«مطرح مطروح».. يبقى في إيدك ويقسم لغيرك!

مطرح مطروح
مطرح مطروح

فكرة إسناد بطولة عمل لنجم ما، ثم بعد فترة من التحضيرات يحدث تبديل هذا النجم بآخر واردة وعادية جدا، سواء كان المخرج وجد أن طبيعة الشخصية الدرامية لا تليق مع هذا النجم وتليق مع الآخر أفضل، حيث أنه سوف يجيد تجسيدها بشكل أكثر إقناعا وعمقاً، أو أن المنتج وجد أن اسم هذا النجم أفضل في التسويق والبيع وعند الجمهور من النجم الآخر، أو حتى النجم نفسه بعد أن اتفق على تقديم هذا العمل وحضر له ثم شعر أن هذه الشخصية الدرامية لاتشبهه ولم تقنعه فنياً، أو أنه انشغل بعمل آخر، أو أنه لم يتفق مع المنتج أو المخرج فنياً، كلها أشياء واردة وطبيعية فى سوق العمل الفنى.

ولكن ما ليس طبيعيا، بل وصادماً، عندما يتحمس النجم لمشروع فني ويتعايش معه ويتبناه ويبدأ فى البحث له عن جهة إنتاج وإخراج، وما إن يجد هذه الجهة المنتجة ويتفق معها على تنفيذ المشروع الذى تحمس له وعمل عليه، ليفاجأ بعد فترة أن العمل يتم تصويره ببطل آخر دون علمه ودون أن تفكر حتى الجهة الانتاجية التى اختارها هو لتنفيذ مشروعه الفنى أن ترفع سماعة التليفون وتعتذر له، وهذا ماحدث مع النجم بيومى فؤاد كما حكى هو بنفسه مع فيلم «مطرح مطروح»، ما جعله يشعر بالصدمة والحزن والشعور بالغدر.

وهذه الحالة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فهناك أعمال كثيرة تعرض متحمسيها من النجوم لمثل هذا الموقف حتى ولو لم يعلن أصحابها عن ذلك، وإن كان هذا يحدث أكثر مع نجوم الصف الثانى أو أنصاف النجوم أو وجوه جديدة، لأن الرد سيكون بسيطاً جداً من أي جهة إنتاجية، وهو أننا لم نر أنك كممثل تصلح لأداء مثل هذه الشخصية وهناك ما هو أفضل لتجسيدها وإقناع المشاهد بها، أو أننا نبحث عن الربح الفنى والمادي وهذا ما سيحققه الاسم الآخر، لذلك لم يعلن أو يفصح الكثير من النجوم عن مثل هذه الحالات ويفضلوا الصمت وأخذ القرار بعد التعامل مع هذه الشركة مرة أخرى إن كانوا نجوماً.

أما دون ذلك فهم لا حول لهم ولاقوة في القبول أو الرفض فقط يستقبلوا الخبر ويصمتوا حتى تأتى لهم الفرصة ويصبحوا نجوما فيقرروا رد الغدر بهم برفض العمل مع مثل هذه  الجهات الانتاجية التى لم يحترموهم وهم صغار، ولكن فى مثل حالة بيومى فؤاد فجاء رد فعله بسبب شعوره بالحزن والصدمة من غدر لم يتوقعه، فهو نجم والاعمال تباع بإسمه لانه حاليا اعلى من يجسد دور الجراند فى السينما فهو يعد الوريث الشرعى للنجم حسن حسنى رحمه الله، فقط هو تبنى الموضوع وتحمس له واحبه منذ ان عرض عليه وجعله مشروعه  وشغله الشاغل.

