«التجلى الأعظم» فى محاضرة بـ«ثقافة شرم الشيخ» احتفالًا بالعام الهجرى

محاضرة بشرم الشيخ احتفالًا بالعام الهجرى
محاضرة بشرم الشيخ احتفالًا بالعام الهجرى

عقدت مساء أمس 28 يوليو الجارى الأمسية الثقافية بقصر ثقافة شرم الشيخ بالتعاون مع منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية وذلك في إطار احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة – فرع ثقافة جنوب سيناء ببداية العام الهجرى الجديد وفي إطار خطة الوعى الأثرى بها وذلك بحضور الآثارى أحمد إبراهيم مدير مناطق آثار جنوب سيناء والدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بالمنطقة والآثارى تامر العراقى مدير الشئون الأثرية تضمنت محاضرة للدكتور عبد الرحيم ريحان بعنوان "التجلى الأعظم سياحة روحية في الأرض المقدسة" وأدارت الندوة الشاعرة أميمة إسماعيل مديرة قصر ثقافة شرم الشيخ.

 

وبمناسبة العام الهجرى يشير الدكتور ريحان إلى أن هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة كانت عام 622م  أمَا التقويم الهجرى فقد وضع فى خلافة الخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ومنذ ذلك الوقت عرف التأريخ العربى بالتأريخ الهجرى وقد كان العرب فى الجاهلية يستعملون التقويم القمرى وقد قسّموا العام اثنى عشر شهرًا قمريًا يبدأ برؤية الهلال وينتهى برؤيته مرة ثانية.

 

ولقد بدأ الخليفة عمر بن الخطاب العام الهجرى بشهر المحرم فى العام الرابع عشر للهجرة وقد توفى الرسول الكريم بعد عشرة أعوام من الهجرة ثم تولى الخليفة أبو بكر الصدّيق عامين ثم جاء الخليفة عمر بن الخطاب ووضع التقويم الهجرى فى العام الرابع عشر للهجرة

 

وبدأت الندوة بكلمة الآثارى أحمد إبراهيم مدير مناطق آثار جنوب سيناء والذى أشار إلى إنجازات الآثار في سيناء بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية منذ استرداها شملت كافة أوجه النشاط الأثرى من مسح أثرى كشف عن تلال وشواهد أثرية تمت بها أعمال حفائر كشفت عن آثار مسيحية من قلايا وأديرة ومدينة بيزنطية بوادى فيران وآثار إسلامية، وأعمال ترميم بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا والنقطة العسكرية المتقدمة بنويبع ومكتبة دير سانت كاترين، وأعمال تسجيل لمواقع عديدة تخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة1983 وتعديلاته والإشراف على بعثات أجنبية يابانية وألمانية ويونانية وإيطالية في أعمال حفائر وترميم وتسجيل منطقة سانت كاترين تراث عالمى باليونسكو 2002 وتسجيل مقتنيات وأيقونات دير سانت كاترين وتشهد المنطقة الآن المتابعة اليومية لمشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين.

 

وأعقبت الكلمة محاضرة الدكتور عبد الرحيم ريحان بعنوان "التجلى الأعظم سياحة روحية في الأرض المقدسة" وعن سر تسمية المحاضرة بهذا العنوان استند الدكتور ريحان إلى رؤية تفسيرية للدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية للآية الكريمة "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" سورة الإسراء آية1 بأن البركة حول المسجد الأقصى بركة مكان وتفسيره للآية الكريمة "فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِىَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا" سورة النمل آية 8 وقد فسّر البركة حول شجرة العليقة المقدسة داخل دير سانت كاترين هي بركة إنسان، أى كل أهل سيناء مباركين بل وتنعكس على كل أهل مصر ويضيف الدكتور ريحان على هذا التفسير رؤية أخرى بأن بركة نبى الله موسى عند العليقة المقدسة هي بركة إنسان ومكان أيضًا طبقًا للآية الكريمة "إِنِّىٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى" سورة طه آية 12وبالتالى فأرض سيناء حول الوادى المقدس مباركة مع انعكاسها على كل أرض مصر.

