الحصان الإفريقي هل يعيد روسيا إلي اتفاقية البحر الأسود ؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 

 

 

اكتسبت القمة الروسية الإفريقية الثانية بسان بطرسبرج، طابع المواجهة بين القوي الدولية، وأصبحت القارة السمراء حجر الزاوية  في إعادة ميزان القوي بالعالم.

 

وقبل أن تنعقد القمة، بدأت حرب معلنة لإفشالها، أو دفع أعداد كبيرة من القادة الأفارقة إلى مقاطعة أعمالها ،وانخفضت أعداد الرؤساء المشاركين فى القمة إلى 17رئيسا، بنحو نصف الذين شاركوا بالقمة الأولى في 2019.

  

وما قابله من زيارات لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف،  لكسب التأييد الإفريقي، وما تبعه من جولة لوزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا للضغط عليها بلفظ روسيا من القارة.

 

كانت تلك إشارات لافتة لحجم الضغوط الغربية، علي القارة ، وما أعقبه من زيارة يالوقت الحالي لنائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند ، إلي دول جنوب إفريقيا وساحل العاج، والكونغو الديمقراطية، لبحث عدد من الملفات بينها قضايا السلام والأمن الإقليميين، والتعاون الاقتصادي، والمساعدات الإنسانية، ودعم الحكم الديمقراطي، للتأكيد علي التواجد الأمريكي بالقارة.

 

 

ولكن لا يستطيع أحد انكار أن الدول الإفريقية تأثرت بشدة من الأزمة الروسية الأوكرانية،  والعقوبات الغربية التي تلتها هذا غير أزمة الحبوب، قالها الدكتور نبيل رشوان المحلل السياسي المتخصص في الشأن الروسي.

وأوضح أن تعهد روسيا بإرسال 50 ألف طن من الحبوب إلي بعض الدول بالقارة مجانا، هو بادرة محمودة، مشيرا إلي أن مع إلغاء اتفاقية البحر الاسود للحبوب وارتفاع أسعارها، ستدفع دول مثل مصر ، وجنوب إفريقيا، وتركيا، والصين، إلي التوسط برجوع روسيا إلي الاتفاقية خاصة وأن تلك الدول من كبار مستوردي القمح، محذرا من تهديد أوكرانيا بقصف سفن الشحن الروسية قد يدفع الأسعار للجنون.

 

وأضاف نبيل رشوان ، أن روسيا تحاول كسب تأييد القارة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدم إدانتها، خاصة وأنها تسعي لإفشال محاولات الغرب بعزلها ، وهو ما ظهر في المحاولات السابقة لادانتها بالجمعية ، ولم يصوت من القارة لصالحها إلا بضعة دول .

 

وذكر، رغم أن الاستثمارات الروسية في القارة لا تقارن بمثيلتها الصينية التي تبلغ حجمها 800 مليون دولار،  لكنها تتفوق في مجالات النفط و التعدين والطاقة النووية، هذا بالإضافة إلي ثقلها في التحرك علي الصعيد الدولي لدعم الاقتصاد الإفريقي .

 

ويري رشوان، أن القاهرة كانت المحرك الرئيسي في خروج القمة، منذ 2019 ورئاستها للاتحاد الإفريقي، والثانية بسان بطرسبرج، حيث تعتبر مصر من الدول المحايدة والتي تربطها علاقات طيبة علي المستوي الدولي.