غيرة الرجل على المرأة من قتل الحصان حتى التاتو .. هاتولى راجل

تعبيرية
تعبيرية

قال تعالى فى سورة مريم ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ) وتفسيرها أنكى يا مريم من بيت طيب طاهر ، معروف بالصلاح والعبادة والزهد ، فأنت من بيت مثال للشرف والعفة والمروءة ، فكيف تأتين بولد من غير أب؟! وهو عتاب وسؤال موجه للسيدة مريم من الجتمع المحيط بها من قبيل الغيرة على شرف تلك الفتاة الطاهرة.

وظل هذا المنطق من العفة والغيرة على أعراض النساء موروثا الى وقت قريب ، بل ونجده فى بعض القبائل والأسر المحافظة وبعض الحالات الفردية فى مجتمعات تاهت مع ثقافة الغرب أحيانا ، و كان العرب في الجاهلية برغم أرتكابهم للكثير من الخطايا ، إلّا أنّهم أبوْا وتمسّكوا بقيم المروءة ورفضوا أن يفرّطوا فيها أبدًا، وكانو يعتبرون المرأة ذروة شرفهم، وعنوان عرضهم، ولذلك فقد تفننوا في حمايتها والمحافظة عليها، و الدفاع عنها زوجة وأماً، ابنة وأختاً، قريبة وجارة، حتى يظل شرفهم سليماً من الدنس، ويبقى عرضهم بعيداً من أن ُيمس ، وكان الحفاظ على الشرف والعرض والغيرة المحمودة والنخوة والمروءة هى خصال متوفرة عند كل من له فطرة سليمة.

ومن نخوةِ العرب وغيرتهم أنَّهُ كان من عادتهم إذا وردوا المياه أن يتقدم الرجال، والأبل ثم النساء إذا صدرت كل الفرق المتقدمة، حيثُ يغسلنَّ أنفسهن وثيابهن ويتطهرن آمناتٍ, ممن يزعجهن ، وكان للغيرة عند القوم مظاهرَ كثيرة منها: حبهم لعفةِ النساء عامة، ونسائهم خاصة، ومنها حبهم لحيائهنَّ وتسترهنَّ ووفائهنَّ ووقارهنَّ ، وكان من مظاهرِ الغيرةِ عند العرب أيضا ، سترُ النساءِ ومنعهنَّ من الظهور أمام الرجال.
وروى مسلم عن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، لو وجدت مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. قال: كلا والذي بعثك بالحق، إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا إلى ما يقول سيدكم، إنه لغيور، وأنا أغير منه والله أغير مني.

ويحكي أن اعرابيا في عصر الجاهليه زفت إليه عروسه علي حصان ،  وبعد انتهاء الزفة قام بقتل الحصان ،  فتعجب الجميع منه عن سر ما فعله !، فقال لهم : خشيت أن يركب سائق الحصان مكان جلوس زوجتي  ولا يزال مكانها دافئا.

ويحكى أيضا أن امرأه  تقدمت الى مجلس القاضي فادعى وكيلها الي القاضي بأن لموكلته على زوجها 500 دينار ( مهرها ) ، فانكر الزوج ذلك ، فقال القاضي :لوكيل الزوجة لابد من إحضار الشهود ، فقال الوكيل :لقد قمت باحضارهم ، فطلب القاضي أن تقوم الزوجة من مكان جلوسها لينظر الشهود اليها ويشيروا بشهادتهم أمام زوجها والجميع ، فقال الزوج :غاضباً ماذا تفعلون ، اجلسي فانا أشهد أن لها عليا هذا المهر ، فقالت الزوجة :وانا أشهد ايها القاضي بأني وهبت له هذا المهر ، وابرأت ذمته في الدارين ، فقال القاضي :وقد أعجب بغيرتهما( تكتب لهما في مكارم الأخلاق)

وهناك العديد من المواقف لما بقى من ملامح الغيرة فى الوقت الحالى مثلما  طلق رجل سعودي زوجته بعدما شاهد صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تقبل حصاناً ، واشتكت امرأة في زيمبابوي زوجها السابق إلى المحكمة، بعدما دأب على النوم أمام عتبة منزلها لمنع أي رجل من دخول المنزل لخطبتها ، ووجه رجل أمريكي تحذيراً إلى الرئيس باراك أوباما بعدم لمس حبيبته التي كانت تدلي بصوتها إلى جانب الرئيس خلال انتخابات التجديد النصفي عام 2014 وكل تلك الحكايات أمثلة للرجولة والغيرة المحمودة على العرض والشرف.

أما الآن فقد أصبح المجتمع الرجولي يتجه نحو التخنث والتميع، بسبب تقليد الغرب إلا البعض المتمسك بقيمه ومحافظ على رجولته وغيرته على أهل بيته ، وهذا التقليد انعكس سلباً على علاقة الرجل والمرأة ، ونجد البعض من الشباب والرجال يبحثون عن كيفية استعادة عنصر الرجولة لمواجهة التحديات والمخاطر في المجتمع ، فأحيانا نجد رجل يسب المرأة أمام الناس، بل ويصل الأمر به إلى ضرب المرأة ، وهذه ليست من الرجولة ولا المروءة.

وهناك بعض الأزواج لا يعارضون خروج زوجاتهن بملابس كاشفة أو مرتديات لملابس قد تكون غير محتشمة،أو ممكن أن يتركها لدى محل كوافير يعمل به رجال وتكون زوجتة تحت أيديهم ليصنع لها ماكياجا أو أن يرسم لها وشم أو تاتو على أماكن مختلفة من جسدها.

وقد تصل درجة الغيرة لدى بعض الرجال إلى حالة من الشجار الدائم مع الزوجة أو الانفصال لأسباب قد تكون تافهة كتحدثها مع زملائها في العمل أو مع اي شخص آخر، ورغم ان صفة الغيرة المفرطة مرفوضة لدى الزوجين لما لها من دور في توتر العلاقة بينهما ونشوب المشاكل، إلا انها مرغوبة في بعض الأحيان لتشعر كلا منهما بأهميته لدى الطرف الآخر، وبالتالي تظهر فئة من النساء احتياجها للشعور بغيرة الزوج عليها بالدرجة المقبولة الطبيعية، باعتبار ان هذه الغيرة تبين وتبرز حب الزوج وخوفه واهتمامه بزوجته وانها ملك له لا للغير

ترشيحاتنا