خبير آثار يكشف أسرارا جديدة عن ميلاد المسيح 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

فى إطار احتفالات مصر بميلاد السيد المسيح يكشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أسرارًا جديدة عن ميلاد السيد المسيح موضحًا أن الكنائس فى كل دول العالم تتجه إلى الشرق وتوجد دخلة فى كل كنيسة بمنتصف الجدار الشرقى يطلق عليها الشرقية، وكانت قبلة المسلمين فى البداية ناحية الشرق حتى تم تغيير القبلة وهناك مسجد شهير بالسعودية يطلق عليه المسجد ذو القبلتين حيث تمت الصلاة فيه تجاه الشرق ثم نزلت الآية الكريمة رقم 144 من سورة البقرة {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} فاتجه المصلون إلى مكة المكرمة.
 
وذكر فى القرآن الكريم فى سورة مريم آية 16، 17 اتجاه السيدة مريم العذراء إلى الشرق حين جاءتها البشارة بنبى الله عيسى عليه السلام {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} 
 
ويشير الدكتور ريحان إلى  مكانة السيد المسيح عليه السلام فى الإسلام حيث ذكر فى القرآن الكريم من خلال 33 آية تضمنتها 13 سورة وأن السيد المسيح ذكر بلفظ " المسيح " تارة وهو لقب له وباسمه عيسى، وهو بالعبرية (يشوع) أى المخلص إشارة إلى أنه سببًا لتخليص كثيرين من آثامهم وضلالهم  كما ذكر بكنيته (ابن مريم) والسور هى البقرة في ثلاث آيات وآل عمران فى خمس آيات والنساء فى أربع آيات والمائدة تسع آيات والأنعام آية واحدة والتوبة آيتين ومريم آية واحدة والمؤمنون آية  والأحزاب آية والشورى آية والزخرف آيتين والحديد آية والصف آيتين وذكرت معجزات السيد المسيح الطبية بإذن الله فى سورة آل عمران آية 49 }أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ{ والأكمه هو الأعمى أو الأعشى أو الذي يولد أعمى والبرص بياض يصيب الجلد ومنه البهاق.
 
ويتابع الدكتور ريحان بأن السيدة مريم لما بلغت مبلغ النساء وأثناء خلوتها جاءها الملاك جبريل بالبشارة بالسيد المسيح فى صورة فتى ففزعت منه وأخذها العجب كيف يكون لها ولد وهى لم تتزوج وهى مثال للعفة والطهارة وأخبرها الملاك جبريل باسم المولود يسمى المسيح عيسى بن مريم وصفاته بأنه سيكون وجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد والكهولة وسيعلمه الله الكتاب والحكمة والتوراة ويعطيه الإنجيل أى البشارة وأنه سيكون آية للناس على قدرة الله وأنه سبيل الخلاص مما هم فيه من أحوال إذ غلبت المادية على بنى إسرائيل وتجاوزوا حدود الله ولم يراعوا كتابه فجاءهم بالهداية ومملكة الأخلاق والفضائل وحملت السيدة مريم بالسيد المسيح عليه السلام ومرت بجميع أطوار الحمل الطبيعية إلى أن ولدت.
 
وينوه الدكتور ريحان إلى أن السيدة مريم لجأت إلى جذع نخلة عندما آتاها المخاض فى بيت لحم وكان فى زمن الشتاء والنخلة يابسة وقد جاءتها لتستتر بها أو تستند عليها وجاءها صوت قيل أنه الملاك جبريل وقيل صوت السيد المسيح يطلب منها أن تهز جذع النخلة اليابس فتتساقط عليها رطبًا جنيًا وهى الطاهرة الذى كان يرزقها المولى برزق دون تعب بمعجزات إلهية وقد اتضح علميًا أن الرطب أفضل طعام للنفساء فهو طعام وعلاج وهناك مكان بكنيسة بيت لحم المبنية موضع ولادة السيد المسيح قد قور البلاط فيه ويقولون أن موضع هذه التقوير كانت النخلة التى ولدت عندها السيدة العذراء.
 
وهناك مذود الماشية التى وضعت فيه الطفل عقب ولادته لعدم وجود بيت يأويها فى ذلك البلد فأوت إلى مكان الرعاة الذين كانوا غائبين بماشيتهم فى الرعى وهناك وادى عميق بجانب المدينة يسمى وادى الرعاة وأن سبب وجودها ببيت لحم أن الحاكم فى ذلك الوقت أمر بإحصاء البشر وإثباتهم فى الدفاتر فجاءت السيدة مريم ومعها القديس يوسف النجار من أبناء عمومتها إلى بيت لحم ليثبت نفسه والسيدة مريم فى التعداد وكانت الولادة هناك.
 
ولفت الدكتور ريحان إلى أن بعض الأكاديميين رأوا فى سرد قصة ميلاد يسوع في سورة مريم هي قريبة بشكل خاص من إنجيل لوقا المسيحي، وذكرت بشارة السيدة مريم مرتين في القرآن وفي كلتا الحالتين يتم إخبار مريم أنها اختيرت من قبل الله لإنجاب ابن، وكانت الولادة بجانب شجرة نخيل وقد سجلت اليونسكو النخلة تراث الثقافى لامادى مشترك عام 2019  مع 14 دولة هى مصر، الإمارات، السعودية، البحرين، العراق، الأردن، الكويت، سلطنة عمان، فلسطين، اليمن، تونس، المغرب، موريتانيا، السودان.
 
وأردف بأن المقصود بالربوة التى أوت إليها العائلة المقدسة والمذكورة فى سورة المؤمنون آية 50 {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} هى أرض مصر التى لجأت إليها العائلة المقدسة وهى أرض بها نبات وربى جمع ربوة، واصطفى الله سبحانه وتعالى السيدة مريم على نساء العالمين فى سورة آل عمران آية 42 {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}.
 
وذكرت السيدة مريم 11 مرة بالقرآن الكريم فى سور آل عمران و مريم والمؤمنون والزخرف و التحريم والنساء
وينتقل بنا الدكتور ريحان إلى معالم كنيسة المهد أو الميلاد من خلال دراسة الدكتورة سلفانا جورج عطا الله المتخصصة فى الفنون القبطية وهى الكنيسة الأولى من بين الكنائس الثلاثة التى بناها الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى  عام 335م حين أصبحت الديانة المسيحية ديانة رسمية بالإمبراطورية الرومانية وتقع فى جنوب الضفة الغربية ببيت لحم بفلسطين وهى أقدم كنائس فلسطين وتقام فيها الطقوس الدينية منذ القرن السادس الميلادى حين شيد الإمبراطور جستنيان الكنيسة بشكلها الحالى حتى يومنا هذا بانتظام ولأهميتها التاريخية والآثرية تم أدراجها على قائمة التراث العالمي عام 2012.
 
ويتابع بأن أهم معالم الكنيسة هى المغارة الذى ولد بها السيد المسيح عليه السلام عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الأسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق وأرضيتها من الرخام الأبيض وتزينها الكثير من أيقونات الميلاد والقديسيين بالإضافة إلى 15 قنديلًا فضيًا وهم رمز للطوائف المسيحية فى العالم  وعلى يمين الناظر إلى الهيكل الرئيسى نجد المغارة التى تُدعى «مغارة المجوس» حيث كان المذود الذى وضع فيه الطفل يسوع وفى آخر المغارة نجد بابًا يؤدى بنا إلى مغارات عديدة تحت الأرض للمسيحيين الذين أرادوا دفنهم بالقرب من الأماكن المقدسة ويفتح هذا الباب خلال الاحتفالات الدينية اللاتينية فقط.

ترشيحاتنا