«الجلدية» و«الأورام» و«الكبد» .. أمراض بريئة من العدوى

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية



أمراض مختلفة تصيب الإنسان بالألم والتعب، تصيب من حوله بالذعر والخوف من انتقال العدوى لهم، إلا أن الكثير من تلك الأمراض "سيئة السمعة"، فهناك العديد من الأمراض التى تجعل المجتمع المحيط بالمريض ينفر منه، ويبتعد عن مجالسته ومخالطته، فى حين أنها فى حقيقتها ليست بأمراض معدية، ولاتنتقل من شخص لآخر، وإن كان بعضها معدي فيكون هذا بطرق محدودة جدا يمكن الوقاية منها بسهولة دون جرح مشاعر مريض يئن من ألم المرض، ولا يحتمل ألم نبذه من المحيطين به.

 

من جانبه أوضح دكتور محمد عبد النعيم سلام أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، أنه بالرغم من أن الشائع عن الأمراض الجلدية أنها معدية، والكثير من المرضى يعانون خوف من حولهم من حتى مجرد السلام عليهم، إلا أن نسبه كبيرة من تلك الأمراض غير معدية، ولكن ثقافة المجتمع الصحية ضعيفة جدا، وهذا يسبب الكثير من التوتر للمريض مايؤثر على حالته الصحية.

 

قائلا: "من هذه الأمراض مرض (حب الشباب) الذي يصيب الشباب من الجنسين بعد سن البلوغ نتيجة لزيادة نشاط الغدد الدهنية، ما يؤدي لظهور رؤوس سوداء وحبوب وبثور بمنطقة الوجه، وأحيانا الصدر والظهر والكتفين"، متابعا: كل أنواع الحساسية غير معدية كـ(الأرتيكاريا والإكزيما والحساسية الدوائية).


وأضاف قائلا: "كذلك الأمراض الجلدية المناعية غير معدية، ومنها البهاق الذي يظهر في صورة بقع بيضاء بالجلد ومرض الثعلبة الذي يؤدي إلى تساقط أجزاء من الشعر في الرأس أو الذقن أو الشارب، ومرض الصدفية الذي يظهر في صورة إحمرار بالجلد مغطاه بطبقات من القشور البيضاء، مشيرا إلى أن هذه الأمراض الأكثر خوفا وقلقا وشهرة بأنها معدية".

 

ونوه دكتور محمد عن مجموعة أخرى من الأمراض التي يعتقد الناس أنها معدية ويبتعدو عن مريضها رغم أنها غير معدية، ومنها مرض "الحزاز" وهو مرض مناعي يظهر في صورة طفح جلدي شديد الهرش ويكون لونه موڤ، ومرض "الساركويدوزيس" الذي يصيب الجلد والرئتين وبعض أجهزة الجسم الأخري، ومرض الذئبة الحمراء الذي يؤدي إلي حساسية ضوئية واحمرار شديد بالوجنتين والأنف، وقد يصاحبه التهاب بالمفاصل والكلي والجهاز العصبي وأجهزه أخرى من الجسم.

 

واختتم قائلا "هذه مجرد أمثلة بسيطة، ومن يحدد المرض وطبيعته وإذا كان معديا أم لا هو الطبيب المتخصص".

 

دكتور محمد عز العرب استشارى الجهاز الهضمى والكبد بمعهد الكبد، أشار إلى التخوف من العدوى الذي يصيب المريض ومن حوله عند معرفتهم إصابته بأحد أمراض الكبد، خاصة فيروس "سي وبى" لأنهم الأكثر شيوعا وانتشارا "أول ما يسأل عنه المريض عند معرفته بالمرض هل هو معدى أم لا".

 

مؤكدا أن فيروس سي و بي ونقص المناعة المكتسبة، لاينتقل إلا عن طريق الدم ومشتقاته، كالاشتراك فى آلة حادة تخترق الجلد أو الغشاء المخاطى، مثل التدخلات الجراحية أو استخدام ماكينات الحلاقة وفرش الأسنان والقصافة الخاصة بشخص مصاب بالفيروس، وبنسب قليلة جدا من الأم للجنين، موضحا أنه لا مشكلة على الإطلاق فى التعامل مع مرضى فيروس سى وبى بشكل طبيعى ومشاركتهم الحياة والطعام والشراب ودورات المياه وغيرها.

 

ولفت عز العرب إلى ضرورة أن تكون الثقافة الصحية السليمة معروفة لدى الجميع، وتنتشر بين أبنائنا الطلاب والأطفال، كما كان في الماضي من وجود ارشادات صحية متباينة على أغلفة الكشاكيل والكتب، وأن يكون هناك بصفة عامة فكرة مبسطة للناس عن الأمراض المعدية وغير المعدية ووسائل نقل العدوى وكيفية الوقاية منها وتجنب العدوى، فالوقاية خيرا من العلاج.

 

منوها أن الخوف من العدوى يصيب الكثير من المرضى بالإحباط والحزن نتيجة ابتعاد الناس عنهم رغم أن مرضهم غير معدى، لذا طالب استشارى الجهاز الهضمى والكبد باستخدام جميع وسائل التواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا للتنويه عن هذا.

