المخدرات الرقمية.. عندما تصبح الموسيقى إدمان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

فى السنوات الأخيرة انتشر نوع غريب من المخدرات بين الشباب، وهو "المخدرات الرقمية" والغريب بهذا النوع من المخدرات غير التقليدية أنه عبارة عن إدمان مقطوعات موسيقية، تشعر مستمعها بالإنفصال عن الواقع، والوصول للإحساس بالنشوة، وهذا هو أحدى الجوانب السلبية للتطور التكنولوجي، حيث تعد "المخدرات الرقمية" إحدى الجرائم الإلكترونية التى ظهرت مع التكنولوجيا الحديثة.


عابرة للزمان والمكان
يعتمد صانعي هذه الأنواع من المخدرات على صنع مجموعة من البرامج والتطبيقات يؤدى سماعها إلى نوع من التخدير للشخص، وبالتالى يمكنه ارتكاب الجرائم تحت تأثير هذا التخدير، وتزداد خطورة هذه الأنواع عن غيرها من المخدرات بكونها ذو طبيعة إلكترونية عابرة للحدود الزمانية والمكانية.


وهذه الأنواع من المخدرات تعد متاحة لأى شخص لسهولة الحصول عليها من شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى إنخفاض تكلفتها المادية، فيصعب على الأسرة اكتشاف الأمر، ويمكن الحصول عليها فى أى سن، فحتى الأطفال يمكنهم الحصول عليها من خلال أى جهاز به إنترنت، ولا يوجد أعراض واضحة على متعاطيها بخلاف الأمر في المخدرات التقليدية.


تعريف "المخدرات الرقمية"
في بداية حديثه أوضح دكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي أن المخدرات الرقمية هي عبارة عن نوع من الموسيقى الميتال تكون موجودة ومتاحة على شبكة الإنترنت، ويتم عرض دقائق قليلة منها لا تتجاوز الثلاث دقائق بصورة مجانية لأي من يريد الدخول لأول مرة.


مستكملا ويسمعها الشخص من خلال سماعات "ايكولايزر"، والتى تعد هي الجزء الأساسي في هذه العملية، حيث يكون هناك فارق بين سماعة الأذن اليمنى وسماعة الأذن اليسرى بها، من 2 إلى 3 ثانية، وهذا الفارق عندما تصل الموسيقى للقشرة المخية مابين هذه الثواني تقوم بتكسير بروتين المخ، وتخرج "السيروتونين" فتعطي شعور بالسعادة، ويرتفع "الدوبامين" فيعطي شعور بالسعادة أيضا، فيشعر المستمع بالنشوة، وبعدها يحدث نوع من عدم الإتزان بين قشرتين المخيخ، ويحدث هزة في القشرة المخية ينتج عنها "نوبة صرعية" فيدخل المريض فى حالة فقدان للوعي.


لافتا إلى أن السر يكمن في السمعات وطريقة وصول الأصوات للمخ، والفارق بين السماعتين، منوها أن في البداية يكون فقط شعور وإحساس بالنشوة، ولكن عندما يبدأ في الشراء وزيادة المدة التى يستمع فيها لهذه المقطوعات، فيدخل في نوبات الصرع وفقدان الوعي، والمدمن يكون كل همه فى هذه الحالة الوصول إلى مرحلة فقدان الوعي.


العلاج 
أكد فرويز أن أول خطوة للعلاج هى توقف سماع هذه الموسيقى نهائيا، ولو تكررت النوبات الصرعية أكثر من مرة يتم إعطاء المريض أدوية تعالج القشرة المخية، وأدوية أخرى تعوض "الدوبامين" و"السيروتونين" في الجسم، ونقوم بإبعاد الموبايلات لفترة، قائلا "غالبا علاج هذه النوع من الإدمان لا يتم فى المنزل لأنه يكون سهل عليه الحصول على الموبايل والعودة مرة أخرى".


وأشار أستشاري الطب النفسي إلى أن هؤلاء المرضى لا يأتون لعلاج الإدمان، لأنه لا توجد أثار أو علامات الإدمان المعروفة فى الأنواع الأخرى من المخدرات، وإنما يأتون فى الأساس لعلاج نوبات الصرع، منوها أن الشباب من 16 سنة وحتى الـ 30 عاما هي الأكثر عرضة لهذا النوع. 


مختتما "وتختلف مدة الوصول لمرحلة الإدمان والدخول فى نوبات الصرع من شخص لأخر حسب استعداد الجسم وتهيأه للنوبات الصرعية".

 

اقرأ أيضا : انفوجراف.. انخفاض نسبة تعاطي المخدرات بين العاملين بالدولة إلى 0.7 %
   

ترشيحاتنا