كلمتين على انفراد

أحمد حافظ يكتب: فصل عربة النوم

أحمد حافظ
أحمد حافظ

قاطرة وخلفها عربة نوم؛ حدث منذ أشهر قليلة من العام الفائت، أن انطلق قطار من محطة مصر المحروسة، مكون من قاطرة جرار ديزل، وعربة نوم فقط، قاطرة قادها بطل يقظ، على قدر المسؤلية، يسير بسرعة فائقة نحو هدفه المنشود، متوكلا على المولي (عزوجل) بكل ثقة، آملا الوصول لمحطة (الذهب) ليملأ جعبته من المعدن الأصفر، عائداً مرة أخرى لنقطة الانطلاق لأرض الوطن، لكن باتت عربة النوم التي يقطرها خلفه تمثل له حملاً ثقيلاً، فبدلاً من أن تدفع القاطرة إيجابياً للأمام، أصبحت حجر عثرة تقيد حركتها، وتقاومها بجاذبية سلبية للخلف.

فهل هذا الأحساس يرجع لكونها عربة نوم، وكل من فيها يغط في ثبات عميق ذهاباً وإياباً، أم لأن قائد القاطرة يحتاج دائماً لمن يشعره بالاحتواء والدعم، والدفعة الإيجابية للأمام من كل الجالسين خلفه شركاء الرحله اليقظين، لمواجهة كل صعوبات الطريق في سبيل اقتناص الذهب بإرادة من حديد.

وبعد سويعات من انطلاق الرحلة وصل قطار الشرق لمحطه دولة كولومبيا، حيث بطوله العالم لرفع الأثقال للكبار، التي أقيمت في نهاية العام المنقضي، في بوجوتا كولومبيا، بمشاركه 77 دولة، وبعدد لاعبين ولاعبات 526، شاركت فيها مصرنا الحبيبة بـ4 لاعبات، ولاعبين، وحصدت مصر خلالها 3 ميداليات ذهبية، والمركز الثالث على العالم في الترتيب العام للبنات، واستطاعت فيها اللاعبة سارة سمير، وزن 76 كجم، حصد ميدالية ذهبية، فلها منا كل الأمنيات الطيبة بدوام التفوق، والشكر والتقدير للمدير الفني الوطني الرائع، والبطل السابق، إسماعيل سنوسي المتفوق دائماً على نفسه، وهذا ليس بجديد عليه، فهذا هو عهدنا به دائماً.

كما وجب علينا تقديم باقة ورد عطرة لكل من أسعدونا في البطوله العربية التي أقيمت في دوله سوريا الشقيقة، مع كل التهاني للبطلة المصرية، رحمة أحمد عبد الرازق، بعد تحطيمها الرقم العالمي السابق، وهو 129 كجم، وتسجيلها لرقم جديد131كجم في رفعه النطر الكلين، وزن 81 كجم تحت 17عاما، فلها منا كل الأمنيات بمستقبل باهر يإذن الله.

والشكر موصول لقائد البعثه المصرية ومدير المنتخبات، علاء الدين حسن كامل، على هذا الانجاز العظيم، والإدارة الجيدة.

ويبقي لنا بعد حصاد الذهب بعض من همسات العتاب للمسؤلون اليقظين، لتوضيح بل ولإعادة النظر في آليات التعامل مع بعض المشكلات التي واجهت البعثة المصرية في كولومبيا أثناء البطولة، التي قد يحتاج بعضها لتبرير منطقي مقبول، لتكليل مجهودات مبذولة ومخلصة كانت ومازالت ظاهرة للعيان، وملموسة على أرض الواقع بكل تأكيد.

أول همسة: (المساواة بالنظراء).. فهل من المقبول سفر البعثة المصرية في مهمة رياضية قومية إلي كولومبيا عدد 16 ساعة طيران في الاقتصادي، حين وجود بعثات أخرى على نفس الطائرة أمثال بعثه كلاً من (جورجيا، وسوريا، والسعودية، وتايوان) بالدرجة الأولى، ما زاد من شعور البعثه بالإجهاد الشديد.

ثاني همسة: بعثه دولة بحجم وثقل واسم مصر كيف لا يتواجد معها طبيب، ولا أخصائي علاج طبيعي، ولا حتي مدلك لرعاية البعثة، وهذا بالتأكيد ما قد يؤثر بالسلب على البعثه ونتائجها.

أما الهمسة الحزينة التي أدهشتني حقًا، حين علمت من الجهاز الفني للبعثة، حقيقة شعورهم بوحشة الغربة، وفقدان الإحساس بدفء الوطن، حين غاب من يستقبلهم بشكل رسمي كمعالي السفير المصري الموقر، أو أعضاء الجالية المحترمين لحظة وصولهم، في ذات الوقت الذي استقبل فيها عدد من سفراء عدة دول أخري لبعثاتهم الرياضية في المطار عند وصولهم، واستقبال مشرف ومحفز أمثال السادة سفراء بعثة (الجزائر، وسوريا، والسعودية) .

مع العلم باستقبال معالي السفير المصري لبعثتنا الغالية في البطولة العربية بدولة سوريا الشقيقة.

وعليه نأمل عرض كل ما يخص البطولات في مؤتمر صحفي، لأعضاء البعثات والأجهزة الفنية، لتوضح الاستعدادات والأهداف، ويبث عبر النايل سبورت، أو عبر الموقع الرسمي للاتحاد بوسائل التواصل الاجتماعي، الأكثر انتشارأً باحترافية، إعلامية ودعم من الرعاة، فالنجاح الفني يتحقق شرط تذليل كل الصعوبات، وتهيئة المناخ الصحي للإبداع، والتفوق بالعلم والتخطيط، كسائر الدول المتقدمة.

فالألعاب الرياضية الفردية (الشهيدة) تحتاج منا لاهتمام ودعم أكثرمن الألعاب الجماعية الشعبية، واتخاذ القرارات الرشيدة المحترفة خارج الصندوق، في حدود الإمكانات المتاحة، لخلق بيئة صالحة لتقديم نتائج مثمرة.

وإلا إلى متى سنظل في حاجة مستمرة لدق ناقوس الخطر لإيقاظ مسؤلين في غفوة داخل عربة النوم خلف الجرار النشط.

أم وجب علينا فصل عربة النوم؟

ترشيحاتنا