دراسة تؤكد: لا قيمة للعلاج بالمضادات الحيوية في ظل تلوث الهواء

موضوعية
موضوعية

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا عن دراسة علمية تؤكد على أن تلوث الهواء يزيد من مقاومة الجسم للمضادات الحيوية ، مما يشكل خطرا كبيرًا على صحة الإنسان ، وقال باحثين من الصين والمملكة المتحدة ، "أن الدراسة التي قاموا بها توفر دليلاً قوياً على ارتباط المستويات المتزايدة لتلوث الهواء في العالم بمخاطر ارتفاع مقاومة المضادات الحيوية".

 

قامت مجلة "لانسيت" البريطانية العلمية المشهورة، بنشرأول تحليل للبيانات يؤكد على هذه العلاقة بين عدم عمل المضاد الحيوى والتلوث على مستوى العالم ، والتأثير بالسلب على عمل المضادات الحيوية وفقدها مفعولها وتحفيز الجسم على مقاومة المضاد الحيوى ليس مرتبطا بسن أو جنس أو مكان ، حيث أنه وفقا لتقديرات أولية يتسبب في وفاة 1.3 مليون شخص سنويًا.

 

وأكد باحثون على أن هناك أدلة على أن المستويات المرتفعة لتلوث الهواء تتسبب في نشر جسيمات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي يمكن أن تنتقل إلى جسم الإنسان مباشرة عن طريق استنشاقها من الهواء في البيئات الملوثة.

 

ويعد تلوث الهواء عامل خطر كبير لعدد من الأمراض المرتبطة بالتلوث بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي وأمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن والسكتة الدماغية وسرطان الرئة ، وتشير الدلائل المتزايدة إلى أن التعرض لتلوث الهواء قد يكون مرتبطًا بانخفاض درجات معدل الذكاء وضعف الإدراك، وزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب.

 

 كما يؤثر تلوث الهواء على صحة الأجنة أثناء الحمل ، بسبب نوعية الهواء الرديئة عواقب واسعة النطاق على صحة الإنسان، ولكن لها تأثيرًا أساسيًا على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي في الجسم. 

 

والتحكم في تلوث الهواء له فائدتان أولهما تقليل الآثار الضارة الناجمة عن التعرض لبيئات الهواء الرديئة، وثانيهما مكافحة ارتفاع وانتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

 

وتضم المسارات المحتملة لنقل ونشر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية كلا من المستشفيات والمزارع ومرافق معالجة مياه الصرف الصحي التي تنبعث منها جزيئات مقاومة للمضادات الحيوية من خلال الهواء ومن ثم نقلها إلى مسافات واسعة كما تضم أيضا مصادر التعرض لانبعاثات الجسيمات الدقيقة في الهواء (بي إم 2,5) كلا من حركة المركبات على الطرق وانبعاثات الهواء الناجمة عن المشاريع الصناعية واحتراق الفحم والأخشاب.

 

وتشير البيانات إلى أن 7.3 مليار شخص حول العالم معرضون لاستنشاق مستويات غير آمنة من الجسيمات الدقيقة بشكل مباشر وعلى أساس سنوي ، وحذرت الدراسة من أن مستويات مقاومة الجسم للمضادات الحيوية سترتفع بنسبة 17% بحلول عام 2050، وبأن عدد حالات الوفاة المبكرة المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية سيصل إلى حوالي 840 ألف شخص حول العالم في حال لم يتم إجراء تغيير في السياسات المتبعة للتعامل مع تلوث الهواء.

ترشيحاتنا