 

وألقى الدكتور ريحان الضوء على رحلة نبى الله موسى وحيدًا في سيناء وزواجه من ابنة العبد صالح  شعيب وبقائه في مدين والذى قدم الأدلة العلمية على وجودها بسيناء وهى منطقة محمية نبق من خلال كتابه الشهير "التجليات الربانية في الوادى المقدس طوى" إصدار دار أوراق للنشر والتوزيع الذى تناول التجلى الأعظم منذ دخول يوسف الصديق وحتى ولادة نبى الله موسى وتربيته وخروجه الأول وحيدًا ثم عودته وخروجه الأخير مع بنى إسرائيل ورحلته بسيناء والتجليات الربانية والمعجزات بها ومناقشة علمية أثرية تاريخية لكل الملوك الذين دارت نقاشات حولهم بأنهم فراعنة نبى الله موسى  وتأكيد  عدم وجود أدلة أثرية حتى الآن تحدد شخصية فرعون موسى.

 

 وقام الدكتور ريحان بتصحيح العديد من المعلومات المتداولة والمنشورة في الكتيبات السياحية منها أن الجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين لم يبن في عهد الحاكم بأمر الله نتيجة حادثة تعدى بل بنى في عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله 500هـ، 1106م وسبب إنشاء الجامع نتيجة العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين والتى بلغت أوجها فى العصر الفاطمى من خلال منشورات الأمان العديدة بحماية الرهبان وأملاكهم ومصالحهم وليصلى فيه أهل المنطقة الذين يقومون على خدمة الدير وكذلك المسلمون الذين يسكنون فى ضواحى الدير ويقومون على خدمة الدير من نقل المؤن الخاصة بالدير من ميناء السويس وميناء الطور وكان بالدير قبائل يقومون على خدمته منذ القرن السادس الميلادى حيث أرسل الإمبراطور جستنيان مائة عائلة لحراسة الدير وأمر بإرسال مائة أخرى من مصر ولقد أسلم معظمهم فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وظل جزء منهم على مسيحيته حتى القرن الثامن عشـر الميلادى.

 

والمعلومة الثانية هي شكل نحت الجبل في وادى الراحة بسانت كاترين هو ليس العجل الذهبى الذى عبده بنى إسرائيل بل منظر تخيلى مثل أي منحوتات بسيناء وأوضح أن هناك موقعين في سيناء باسم وادي الرحة، الأول هو الموقع المعروف حاليًا بهذا الاسم قبل الدخول إلى دير سانت كاترين، حيث استراحت أسرة نبى الله موسى عليه السلام أثناء رحلته عائدا من مدين حين مكثوا ليتجه إلى الشجرة حيث رأى نارًا وناجى ربه، والثاني في طور سيناءالحالية حيث استراح بنو إسرائيل عندما تركهم نبي الله موسى عليه السلام أربعين يومًا ليناجى ربه قبل تلقى ألواح الشريعة وقد تركهم بموقع ساحلى يطل على خليج السويس حيث نسف موسى العجل في اليم أي البحر بعد عودته وكان عبر طريق وادى حبران من طور سيناء إلى الجبل المقدس وله عدة مسميات منها جبل موسى أو جبل المناجاة أو جبل الشريعة وهى المنطقة التي استراحوا بها وعبدوا العجل الذهبي الذى صاغه لهم السامرى

المعلومة الثالثة أن ما يعرف بقبر النبى هارون بسانت كاترين تسمية خاطئة فهو مشهد رؤية خالى من أي دفنات ومن المعروف أن نبى الله موسى ونبى الله هارون توفيا في سيناء في فترة التيه ولم يعرف لهما قبر، وما يعرف بمقام النبى صالح لا علاقة له بنبى الله صالح الذى كانت دعوته بالجزيرة العربية ولم يثبت قدومه إلى مصر والتسمية نسبة إلى الشيخ صالح أحد شيوخ المنطقة الذى سمى على اسمه الوادى، المعلومة الأخيرة هي استخدام تعبير السياحة الروحية أفضل من السياحة الدينية لأنها سياحة الترويح عن النفس في البقاع المقدسة الطاهرة.

ترشيحاتنا