فى عام 2019 اثيرت ضجة حول أكتشاف ومحاولة  تركب العطر الخاص بالملكة كليوباترا حيث قال علماء آثار إنه لا يمكن الجزم بأن عطرا، أُعيد تركيبه مؤخرا في معامل جامعة أمريكية، قد استخدمته الملكة كليوباترا السابعة، التي كانت تتولى مقاليد الحكم قبل ألفي عام.
وكان العلماء مستندين على دراسة موقع لتصنيع العطور الفرعونية وجدوه في أنقاض بلدة ثمويس المصريّة التي كانت تُعرف باسم تل التيماي وكان مؤرخون يونانيون قد كتبوا عن عطر "المنديسيان" باعتباره أفضل عطر في منطقة البحر المتوسط قبل ألفي عام.
ارتكزت هذه الأبحاث على دراسة زجاجات عطور وآنية تحتوي على بقايا عطر جافة. وقد تمّ الاتصال بين عالميّ الآثار والباحثين دورا غولدسميث وشون كوغلين الخبيرين في العطور المصريّة القديمة لاختبار وصفات مختلفة من العطور القديمة. كل ذلك بهدف إعادة إنتاج العطر الذي كانت الملكة كليوباترا تعتمده، وذلك من خلال الأساليب التقليديّة الموصوفة في النصوص القديمة
وجد الباحثون عطرين هما "المنديسيان" و"الميتوبيان"، و المكوّن الأساسي لهذين العطرين فهو المرّ المستخرج من صمغ الأشجار التي تنمو في منطقة اليمن.
وبقيت الشكوك تطال دقّة تكوينه ولذلك قرر الباحثون القيام بتحليلات كيميائيّة إضافيّة من أجل إعادة تركيب العطر الذي يمكن أن تكون كليوباترا قد استعملته وأنه لا يوجد دليل علمي يربط الملكة بعطر"المنديسيان" أو"الميتوبيان"، الذي كان يعرض في معرض "ملكات مصر" بالجمعية الجغرافية الوطنية الأمريكية في واشنطن
وقال الباحثون إن هذا العطر كان الأغلى ثمنا في العالم القديم، وأنه كان بمثابة عطر "شانيل 5" في ذلك الزمن، وأن ملكة مصر القديمة، ساحرة الجمال، فمن المؤكد أنها قد تعطرت به وأضافوا أن "قوام العطور القديمة كان أكثر كثافة بكثير مما نستخدمه الآن، إذ كان يشبه إلى حد كبير قوام زيت الزيتون".
وقال العلماء ان معرفة العطور أمر ليس بغريب على المصريين، لكن ربط هذا العطر تحديدا بكليوباترا هو أمر غريب ويخالف العلم والمنطق".
ورد احد الباحثين قائلا : "صحيح أن كليوباترا لم تكن تعيش في منديس، لكنها كانت على دراية كبيرة بالعطور. ولا يوجد أدنى شك في أنها كانت ستستخدم، من بين العطور العديدة التي تملكها، العطور الأكثر قيمة وشهرة في العالم في ذلك الوقت، وهي العطور المصنّعة في منديس والتي كانت تُسمى ماندزيان"