“اليوم العالمي للصداقة” أو “اليوم الدولي للصداقة” وهو يوم يتم الأحتفال بيه فى الـ 30 يوليو من كل عام، لإدراك جدواها وأهميتها بوصفها إِحدى المشاعر النبيلة والقيمة في حياة البشر في جمِيع أنحاءٌ العالم ، و تم تأسس يوم الصداقة في عام 2011 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، لغاية الاحتفال بالصداقة ما بين الشعوب و بناء "جسور" ما بين الثقافات ، وهى أيضا فكرة قد وردت مسبقاً في ذهن الرابطة الأمريكية لبطاقات المعايدة، التي أعيد إطلاقها بنجاح اكبر في عام 1930 من قبل جويس سلايد هول.

والصداقة تعزز العلاقات الأنسانية  والتعاطف و تقدير الذات، وتساعد على فهم الأخرين و انفسنا بشكل افضل و توطد الثقة بالأخرين ، وقضاء الوقت مع الأصدقاء يعزز إطلاق الدوبامين، و هو ناقل عصبي له علاقة في الشعور بالسعادة. إن ضم فرد بين الأذرع يحفز إنتاج الاكسيتوسين - هرمون الحب - و يخفف من الكورتيزول - هرمون التوتر - و بذلك يؤثر إيجابيا على الصحة بشكل عام.

وفي 2023 يمكن للناس الاحتفال بيوم الصداقة العالمي بأكثر من طريقة مختلفة، كتنظيم الحفلات والاجتماعات والفعاليات الاجتماعية للاحتفال بالصداقة وتعزيزها، والمشاركة في الأنشطة التي تساعد على تكوين صداقات جديدة، مثل النوادي الرياضية والمجموعات الاجتماعية.
المؤرخ البريطاني كونستان مؤلف كتاب "الصداقة في العصور القديمة" ، ويتناول الكتاب، عبر فصوله الخمسة، تاريخ الصداقة عند الإغريق والرومان، منذ هوميروس وحتى القرن السادس قبل الميلاد، ويركز الكتاب على الجوانب الاجتماعية للصداقة، والمعايير التي تميزها عن العلاقات الأخرى، لا سيما الحب الذي يتسم بمشاعر الغيرة ونزعة التملك ، ويذكر المؤلف تصنيف أرسطو للصداقة ضمن فئات ثلاث: صداقة تقوم على المنفعة، أخرى تقوم على المتعة، ثالثة تتأسس على الفضيلة. وفي حال اجتماع الأنواع الثلاثة معاً في علاقة واحدة، فتلك هي الصداقة الأكمل في معانيها وتجلياتها.
المؤرخة الفرنسية، آن فانسان بوفو ايضا قامت بعمل كتاب مهم عن الصداقة تحت أسم ( تاريخ الصداقة ) ، وأكدت فيه أن للصداقة أيضاً أساطيرها وأبطالها الذين ضحّوا بحياتهم أحياناً من أجل درء الخطر عن الصديق، وبرهنت على ذلك بمجموعة من حكايات الشعوب مثل «إلياذة» هوميروس، وإلى تلك الصداقة «الأسطورية» التي ربطت بين باتروكل وأخيل.

وتأتى على قمة قصص الصداقة فى التاريخ على الأطلاق هى جمعت بين النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق الصديق رضي الله عنه، ومواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم، سواء في الهجرة أو غيرها، حتى أنه هو الذي طلب الصحبة من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثم بكى لما وافق النبي صلى الله عليه وسلم كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "فَوَاَللَّهِ مَا شَعُرْتُ قَطُّ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَحَدًا يَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكِي يَوْمئِذٍ".

ومن أشهر قصص الصداقة بين المشاهير تلك التى جمعت بين مارلين مونرو نجمة هوليوود، ومغنية الجاز الأمريكية إيلا فيتزجيرالد، جون آدمز وتوماس جفرسون والاثنين تقلدا منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وحديثا الصداقة بين "براد بيت" و"جورج كلونى" ، و "مات دامون" و"بين أفليك" ، "جامس فرانكو" و"سيس روسين" ، ديفيد بيكهام وتوم كروز ، دينيس رودمان نجم كرة السلة الأمريكية السابق ورئيس كوريا الشمالية.

وعلى المستوى العربى نجد أن الصداقة القوية قد جمعت بين النجمين أحمد رمزى وعمر الشريف ، فكانت صداقتهما من مرحلة الشباب وحتى الموت، فلم يتركا بعضهما فى جميع المراحل العمرية المختلفة ومن جيل الشباب والوسط نجد أن الصداقة تجمع بين كل من مي عز الدين وأحمد السعدني ، ياسمين عبد العزيز وكريم عبد العزيز ، نجوى كرم وفارس كرم ، إليسا ووائل كفوري.

ومن أشهر الأفلام التى جسدت الصداقة على الشاشة هى أفلام سلام يا صاحبى – صاحب صاحبه - أصحاب ولا بيزنس – أحلى الأوقات.
وهناك العديد من الأعمال الأدبية التي تجسد جمال الصداقة مثل رواية "الأصدقاء" لجون ستاينبك، ورواية "عيون الرياح" لأحمد عبد الكريم الإسكندراني، وشعر "سيد الشغاري" لأحمد شوقي، ومسرحية "الصديق الحميم" لماريو بيتزا ، و الأصدقاء ، والأصدقاء الثلاثة لجوستاف فلوبير ، والأصدقاء" لإميل زولا ، والصديق العزيز لفريدريك ميسترال وجميع هذه الأعمال الأدبية تركز على موضوع الصداقة..