استشارى نفسى: المخدرات الموسيقية تحدث خللا بكهرباء المخ
هل كنت تتوقع فى يوم أن يصبح نجلك مدمنا حتى دون الخروج من المنزل أو تناول أى نوع من العقاقير المخدرة؟ .. بالتأكيد إجابتك «لا»، لكن دعنى أصدمك إنه من الممكن أن يصبح فلذة كبدك مدمنا ويحتاج إلى علاج مكثف وعزل بالمستشفى إذا لزم الأمر، عن طريق الجلوس لفترات طويلة فى غرفته أمام هاتفه المحمول مرتديا سماعات الأذن يستمع إلى موسيقى، وضع طبيعى يمارسه أغلب الشباب ويجعلك مطمئنا ولكن بعد عدة أسابيع تلاحظ تغيرا فى سلوك ابنك وأحيانا يصاب البعض منهم بنوبات صرع وتشنجات..
تغيير السلوك
قديما كان يحرص الآباء أن يكون الاستماع وتعلم الموسيقى من أساسيات التربية للأبناء، نظرا لأنها ترفع من الذوق العام وتجعل الإنسان لديه أحاسيس ومشاعر. نبيلة، لكن مع الأسف فى عصرنا الحالى أصبحت الموسيقى تشكل خطرا كبيرا على أبنائنا خاصة فى سن المراهقة، حيث انتشر نوع من الموسيقى كان يستخدم قديما لعلاج حالات الاكتئاب والاضطرابات النفسية تحت اشراف علماء، تلعب على العقل الباطن، ويغير من سلوك الإنسان دون أن يتدخل العقل الواعى فى ذلك.
و«السبليمنال» كلمة إنجليزية تشير إلى العقل الباطن ويوجد منها نوعان، صور مرئية مثلما انتشرت لعبة «الحوت الأزرق» التى كانت عبارة عن عدة تحديات فى صور يجب فعلها وتجاوزها وفى النهاية ينتاب اللاعب شعور بالإحباط واليأس ويصل إلى مرحلة الانتحار، والنوع الثانى رسائل صوتية مخفية يتم دمجها مع موسيقى هادئة أو أصوات طبيعية عالية، عند الاستماع إلى تلك الموسيقى التى يوجد بها «توكيدات» أو رسائل مخفية لا يتم سماعها بشكل مباشر، لكن العقل الباطن هو من يستمع إلى تلك الرسائل، على سبيل المثال لون من الموسيقى العالمية الحزينة عندما تستمع إليها ينتابك شعور قوى بالرغبة فى البكاء والتفكير فى الانتحار وهى موجودة بشكل أقل تركيزا فى معظم الألعاب.
استرخاء تام
ولكن فى الفترة الأخيرة انتشرت بين الشباب موسيقى «السبليمنال» تحت عناوين «السبليمنال لكسب المال» و«السبليمنال لخسارة الوزن» و«السبليمنال لتغيير لون العين»، ويفرض عليك شروطا يجب اتباعها أثناء الاستماع لتلك الموسيقى لضمان نجاحها، أولا أن يتم الاستماع إليها عبر سماعات أذن ليكون التركيز أعلى وتصل الذبذبات إلى العقل مباشرة، ثانيا أن تجلس وحيدا وباسترخاء تام فى مكان مظلم، ثالثا أن تطلق لأفكارك العنان وتبدأ فى التخيل حيث إن الخيال من أهم عوامل وخطوات السبليمنال، رابعا المواظبة على الاستماع إلى السبليمنال بشكل كبير ليتمكن العقل الباطن من بناء خريطة جديدة من خلال الرسائل الخفية التى استمعت لها بشكل مستمر.
وكالعادة ينساق المراهقون وراء كل بدعة جديدة دون معرفه مدى خطورتها، وخاصة أن الآباء غير مستوعبين لحجم الكارثة التى تنتج من سماع موسيقى ومدى العواقب التى قد تصل إلى نوبات صرع وتشنجات إذا تم استخدام السبليمنال بشكل خاطئ.
ويؤكد الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، أنه عند سماع موسيقى يفضلها الإنسان تزداد نسبة الأندروفين والدوبامين فى المخ المسئولين عن الإحساس بالسعادة، لذلك يشعر الإنسان بإحساس من النشوة، وأضاف أن هناك أنواعا من الموسيقى على الإنترنت يمكن سماعها أول مرة مجانا وبعد ذلك تكون بمقابل مادي، وتلك الموسيقى عندما تدخل على المخ يكون هناك فارق بعض الثوانى فى الذبذبات بين الفص الأيمن والفص الأيسر وينتج خلل فى كهرباء المخ، لذلك تسبب حالة انفصال عن العالم مثل تأثير المخدرات، ومع المواظبة على سماع تلك الموسيقى وتكرار الخلل فى كهرباء المخ، يصاب الشخص بنوبات صرع وحالات من التشنج، والتى تحتاج إلى رحلة من العلاج النفسى.
علاقة صداقة
وينصح فرويز، كل أب وأم أن يحذروا من عالم الإنترنت، وينشئوا علاقة صداقة بينهم وبين أبنائهم ومتابعة كل ما يشاهدونه أو يستمعون إليه على شبكات الإنترنت، محذرا من أن الخطر فى عصرنا الحالى أصبح يحاصرنا من جميع الاتجاهات، ويأتى من أشياء لا نتوقع منها الضرر.
