ميناماتا .. يقتل البشر بسبب سمك الزئبق

سمك الزئبق
سمك الزئبق

التّسمم بالزئبق هي عمليةٌ بطيئةٌ للغاية يمكن أن تستغرق شهورًا أو سنوات، لهذا معظم الأشخاص قد لا يدركون أنهم قد تعرضوا للتّسمم على الفور، حيث إنه يتم امتصاص الزئبق من الطعام إلى مجرى الدم من خلال جدار الأمعاء، ومن ثم يحمله الدم إلى جميع أنحاء الجسم وعندما تقوم الكلى بتصفية الدم يتراكم الزئبق في الجسم مع مرور الوقت،

وكلما زاد تراكم الزئبق في الجسم تبدأ بعض المشاكل الصحية بالظهور مثل؛ المشاكل العصبية أو مشاكل في الكروموسومات، وقد يسبب التعرض طويل الأمد للزئبق إلى ظهور بعض الأضرار الصحية مثل؛ اهتزازا أو رجفة لا يمكن السيطرة عليها، خدر أو ألم في أجزاء معيّنة من الجلد، العمى والرؤية المزدوجة، عدم القدرة على السير بالشكلِ الصحيحِ، مشاكلٌ في الذاكرة،

 وقد يؤدي إلى الموت إذا كان الشخص قد تعرض لكميّةٍ عاليةٍ من الزئبق، ويمكن لتسمم الزئبق أن يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى تغيراتٍ في السمع والرؤية أو في الشخصية أو مشاكل في الذاكرة أو الشلل،

 أمّا اذا تعرض الأطفال إلى الزئبق فقد تظهر مشاكلُ في النمو أو في تنسيق العضلات، أما إذا كانت المرأة حاملاً وتناولت مأكولاتٍ بحريةٍ ملوثةٍ بالزئبق فتكون معرضة للإجهاض أو إنجاب طفلٍ يعاني من التشوهات أو من الأمراض العصبية الشديدة.

والزئبق من المعادن الثقيلة ويمكن أن تتراكم في الأسماك و المعادن الثقيلة الأكثر شيوعًا والتي تلوث المأكولات البحرية هي:الرصاص..الكادميوم..الزرنيخ..والزئبق.

وبالنسبة لكثير من الناس، فإن القلق الأكبر هو ميثيل الزئبق، وهو مصنوع من الزئبق غير العضوي الذي لا تستطيع أجسامنا معالجته.

في حين أن ميثيل الزئبق مصدر قلق، إلا أن القليل من الأسماك تحتوي على مستويات ضارة. ويصبح الزئبق مشكلة عندما ترتفع المستويات من خلال التراكم الأحيائي.

ويحدث تلوث للمياه بالزئبق عندما تقوم المصانع بالتخلّص من نفاياتها في المياه الجارية مثل؛ البحيرات والبحار والمحيطات، والمصدرُ الرئيسيّ لتلوث المياه بالزئبق هي المصانع التي تختص بصناعة الكلور ومحلول هيدروكسيد الصوديوم الذي هو يستخدم لصنع الصابون عبر عمليّة تسمى الكلور القلوي،

و الزئبق الذي يترسب في مياه البحر يتحوّل إلى ميثيل الزئبق ويعد سمًّا عصبيًا قويًا، ومن ثم تحصل عليه الكائنات البحرية الصغيرة مثل الأسماك والمحار عن طريق طعامها ومن ثم الكائنات البحرية الأكبر عن طريق تناولها للأسماك الصغيرة التي تحتوي على الزئبق ومن ثم إلى سلسلة غذاء الإنسان،

 وتم تحديد أول حالة تسممٍ بميثيل الزئبق لأول مرةٍ في اليابان في الخمسينات، حيث إنه وجد نفايات سائلة تحتوي على الزئبق  في مياه البحر فى منطقة ميناماتا ومصدرها احد المصانع وسمى المرض وقتها بـ ميناماتا نسبة لاسم المنطقة وهومرض يصيب الأعصاب والعقل ويؤدى الى الوفاة

ويمكن أن يحدث التّسمّم بميثيل الزئبق إما عن طريق تناول أنواعٍ معينةٍ من الأسماك تحتوي على كميّاتٍ عاليةٍ من الزئبق مثل؛ أسماك القرش وسمك أبو سيف وسمك التونة وسمك المرينية وسمك الماكريل الملكي، أو عن طريق تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من المأكولات البحرية التي تحتوي على كمياتٍ صغيرةٍ من الزئبق

والأسماك الأكبر حجمًا والتي تعيش لفترة أطول يكون لديها مستويات عالية من ميثيل الزئبق؛ لأنه كلما زاد عمرها زادت المدة التي يتراكم فيها الزئبق داخل جسمها، لهذا فإن الأسماك الكبيرة تشكل الخطر الأكبر من تسمم الزئبق

ترشيحاتنا