أقصى درجة حرارة ممكن أن يتحملها جسم الأنسان .. صيف قاتل

تعبيرية
تعبيرية

 

تشهد البلاد هذه الأيام ارتفاعا في درجات الحرارة، وموجة شديدة الحرارة مستمرة حتى مطلع الأسبوع القادم، بالتزامن مع ارتفاعات غير مسبوقة في حرارة الأرض وأنتشار ظاهرة النينو ، حيث حذرت هيئة الأرصاد الجوية من تجاوز درجات الحرارة الـ40 درجة في بعض المناطق، وتبدأ خلال الساعات المقبلة.

كما تستمر موجات الحر الشديدة في تحطيم الأرقام القياسية حول العالم، ما يجعل الكثيرين يتساءلون عن المقدار الذي يمكن أن يتحمله الجسم ويظل الشخص على قيد الحياة.

ويجيب الباحثون على هذا التساءل قائلين إن الحد الأقصى هو ما بين 40 إلى 50 درجة مئوية (104 و122 درجة فهرنهايت) إذا كنت جالسا، وفقا لدراسة صغيرة أجريت في المملكة المتحدة.

ويقول الباحثون إنهم بدأوا في التركيز على درجات الحرارة المرتفعة التي تبدأ في التغلب على دفاعات جسم الإنسان ضد الحرارة، أو ما يسمونه درجة الحرارة الحرجة العليا.

وأضاف الباحثون إن الجسم البشري يحتاج إلى درجة حرارة أقل من 27 درجة مئوية، ليبذل مزيدا من الطاقة للحفاظ على درجة الحرارة الأساسية اللازمة البالغة 37 درجو مئوية ، وعندما يكون الجو أكثر برودة، يلجأ الجسم إلى ردود فعل مثل الارتعاش كوسيلة لإنتاج المزيد من حرارة الجسم.

وفي ضوء ذلك، سيكون من المنطقي وجود درجة حرارة حرجة عليا أيضا، حيث لا يستطيع الجسم تبريد نفسه دون إنفاق المزيد من الطاقة، كما قال الباحثون.

ويوضح الباحثون أن جسم الإنسان يستجيب للحرارة بإنتاج العرق الذي يبرد الجلد أثناء تبخره ، ويقوم الجسم أيضا بنقل المزيد من الدم إلى الجلد، لمنح الدم فرصة أفضل للتهدئة بفضل التعرق.

ولاحظ الباحثون أيضا زيادة في معدل ضربات القلب مع ارتفاع الحرارة والرطوبة، ما يدل على أن الجسم يعمل بجد لإخراج الدم إلى الجلد للتبريد ، وهذه الزيادة في معدل ضربات القلب أكبر لدى النساء منها لدى الرجال.

وقال الخبراء إن الحرارة الشديدة يمكن أن تلحق الضرر بالجسم بعدة طرق، واوضح الدكتور هوارد وينتراوب، المدير الإكلينيكي لمركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة نيويورك لانجون هيلث في مدينة نيويورك، إن الزيادات في معدل ضربات القلب وضغط الدم تضع ضغطا هائلا على القلب ، وعندما يسخن الجسم ينتقل الدم بعيدا عن الأعضاء إلى ما تحت الجلد في محاولة لتبريده، فيخرج كل هذا الدم بعيدا عن أعضائك، فيؤثر على الكلى مثلا.

وأضاف وينتروب أن الجفاف الناجم عن التعرق يزيد من زعزعة استقرار الجسم، وكذلك التغيرات في وظيفة الإنزيم التي يمكن أن تحدث مع ارتفاع درجات حرارة الجسم.

وتابع وينتراوب: "عندما تصاب بالجفاف، سيضطر قلبك إلى العمل بجهد أكبر وسيرتفع معدل ضربات قلبك ، وقد يتأثر ضغط الدم ، لذلك هناك العديد من العمليات البيولوجية التي تتأثر سلبا في البيئات الحرارية المعاكسة " وتابع: "ما يقلق حقا ليس ما يحدث لك عندما تجلس ساكنا، ولكن عندما تقوم بنشاط ما".

ترشيحاتنا