«القفاص».. حرفة مهددة بالإندثار

القفاص
القفاص

كتب : أبو المعارف الحفناوي

تتميز محافظة قنا، بالعديد من الصناعات المحلية التي تشتهر بها المحافظة، منها صناعة منتجات جريد النخيل من الأثاث المنزلي والفنادق والمقاهي، فضلا عن بعض الصناعات الأخرى مثل العسل الأسود والفخار والفركة، وغيرها من الصناعات، التي يبدع فيها أبناء الصعيد. 

 

وتعتبر صناعة منتجات الجريد، مثل الكراسي والمناضد وأيضا الأسرة وغيرها، من الصناعات التراثية،  التي ابتكرها الفراعنة، بصناعة الأكواخ، وأبدع فيها أبناء الصعيد، وتعتبر مصدر للرزق ، لمئات الصنايعية، وأسرهم،  في مختلف قرى قنا.

 

وبالرغم من ، تطور صناعة جريد النخيل، في الآونة الأخيرة،  ومحاولة الصناع، مواكبة العصر الحديث،  إلا أن الصناعة الشهيرة،  باتت مهددة بالاندثار، بسبب المنتجات البلاستيكية،  التي غزت الأسواق. 

 

العم جمال، مدرس بالمعاش، يعمل في صناعة المنتجات من جريد النخيل، منذ قرابة 50 سنة، وتوارث هذه المهنة عن الأجداد،  وبأيادي تتلف في حرير، يشكل العم جمال، العديد من المنتجات من جريد النخيل، ليمارس هوايته القديمة في تشكيل تحف فنية من الجريد.

 

 المُعلم والمَعلم ، هكذا يطلق على "جمال"، هنا في قنا،  فلقد اكتسب خبرة التعليم في الدراسة،  وخبرة التعلم في صناعة الجريد، يروي لـ«بوابة أخبار اليوم»،  تفاصيل الصناعة الشهيرة وما ألمّ بها، من مخاطر تهدد استمرار هذه الصناعة. 

 

يوضح العم جمال،  مراحل صناعة المنتجات من الجريد،  والتي تبدأ من اعتلاء النخيل "طلوع النخيل"، و تقطيع الجريد، ونقله إلى مكان الصناعة، ويتم تهذيبه، ثم يمر بمراحل التثقيب والتركيب والصنفرة، حتى يتم تشكيل المنتجات منه وبيعها .

 

ويشير إلى أن صناعة منتجات الجريد، يُستخدم فيها سكين أو منجل وماسورة ومدقة، مضيفًا أن صناعة الأقفاص من الجريد، ليست صناعة موسيمية،  ولكن صناعة متتالية ، بسبب استخدام الأقفاص،  في تخزين ونقل الخضراوات والفاكهة، بشكل مستمر.

 

ويتابع قائلا: «أن من أهم المشكلات التي تواجه صانعو الأقفاص مثلا من الجريد،  هو أن المشتري هو الذي يحدد سعر المنتج مع الصانع، ويرغمه على سعر معين لتصنيعه».

 

ويشير العم جمال، أن والده "قفّاص"، وامتهن هذه المهنة عن والده وأجداده، وأنه بدأ في تعلم صناعة هذه المهنة،  كانت في البداية كلعبة يلعب بها ، ولكنه مع مرور الزمن ، تطور وأتقن ذلك، منذ صغره وأيضا عندما كان معلما في التربية والتعليم،  ثم استمر في ذلك حتى بعد خروجه على المعاش.

 

اقرأ أيضا : تحويل القرى المحيطة بواحة ميدوم ببنى سويف إلى قرى تراثية وحرفية

ترشيحاتنا