عروسة وحصان ودق الطبول وتوزيع الحلوى .. الأحتفال بالمولد النبوي فى الدول الأسلامية

الأحتفال بالمولد النبوي فى الدول الأسلامية
الأحتفال بالمولد النبوي فى الدول الأسلامية

 

ما إن تطأ قدماك مدخل شارع باب البحر -أحد شوارع مصر القديمة وسط القاهرة- حتى تفوح روائح الحلوى التي اعتاد المصريون صنعها وتناولها، احتفالا بذكرى المولد النبي الشريف

على جانبي الشارع التاريخي الذي يقع بالقرب من منطقة القاهرة الفاطمية، يجلس صانعو الحلوى أمام محالهم وخلفهم تُعرض منتجات حلوى المولد على رفوف خشبية، وأبرزها العرائس والأحصنة والمساجد والسفن المصنوعة بالكامل من السكر والمزيّنة بالعديد من الألوان والمواد اللامعة لإدخال الفرح إلى نفوس المصريين.

ولا تقتصر حلوى المولد في مصر على التماثيل، بل تُصنع منتجات عديدة من المكسرات وتسقى بالعسل مثل الفول السوداني والسمسم والحمّص.

ويُعد الفاطميون أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف في مصر خلال حكمهم قبل نحو ألف عام، وكان باب البحر مصدر صناعة الحلوى وتوزيعها لإحياء القاهرة الفاطمية آنذاك.

ويشهد العراق احتفالات واسعة بذكرى المولد النبوي كل عام، حيث يحرص معظم العراقيين على تزيين البيوت والطرقات والأسواق.

ويتميز احتفال العراقيين بهذه المناسبة عن باقي الشعوب بعادات وتقاليد متوارثة، إذ تقوم العائلات بتجهيز الطعام وتوزيعه على الجيران، مثل طبخ الزردة، وحلوى التمر وغيرهما.

وتتميز احتفالات المولد النبوي في العراق بالعفوية، لأنها تنبع من محبة الشعب العراقي للنبي صلى الله عليه وسلم، وارتباطها العاطفي الوثيق به

والمديح النبوي يكون أبرز ما في الاحتفال داخل المسجد، وإن كانت هناك دورات للقرآن فيكون اختتامها مناسبا في أيام الاحتفالات بالمولد، حيث توزع الهدايا على المتفوقين والمشاركين

أما تركيا تحتفل بالمولد النبوي الشريف وفق التقويم الميلادي، وتنتشر الفعاليات والأنشطة العامة في جميع مناطق الجمهورية خلال شهر أبريل من كل عام، بخلاف ما جرت عليه العادة في أغلب الدول الإسلامية التي تحتفل بهذه المناسبة في الـ12 من ربيع الأول من السنة الهجرية.

ويشهد أسبوع فعاليات المولد النبوي العديد من الأنشطة التي تبدأ بقراءة القرآن الكريم، ثم بتبادل التهاني والتبريكات بين الأصدقاء والأقارب سواء بالتلفون أو البريد الإلكتروني أو الزيارة

وتختلف الجزائر عن أغلب دول العالم الإسلامي في طول فترة الاحتفاء بحلول مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث يستمر أسبوعا قبل المناسبة وأسبوعا بعدها.

وتعرف منطقة تميمون حلقات التراقص على وقع الدفوف وطلقات البارود التي تدوم أسبوعا بعد حلول مناسبة المولد. وفي منطقة بني عباس بولاية بشار يأخذ الاحتفال أشكالا متعددة مثل قراءة القرآن في المساجد خاصة بين كبار السن.

وفى كل مدن السودان تجد ميدانًا عامًا خصصه أهله للاحتفال بالمولد النبوي، وترى أفواجًا من الناس غادية رائحة.

وتبدأ الترتيبات قبل النصف الثاني من شهر صفر بضرب الخيام وتجهيزها للحدث، ويقربنا الشيخ عامر أبو قرون رئيس اتحاد المادحين والمنشدين السودانيين من المشهد، قائلاً "خيام المولد مؤقتة تُضرب للاحتفال به في الميدان المخصص لذاك، وتعرف كل طريقة من الطرق الصوفية في المدينة المعينة المكان الذي تنصب فيه خيمتها".

وفي هذه الخيام حركة لا تنقطع ليلًا ونهارًا، ويكون الاستعداد بنصب الخيام ورفع الرايات وتجديدها وتوزيع الأدوار المختلفة من الضيافة إلى المدح والإنشاد ودروس الإرشاد بين المريدين، ثم تكون من بعد ذلك (الزفة) إيذانًا بانطلاق الاحتفال". و(الزفة) موكب يجول شوارع رئيسة بالمدينة ترتفع فيها رايات الطرق وتضرب (النُّوبَات). و(النوبة) طبل كبير جدًا وقد شكَّل الشعر السوداني المادح للرسول صلى الله عليه وسلم ملمحًا من ملامح الحياة السودانية.

وفى سوريا لا يُفوّت الدمشقيون فرصة الاحتفال بهذه المناسبة، فلأجلها غنّى المنشدون، ورقص الدراويش، وزُينت الساحات، وأُضيئت الشوارع، ووُزعت الحلوى.

والمولد هو احتفالٌ ديني يقام في 12ربيع الأول من كل عام، بمناسبة مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو عادة ليس لها أصل في الدين الإسلامي ولكن يفعلها الدمشقيون كما غيرهم من المسلمين تحبباً لسيد الخلق وتعظيماً ليوم مولده.

ويحتفل رجال دمشق في مساجدها، فيما تحتفل النساء في بيوتها. ويحضر حفل المولد النبوي في المسجد رئيس الدولة، وهذا تأكيد على أهمية عيد المولد في سوريا، فهو ليس حدث ديني عابر، بل هو حدث شعبي استجابت له السلطات فجعلت الاحتفال به عيداً رسمياً، وجعلت من يومه عطلة قانونية كما فى كثير من الدول الأسلامية

ترشيحاتنا