حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأكدتها دراسة حديثة .. القيلولة مهمة لصحة الدماغ

القيلولة مهمة لصحة الدماغ
القيلولة مهمة لصحة الدماغ

 

أمس كان الأحتفال باليوم العالمى لـ ألزهايمر وهو مرض يصيب الدماغ بالتدهور المعرفى والأدراكى بشكل مباشر ، وفى نفس الوقت نشرت صحيفة "ميرور" البريطانية دراسة ، أجراها باحثون من جامعة كوليدج لندن وأوروجواي ، أكدت  الميرورفيها عن وجود علاقة بين فترة القيلولة والأدمغة الأكبر حجمًا، وبحسب الدراسة، فإن القيلولة النهارية يمكن أن تحافظ على صحة الدماغ عن طريق إبطاء معدل انكماشها مع التقدم في العمر ، كما حللت دراسة ، بيانات لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، إذ وجدت علاقة بين القيلولة المعتادة والأدمغة الأكبر حجمًا، وهي علامة تدل على صحة الدماغ الجيدة، حيث يتمعتون بصحة دماغ أفضل وأكبر من غيرهم ،وترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وأمراض أخرى.

وقال الباحثون في جامعة كاليفورنيا، إن "النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن القيلولة القصيرة أثناء النهار قد تكون بالنسبة لبعض الأشخاص جزءًا من اللغز الذي يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ مع تقدمنا في السن ، ونأمل أن تساعد دراسات مثل هذه التي تظهر الفوائد الصحية للقيلولة القصيرة في تقليل الشائعات الطبية حول القيلولة أثناء النهار".

وتشير الدراسات السابقة إلى أن القيلولة لمدة 30 دقيقة أو أقل لها أفضل الفوائد على المدى القصير، وأن القيلولة في وقت مبكر من اليوم أقل عرضة لتعطيل النوم أثناء الليل ، وأظهرت نتائج أبحاث سابقة في المملكة المتحدة وهولندا أن ثلث البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر يحصلون على قيلولة منتظمة.

وفى العام الماضى نشرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية دراسة طبية أمريكية أكدت الدراسة التى استندت إلى تجربة شملت عددا كبيرا من الأشخاص ممن يأخذون قيلولة خلال النهار وتبين أنهم أكثر عرضة بنسبة 12% للإصابة بارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت، وكانوا أكثر عرضة بنسبة 24% للإصابة بسكتة دماغية مقارنة بالأشخاص الذين لم يمارسوا هذه العادة.

وقالت إنه إذا كان الشخص أصغر من 60 عاما، فإن القيلولة في معظم الأيام تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 20% مقارنة بالأشخاص الذين لا يأخذون قيلولة.

وقال الدكتور مايكل جراندينر، مدير عيادة طب النوم السلوكي في جامعة "بانر" بولاية أريزونا الأمريكية "إن أخذ قيلولة في حد ذاته ليس ضارا، إلا أن العديد من الأشخاص الذين يأخذون قيلولة قد يفعلون ذلك بسبب قلة النوم في الليل.. والمعروف أن قلة النوم في الليل مرتبطة بصحة سيئة ولا تكفي القيلولة لتعويض ذلك".

وفى نفس الوقت أوضح الدكتور راج داسجوبتا من جامعة جنوب كاليفورنيا أن أخذ قيلولة طويلة ومنتظمة قد يكون علامة على اضطراب النوم الأساسي ، وأكد أيضا إن العديد من هذه العوامل يمكن أن تؤثر على نوعية وكمية نوم الشخص، لافتا إلى أن قلة النوم تسبب "التعب المفرط أثناء النهار الذي يمكن أن يؤدي إلى القيلولة المفرطة أثناء النهار".

وأضاف: "أعتقد أن القيلولة هي علامة تحذير على اضطراب النوم الكامن لدى بعض الأفراد.. وترتبط اضطرابات النوم بزيادة التوتر وهرمونات تنظيم الوزن التي يمكن أن تؤدي إلى السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع 2 وجميع عوامل الخطر لأمراض القلب".

وفي دراسة نشرت في مجلة “العلوم النفسية” عام 2002 من أن القيلولة لمدة 10 – 40 دقيقة (وليس أكثر) تكسب الجسم راحة كافية، وتخفف من مستوى هرمونات التوتر المرتفعة في الدم نتيجة النشاط البدني والذهني الذي بذله الإنسان في بداية اليوم.

ويرى العلماء أن النوم لفترة قصيرة في النهار يريح ذهن الإنسان وعضلاته، ويعيد شحن قدراته على التفكير والتركيز، ويزيد إنتاجيته وحماسه للعمل. وأكد الباحثون أن القيلولة في النهار لمدة لا تتجاوز 40 دقيقة لا تؤثر على فترة النوم في الليل، أما إذا امتدت لأكثر من ذلك، فقد تسبب الأرق وصعوبة النوم.

وفى دراسة أجراها الباحث الأسباني د. إيسكالانتي قال فيها : “إن القيلولة تعزز الذاكرة والتركيز، وتفسح المجال أمام دورات جديدة من النشاط الدماغي في نمط أكثر ارتياحا ، ولكن بشرط عدم الإطالة في القيلولة، لأن الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي ، وأشار إيسكالانتي إلى أن الدول الغربية بدأت تدرج القيلولة في أنظمتها اليومية، وأوصى بقيلولة تتراوح بين 10 – 40 دقيقة”

والقيلولة هى سنة نبوية مهجورة، وحين يطبقها المسلمون يطبقونها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن المعروف أن القيلولة هي نوم قصير وسط النهار، وكان من السنة أن يقيل المسلمون إذا كان الجو حارا، ويؤخرون صلاة الظهر، فيصلون جماعة، وليس فرادى، إلا يوم الجمعة، فإنهم كانوا يبكرون بالصلاة، ثم يقيلون بعدها.

والذي يُرجح أن القيلولة هي الراحة بعد الزوال (يعني بعد الظهر) ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ما كنا نقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. واللفظ لمسلم.

ونومة القيلولة مستحبة عند جمهور العلماء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ، والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع ، ولأن القيلولة تعطي النفس حظها من الراحة في النهار، فإذا جاء الليل استقبلت السهر بقوة ونشاط وانبساط فيقوي ذلك على الطاعة في الليل بالتهجد والمذاكرة

والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحافظ على نومة القيلولة ، وايضا الصحابة ، فقد أخرج ابن ماجه والطبراني عن ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: “استعينوا بطعام السَحَر على صيام النهار، وبالقَيْلُولَةِ على قيام الليل‏”.

وقد كان السلف رضوان الله عليهم يحرصون عليها أشد الحرص، لما لها من أثر كبير في حياة الإنسان، حتى إن الواحد يحث عماله وأهل بيته في المحافظة عليها، ففي حديث مجاهد قال: بلغ عمران عاملا له لا يقيل، فكتب إليه أما بعد فقِلْ فإن الشيطان لا يَقيل ، وعن أبي فروة أنه قال القائلة من عمل أهل الخير، وهي مَجَمَّة للفؤاد، مِقْواة على قيام الليل.

ترشيحاتنا