فى زمن البيكا والشاكوش سيطر القبح على الجمال

الموهوبون تواروا خلف الإحتفاء بالتباعين ومنادى الميكروباصات

حمو بيكا وحسن شاكوش
حمو بيكا وحسن شاكوش

شارك الناقد الفني أحمد النجار عبر صفحته على الفيس بوك، أحد مقاطع برنامج عربى يستضيف المطربة الشابة ياسمين على، والتى غنت من خلاله أغنية ليالى الأنس فى فيينا للنجمة الراحلة اسمهان، والتى أدتها بشكل ممتع ومبهر للحضور ولمستمعيين، وعلق عليها: طيب أنا راضى ذمتكم صوت زى ده فين من حفلاتنا وإعلامنا، ليه بندور على السئ ونصدره للناس.

وهذا السؤال فعلا مهم جدا بل وخطير، كيف وصلت الساحة الغنائية فى مصر الى هذا الحال؟ كيف تحولت من ساحة للفن والابداع الى ساحة ميكروباصات يسيطر عليها اصوات التباعين ومنادى الركاب، لماذا يفتح لهم الاعلام والبرامج لهم كل هذه البرامج والوقت رغم انهم لايملكون أدنى نسب الموهبة؟، لماذا تحولوا الى نجوم فى الفن ونجوم للمجتمع، هل هذا هو الفن المصرى الذى طالما قدم لنا المبدعيين الموهوبين العظماء مثل سيد درويش وام كلثوم وعبد الوهاب واسمهان والعندليب وفريد وبعدهم منير وعلى الحجار والحلو وعمرو دياب وفؤاد وغيرهم كثيرون حتى وصلنا الى تامر حسنى وحماقى.

ليظهر بعدهم فجأة وفى غفلة من الزمن مااطلق عليهم مطربى المهرجانات..شوية اصوات صعب حتى نسمعهم وهم يتكلمون فجأة اصبحوا مطربيين ولهم جمهور بل ولهم من يدافع عنهم حتى اصبح لهم شعبة فى نقابة الموسيقيين..فالاعلام الذى يستضيف ويحتفى بحمو بيكا وشاكوش وغيرهم ممن خرجوا علينا بعد الثورات والازمات التى اصابت المجتمع  وحولتهم الى نجوم وترندات نادرا ما يستضيف شباب المطربين الذين يملكون موهبة حقيقية واصوات طربية حقيقية ويحتاجون الفرصة والمساندة.

والسؤال الذى طرحه الناقد الفنى ونؤيده هنا اين ياسمين على من الحفلات الكبيرة اين من هم مثلها من الموهوبين الشباب الذى يفترض ان يحملوا الراية الفنية فى القريب العاجل..من هم نجوم الاغنية بعد تامر وحماقى الذين هم حاليا اصغر نجوم الفن الغنائى فى مصر..من بعدهم؟؟..لمصلحة من نصدر اصوات جعورية مزعجة..وحتى الرأى الذى يرى ان من حق اى احد ان يقدم فنه الذى يراه والجمهور فى النهاية هو الحكم..هذا ممكن لو كان عنصر او اثنين لكن ان يصبح هؤلاء هم الاساس وغيرهم مجرد طفرة وظاهرة.

 

هذا يعنى هدم الغناء والفن الموسيقى فى مصر..فالزن على الودان والاستمرارية فى فرض امثال هؤلاء سيجعل الاذن تعتاد على القبح وتستغرب الجمال بل وممكن ان تنفر منه..فمن يعيش فى مستنقع او مكان لجمع القمامة فالرائحة اصبحت عادة وعادية بالنسبة له بل واصبحت جزء من حياته..فلو دخل عليها رائحة عطرة وبرفانات مثلا ممكن ان يتأذى اصحاب هذا المكان من الرائحة الجميلة..فالتصميم على القبح والاستمرار فيه يؤدى فى النهاية الى الاعتياد عليه بل ورفض الجمال والاشمئزاز منه..

لذا يجب ان ننقذ مايمكن انقاذه والان وليس غدا خاصة وان كل من حولنا يطور نفسه ويتبنى المواهب الجديدة ويساندهم حتى يصل بهم الى مصاف النجم الاول..خاصة واننا نملك من التاريخ والحاضر مايجعلنا نجوم المستقبل..وليس اكتشاف المواهب عن طريق برامج مثل الدوم وغيرها فقط بل يجب اكتشافهم وتبنيهم وتطويرهم ومساندتهم حتى نعود للجمال ونلفظ القبح الذى سيطر..فعلاج القبح الفنى لا يأتى بالوقف والايقاف لانهم يستغلوا ذلك ويحولوا نفسهم لضحايا وابطال ويساندهم فى ذلك جمهور السوشيال ميديا الساذج منهم..فعلاج القبح هو فرض الجمال وبالاعتياد عليه يختفى التباعين ومنادى الميكروباصات.

 

ترشيحاتنا