ومع تحقيق الفيلم لأقل الايرادات فى موسم الصيف السينمائى لهذا العام لدرجة انه تم رفعه مؤخرا من دور العرض السينمائى لضعف ايراداته وصف البعض ان هذا بسبب لعنة بيومى فؤاد والظلم الذى تعرض له، وقال البعض الآخر إنه بجانب هذا الظلم فالفيلم كوميدى ما يعنى أن إسناد بطولته تكون افضل لبيومى فؤاد لانه من اهم نجوم الكوميديا الحاليين والاقدر على تجسيد الادوار الكوميدية وليس النجم محمود حميدة، فالمنطق عند الاختيار سيكون لصالح بيومى فؤاد صاحب المشروع من بدايته، ولا يعرف أحد السر وراء تغيره ومن اى زاوية اختار المنتج الفنان الكبير محمود حميدة لتقديم عمل كوميدى، ولكنها فى النهاية وجهة نظر والفن قائم اساسا على اختلاف وجهات النظر، جايز كان المنتج بيراهن على موهبة محمود حميدة والتى لايختلف عليها اثنين وبيغامر بفكرة اسناد بطولة فيلم كوميدى له، فهى مغامرة طبعا، ولكن الجمهور حسمها عند عزوفه عن مشاهدة الفيلم بدور العرض السينمائى لانه غير مقتنع بوجهة نظر صناع الفيلم.

وهذا يفتح ملف شائك وخطير، فتخيل ان هذا حدث مع بيومى فؤاد وهو النجم فمابالك بما يحدث  مع المؤلفين خاصة الشباب منهم الذين يعانون من سرقة افكارهم ومجهودهم بتقديم اعمالهم لمنتجين او مخرجين وفجأة يجدوا العمل على الشاشة بأسماء مؤلفين اخرين اكثر شهرة منهم او اكثر قربا من هؤلاء المنتجين او المخرجين الذين يجاملونهم على حساب اصحاب الحق، أو أن منتج ما يريد ان يكون مؤلف فيستبيح افكار وكتابات اخرين من الشباب وينسبها لنفسه بل والاكثر ان هناك مؤلفين كبار يبدو ان فكرهم قد نضب وتصحرت رؤوسهم  فيستبيحوا افكار وكتابات شباب طامح وينسبوها لأنفسهم (والجدع) منهم من يراضى هؤلاء الشباب بحفنة من الجنيهات ليرضى ضميره الغائب.

كما ان هناك سرقة جديدة للأفكار تحت مسمى الورش الفنية، فهناك بعض الورش وليس كلهم طبعا يستعين اصحابها بشباب جديد يبحث عن فرصة لتقديم نفسه وموهبته وتحقيق طموحه فيأخذوا منه الافكار ويكتبوه السيناريو وفى الاخر يكتب اسم صاحب الورشة كمؤلف وسيناريست، دون ذكر اسماء من معه فى الورشة، ولو ذكر اسماء هؤلاء الشباب كورشة عمل يكتب صاحب الورشة كإشراف عام وهو حتى لم يقرأ مشهد واحد مما هو مكتوب..وهذا فى بعض الورش وليس كلها، ولكنها تحدث تحت مرئى ومسمع ومباركة بعض من صناع الاعمال الفنية.

والسؤال هنا ماذا يكسب من يفعل ذلك هل هو كدة فنان..فهو هنا فنان لم يفن او يبدع وليس لديه الموهبة لذلك؟..فما المتعة ان يأخذ مجهود غيره؟!.. أم هل هذا من أجل المكسب المادى؟ ممكن ان يكون كذلك خاصة لو انه يقدم اكثر من عمل فى الموسم ولم يكن لديه الوقت لانجازهم جميعا فى نفس الوقت وخوفا من ان تضيع منه السبوبة فيلجأ لمثل هذه الحيلة، وهذا أيضاً مشكلة، والمتسبب فيها هى فكرة العلاقات..واحب هذا او هذا دمه خفيف على قلبى فأسمح له بفعل اى شئ يستبيحه هو ويريده دون النظر الى الية العمل التى من شأنها ان تتضرر بفقدان مواهب حقيقية اصابهم الاحباط والصدمة من الغدر.

ترشيحاتنا