يأتي موعد افتتاح موسم الصيد ببحيرة البردويل، من كل عام ، بالتزامن مع احتفالات شمال سيناء بعيدها القومي، حيث تسابقت 1228 مركبا فى مياه البحيرة التي تقع على مساحة ٣٦٥ ألف فدان..
ويعمل في البحيرة نحو 4 آلاف صياد بخلاف 1000 عامل معاون على متن 1228 مركب صيد موزعة على 3 مراسٍ، وهي: مرسى أغزيوان وبه 700 مركب، مرسى التلول وبه 375 مركبًا، ومرسى النصر وبه 178 مركبًا، حيث يعمل بكل مركب من صيادين اثنين إلى 3 صيادين، فيما يبلغ عدد الصيادين العاملين بالبحيرة نحو 3000 صياد، بجانب 1000 شخص آخرين من العاملين فى الخدمات المعاونة لهم.
فرحة الصيادين بعودة الصيد في البحيرة لا توصف، خاصة وأن عملية الصيد كانت متوقفة لمدة نحو ٤ أشهر، وهي فترة المنع التي تبدأ في منتصف شهر ديسمبر.
وعلى شاطئ البحيرة بمرسي التلول، تزاحم بالصيادين استعدادا للتحرك في ملء صوب وناحية لجلب الأسماك التي احتجزتها الشباك، حيث يقول محمد إبراهيم، أحد الصيادين العاملين على مركب يطلق عليه «الصال»، حيث يعمل علية ٣ صيادين وأحيانا ٤.
البحيرة تمثل مصدر رزق لأولادها، حيث تتم عملية السروح من يوم السبت وحتي يوم الأربعاء من كل أسبوع، وذلك من الساعة السادسة صباحا مع العودة قبل المغرب إلى المرسى، لنعود في الصباح كي نجمع الأسماك التي احتحزتها الشباك.
وأضاف أن الصياد يرمي الشباك المحددة من قبل إدارة البحيرة حسب نوع المهنة، فهناك شباك لاصطياد أسماك الدنيس، وهناك شباك لصيد أسماك القروص وأخري للجمبري، وكذلك البوص لصيد أسماك البوري وهكذا، كما لم ينسي أن يأخذ معه ولحين من الثلج لوضعه على الأسماك حتي لا تفسد بسبب حرارة الشمس.
ويقول يوسف اصخيوي، صياد فى البحيرة إنهم يعانون من مشكلة، بسبب الترسة أو السلاحف البحرية، فهي تمثل مشكلة أمام الصيادين لأنها تعمل علي تقطيع الشباك إلى جانب التهام كميات كبيرة من الأسماك التي تم صيدها، مشيرا إلى أهمية بحث المشكلة وعمل دراسة للتخلص منها دون القضاء عليها.
وشهدت حلقة السمك في مرسي الأول نشاط ملحوظ بعد عودة الصيادين وكلا منهم معه حصيلة الصيد لبيعة علي التجار الذين ينتظرون وصول الأسماك لشراءها بنظام المزاد وإعادة بيعها في أسواق مدن المحافظة وأسواق المحافظات المجاورة.
ويشير أبو رحمة، تاجر أسماك، إلى الكميات الكبيرة التى وصلت من البحيرة، ساهمت فى انخفاض الأسعار عن أول يوم من افتتاح موسم الصيد.
ويقول إن ٢ كيلو من سمك الدنيس المتوسط تباع بـ 100 جنيه للمستهلك، وهذا سعر منخفض جدا ونمره 2 يباع ب75 جنيها والكبير ب90 جنيها.
وقال محمد حجاب تاجر، إن أسماك الدنيس، من أفضل أنواع السمك، و«فيه ناس تشتري وتخزن فى الثلاجات، علشان هما عارفين أنه بعد شهر رمضان الأسعار ممكن ترتفع، خاصة أن الأهالى غير معتادين على أكل الأسماك فى شهر رمضان».
وقال مدير عام إدارة منطقة الثروة السمكية بشمال سيناء المهندس سامى الهوارى، إن افتتاح البحيرة تزامن مع أعياد تحرير سيناء، وأن توجهات الدولة بالتطوير تدفع إلى التفاؤل بأن تتحول البحيرة إلى ذراع تنموية هائلة يعود بالنفع على الجميع.
ولفت إلى أن أسماك البردويل ذات جودة عالمية وتتمتع بشهرة عالمية خصوصا فى دول الاتحاد الأوروبى التى يزيد طلبها على إنتاج البحيرة، وأن تنمية وتطوير البحيرة، يساعد على خلق فرص عمل الشباب بالمنطقة وخلق مجتمع اقتصادى حول المسطح المائى لبحيرة البردويل.
أما المهندس شكرى سالمان مدير ادارة بحيرة البردويل، فقال إن الموسم الجديد يبشر بالخير الوفير للصيادين، وأشار إلى أن الأسماك تنوعت بين «الدنيس والبورى والطوبار، والوقار، والقاروص، والدهبان، واللوت، والجمبرى، والكابوريا»، وجميعها أصناف مطلوبة بشدة فى الأسواق نظرا لجودتها بسبب نقاء مياه البحيرة، والقيام بأعمال التطوير، وأعمال التكريك، وإزالة المخلفات وتطهير البواغيز.
ولفت إلى أن العمل تم وفقا للضوابط المقررة لموسم الصيد، وهى السماح بالعمل برخص الصيد للمراكب لعام 2021 حتى 30 يونيو 2022، على أن يجرى تجديد الترخيص لعام 2022 بعد رد التأمينات الاجتماعية خلال هذه الفترة.
وحددت إدارة بحيرة البردويل 6 أنواع لحرفة الصيد فى البحيرة، وهى «الدبة» القائمة على الصيد بشباك من 3 طبقات بارتفاع من 1 إلى 2 متر بطول 750 مترا، و«الدبديبة وهى شباك من 3 طبقات بطول 400 متر للمركب الواحد، و«البوص» التى تعتمد على طبقة شباك واحدة بعرض 5 أمتار وبطول 800 متر، و«الكابوريا» وهى شبكة من طبقة واحدة بارتفاع متر، و«السنار» تعتمد على خيوط من النايلون لا يزيد طولها على 300 متر معلق به خيوط بكل خيط سنارة على أبعاد متساوية، و«الدهبانة» وهى شبكة على جزأين لا يزيد طول كل منها على 400 متر، ويمنع الصيد بخلاف تلك الأصناف حيث يعرّض الصيادين لغرامات تصل أحيانا إلى إيقاف تراخيص الصيد.
اقرأ أيضا: أسعار الأسماك بسبب قرب انتهاء موسم الصيد . خاص