 

وتابع عز العرب قائلا: "الوزارة تنفق سنويا ما يعادل 120 مليون جنيه دعاية، لماذا لايخصص جزء لتوصيل معلومات طبية بشكل مبسط ومنهجى للجميع، والتنسيق مع الوزارت المختلفة لتوصيل هذه المعلومات للمواطن".

 

اقرأ أيضا: رغم الإقبال عليها بسبب كورونا .. أكواب وأطباق «اليوم الواحد» ضارة بالصحة

 

بالإضافة إلى أهمية الإستفادة من منظمات المجتمع المدنى والنقابات المهنية، لما لهم من تأثير كبير جدا على الجمهور، ودور علماء الدين فى توصيل مثل هذه المعلومات، هناك وسائل كثيرة يجب استغلالها لتوصيل المعلومة الطبية الصحيحة حفاظا على المريض والمجتمع وتجنب الكثير من المشكلات.

 

دكتورة عزة نصر أستاذ الأورام بوحدة الوقاية أوضحت أن أمراض الأورام "السرطان" فى المطلق غير معدية، قائلا "أول ما نقوله لأهالى المرضى أن السرطان غير معدى، نظرا للخوف والقلق الذي يكون ظاهرا على وجوههم من أن المرض قد ينتقل لأحد ممن حوله، وأن يعتنو بهم، خاصة من الناحية النفسية لأنها تؤثر بشكل كبير على مريض السرطان.

 

لافتة إلى أنها كثيرا ما تلمس الخوف والقلق ممن هم حول المريض من فكرة العدوى، والكثير من الحالات تشتكى من أن الناس حولهم تنفر منهم، قائلة "لذلك نسعى لتفهيم أهالى المرضى أن الأورام السرطانية غير معدية، وهم عادة مايسألو عن العدوى،وهذا من أكثر الأسئلة شيوعا منهم فور العلم بالمرض".

 

لافتة إلى أن ثقافة أن السرطان معدى كانت سائدة بشكل أكبر من فترة، ولكن الأمر قل نسبيا اليوم بسبب وجود توعية اكثر وبرامج تلفزيونية واذاعية وصحف، متابعة"وان كان مازال الكثير لايعى هذا، ما يؤثر سلبا على المرضى".

 

وأوضحت أستاذ الأورام أن عيادة النفسية من العيادات الهامة فى أى معهد أورام، لأن نفسية المريض مهمة جدا وتتاثر بأمور عديدة منها العلاج واثاره ومعاملة العائلة والمحيطين به، مؤكدة على أنه لابد من التوعية بعدم تصديق اى معلومات يتم تداولها على الإنترنت والفيس بوك  لأنها من مصادر مجهولة وغير موثوق فيها، وعدم اتخاذها كحقائق مسلم بها، مثلما انتشر مؤخرا عن منع السكر للمريض لان الخلايا السرطانية تتغذى عليه.

 

من جانبها أشارت دكتورة منال زكريا أستاذ علم النفس إلى أن التوعية الصحية فى مصر منخفضة، لذلك نجد أن هناك العديد من الأمراض شائع عنها أنها معدية ويخاف منها الناس مثل: الكانسر وعدد من الأمراض الجلدية، رغم كونها طبيا غير معدية، وهذا نتيجة لضعف الوعى ونقص المعلومات، ونحن مجتمع به نسبة الأمية مرتفعة، وهذا يترتب عليه عدم إلمامنا بالمرض وتبعاته وأثاره، وكلما نقصت المعلومات كلما نقص الوعى الصحى لدينا، وزاد تقويل الناس للمرض.

 

لافتة إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في تأثير عدم الوعي وما يتبعه من سلوكيات سلبية على أصحاب الأمراض غير المعدية، وتعامل الناس معهم مظهرين مشاعر الخوف والاشمئزاز وانه غير مرغوب فيه والقلق من انه سينقل لهم العدوى، وتوصل له هذا الإحساس، والمريض فى ظل هذا تسوء حالته أكثر، لانه اما ان يعتقد أن مرضه خطير نتيجة لردود فعل الناس حوله، وبالتالى يؤدى هذا إلى زيادة الحالة المرضية له، أو أن المريض لديه الوعى الكافى بحالته الصحية ومدرك انها غير معدية فان سلوكيات الناس ونظرتهم السلبية ستؤثر عليه وعلى صحته.

 

وأكدت أستاذ علم النفس أن الحالة النفسية لها دور كبير ومفعول سحرى على الحالة الصحية، وبينهما علاقة طردية، اى انه كلما كانت الحالة النفسية جيدة كلما تمكن المريض من المواجهة والمقاومة، قائلة: "الكثير منا يتعامل مع المرض بالإيحاء، فمنا من يشعر بالتحسن بمجرد زيارة الطبيب، ومنا من تدهور حالته نتيجة كلمة سلبية من أحد المحيطين به".

 

مختتمة حديثها بأن مواجهة هذا يكون برفع الوعى الصحى ومزيد من التوعية، من خلال برامج اذاعية وتلفزيونية مختلفة، ولابد أن تتطرق الدراما لهذا  لانها هى التى تدخل للبيوت بأسلوب مبسط، وتركز على مثل هذه الجوانب وانه عندما تعاملو هؤالاء المرضى بهذا الاسلوب يتأثرو بهذا الشكل "سلبا وايجابا".

 

اقرأ أيضا: جروبات الصحه علي السوشيال ميديا .." مريضه " 


 

ترشيحاتنا