كلمتين على إنفراد

أحمد حافظ يكتب: كشف حساب المونديال

أحمد حافظ
أحمد حافظ

بعد أن اُسدل الستار علي سيمفونية رياضية كروية مبهرة، في سابقة عربية ولا أروع، لا زلنا نتنفس نسائم عطر ملاعب الشقيقه قطر، ما بين شهيق نشوة نجاح الإرادة القوية، والعزيمة الصادقة، التي ملئت الرئة العربية بشذى جديد، محملاً بعبير زهور شرف الفخامة والرقي، آلا وهي ثمرة التخطيط الدقيق، والتنفيذ المُتقن للنسخة الثانية والعشرون، كأول بطوله تقام في الوطن العربي، والثانية في آسيا بعد نسخه 2002 في كوريا و اليابان.

شهيقاً حمل رسالة صادقة للعالم مفادها «هكذا يجب أن نكون» حينها استشعرنا جميعا أننا كنا مشاركين، وإن لم نكن للأسف حاضرون بشكل رسمي.

شاهدنا بنية تحتية قوية، ومنشآت وملاعب هي الأحدث، ونظم معلوماتية وإدارية محترفة، تعد مثلا يحتذى به، ومكسب كبير للرياضة بوجه عام علي كل الأصعدة، فتحية واجبة للشقيقة قطر قيادة وشعباً، فتلك الإشاده الدولية بنجاح تنظيم مونديال كأس العالم 2022 يُعد في الحقيقة بمثابة وسام شرف للأمة العربية، كما بات أيضاً جلياً للعيان، الحرص على منع تناول المشروبات الكحولية، ليس هذا وفقط بل وتعلية بناء ( الجدارالعازل) الأخلاقي للعفة، والفطرة السوية، فوق رأس كل من حاول أن ينخر كالسوس العفن في ثوابت شريعتنا السمحاء، من خنس مجتمع (الميم)، ومدافعيهم الواهمين لأنفسهم المريضة أهمية فرصة حضور شرزمة منهم محفلًا كرويًا مهمًا، وجدوا فيه الفرصة سانحة للجهر بالسوء، وفرض ثقافتهم البالية متشدقين بفهمهم المغلوط للحرية، والديمقراطية الغربية والعلمانية، لذا كان الرد هو الصد، والازدراء، وسيظل خيار الرفض هو اختيار الأخيار، أليس ذلك أيضا يعد وسام شرف لنا جميعاً.

أما عن الأداء الفني المشرف للمنتخب السعودي الشقيق، فحدث ولا حرج.

لا سيما الإنجاز الأكبر لعملاق شمال أفريقيا المنتخب المغربي العظيم، صاحب الأداء الفني الراقي، بمفتاح الفوز وكلمه السر (المدرب الوطني) الكابتن وليد الركراكي، الذي كسر حاجز السيطرة الأوروبية الاعتيادية للمربع الذهبي، بحصوله على المركز الرابع، وهي أفضل نتيجه لأي دولة إفريقية أو عربية.

أما وإن كان ولا بد من إخراج زفيراً بعد كل هذا الشهيق المُبهج، فهو زفير (كشف حساب) بعد انتهاء مونديال المتعة، الوجبة الكروية الدسمة، وإدارة مؤشر التلفاز نحو الدوري المحلي المتواضع، واتحاد الكرة المُدهش دائماُ، فأين نحن ..!!!

نحن أقدم اتحاد لكرة القدم في إفريقيا أنشئ عام 1921 وأصحاب الريادة والسيادة في القارة السمراء بعدة بطولات، منها 3 أمم أفريقية متتالية بقياده كابتن حسن شحاته (المدرب الوطني)، بعمل منظم جماعي داخل الأسرة الرياضية الواحدة بلا تضارب للمصالح، وعلي الرغم من كل هذا الزخم، لم نحقق ما أنجزه المنتخب المغربي الشقيق، وله منا تهنئة صادقة من القلب، ومازلنا إلي الآن لم يتخط  طموحنا فكره التمثيل المشرف كما حدث سابقا بمونديال روسيا 2018، فضلا عن كوننا أول منتخب يخرج مبكراً.

فأين نحن..!! من ثقافه المحاسبة والثواب والعقاب، ونحن في عهد جديد، وفي ظل قيادة سياسية رشيدة داعمة لكل مجهود صادق يُبذل في سبيل المهام القومية.

لذا فالشارع الرياضي يسأل اتحاد كرة القدم، وعلي رأسه وزير الشباب والرياضة د/ أشرف صبحي، بصفته الأب الشرعي المسؤول عن الاتحادات، وبخاصة اتحاد كرة القدم، هل تقدم الاتحاد لسيادتكم باستراتيجية وخطة عمل واضحة لمونديال 2026، خاصة بعد دراسة الفيفا فرصة زيادة عدد المنتخبات المشاركه إلى 48 منتخبا، وإلا فأين نحن..!.

متي يتم الاعتماد على أكثر من مدرب وطني لتولي المهام القوميه بعد حسن إعدادهم..! ودعم الاحتراف الخارجي للناشئين أصحاب المواهب ليعود بالنفع فيما بعد، وحصر لكل اللاعبين المصريين المجنسين بالخارج، وتدشين آلية التعاون الفني بشكل متصل وليس منفصل بين المنتخبات القومية..!.

فالتعلم من أخطاء الماضي، تزيد من فرص النجاح في المستقبل.

فمن هم أمامنا اليوم، كانوا بالأمس خلفنا؛ فأين نحن..!.

ترشيحاتنا