها مايكل بلومبرج المرشح الرئاسي في 2019 ديمقراطي

مؤسسة دانيال وإستريليتا برودسكي، أمين العمارة الحديثة والتصميم والفنون الزخرفية في قسم الفن الحديث والمعاصر لمتحف متروبوليتان السابق.

مؤسسة Barrie A. and Deedee Wigmore صاحبها روبرت مينشل وهو مؤلف كتاب "الأسواق، الغوغاء والفوضى: نظرة حديثة على جنون الجماهير".

 Cynthia Hazen Polsky and Leon B. Polsky لصاحبها فيرنر هيرزوغ وسينثيا بولسكي وهو من اصل يهودي.

واقعة متحف ليدن بهولندا

كان معرض في متحف ليدن بهولندا قد آثار الجدل منذ شهور أيضا لقيامه بربط موسيقى الـ "هيب هوب" بوجود توابيت وتماثيل فرعونية في المتحف الهولندي، في محاولة لإظهار تأثير مصر القديمة على الفنانين ذوي الأصول الإفريقية.

وعرضت بالقرب من تماثيل نصفية قديمة صورة لبيونسيه في شخصية الملكة نفرتيتي، ومقطع فيديو لريهانا وهي ترقص أمام الأهرامات. وفي وسط القاعة، قناع ذهبي يوحي أنه كان لأحد الفراعنة، لكنه في الواقع منحوتة حديثة تمثل غلاف ألبوم لمغني الراب ناز.

وأثارت هذه القطع التي يتضمنها معرض "كيميت" (أي "الأرض السوداء") في متحف "ريكميوزيوم فان أودهيدن" (المتحف الوطني للآثار) في ليدن مما آثار حفيظة مصر حيث منعت علماء آثار من المتحف الهولندي من التنقيب في أحد المواقع المهمة.

تزييف التاريخ

واعتبر المجلس الأعلى للآثار أن المتحف يزيف التاريخ باعتماده مقاربة الـ"أفروسنتريك" أي "الحركة المركزية الإفريقية"، منددة بـ"محاولة السطو على الحضارة المصرية"، بحسب وسائل إعلام هولندية.


ولاحظ متحف ليدن أن بعض التعليقات على الشبكات الاجتماعية بعد اندلاع الجدل اتسمت بكونها "عنصرية أو مسيئة". وبالتالي، أدى ما كان من المفترض أن يكون احتفاء بـ"مصر في الهيب هوب والجاز والسول والفانك" إلى نشوب معركة ثقافية.


الملكة كليوباترا


وأعرب خبراء ومسؤولون مصريون عن استيائهم في أبريل الفائت، بعد عرض "نتفليكس" لوثائقي عن كليوباترا، جسدت فيه ممثلة ذات بشرة داكنة شخصية الملكة الفرعونية الشهيرة، حيث أكد المجلس الأعلى للآثار أنّ كليوباترا كانت "ذات بشرة فاتحة اللون وملامح (يونانية)".

عقوبات للبعثة الهولندية


وبعد بضعة أشهر، منعت السلطات المصرية علماء آثار من المتحف الهولندي من دخول مقبرة سقارة جنوب القاهرة، مع أن بعثات المتحف الهولندي كانت تعمل منذ أكثر من خمسة عقود في الموقع الشاسع المعروف بأهراماته.