الخرس الزوجى .. طلاق مع إيقاف التنفيذ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نسبة الطلاق فى مصر زادت بشكل واضح خلال السنوات الماضية، وهذه النسبة نتعرف عليها من خلال الوثائق والمستندات الرسمية المسجلة، ولكن هناك حالات انفصال ولكن دون إلقاء يمين الطلاق من الزوج على الزوجة، بل هو اتفاق بينهم على العيش سويا فى منزل واحد دون طلاق رسمى مُعلن، وهو ما يطلق عليه "الطلاق الصامت" أو "الخرس الزوجى"، هذا حال الكثير من الأزواج فى البيوت المصرية..


«بوابة الأخبار المسائى» رصدت بعض حالات الخرس الزوجى، للتعرف على أسباب اختيارهم لمثل هذا الوضع، دون الإقبال على الطلاق الرسمى..

 

أحمد محمود قال: "بعد زيادة المشاكل بينى وزوجتى قررنا الإنفصال دون القاءى عليها يمين الطلاق، وذلك من أجل الحفاظ على الأبناء، وعدم شعورهم بأى تغيير فى حياتهم، وأن الأب والأم يعيشوا تحت سقف واحد، وبالفعل أنا مسئول عن كافة طلبات المنزل، ولكن علاقتى بالزوجة لا يتعدى الحدث عن ما يحتاجه الأبناء فقط، ونحن حتى الآن نعيش بهذه الطريقة منذ 3 سنوات".


رضوى عيد أم لثلاثة أبناء قالت إنها بعد علمها بزواج زوجها عليها بعد 10 سنوات طلبت منه الطلاق، ولكن بعد مناوشات كثيرة بينهما وجدت أن الطلاق ليس القرار السليم، فعرضت عليه الإنفصال دون الطلاق الرسمى لدى المأذون، وكل شخص منهم يعيش منفصل عن الآخر ويتكفل الزوج بدفع كافة المصروفات فى المنزل، وكان هذا القرار بناءا على  التفكير فى حياة الأبناء، ويعيشوا فى وسط أب وأم فى منزل واحد.

 

قالت: "تراجعت عن فكرة الطلاق من زوجى بعد ما عرفت أنه اتجوز عليا ، لقيت نفسى هخسر كل حاجة، ولو وقفت أمام المحاكم هضيع وقتى، ومش هاخد المصاريف اللي هيحتجها أولادى، وعشان كده قررت إنى أتفق معه على الإنفصال ولكن بدون طلاق فعلى، المهم إنه يصرف عليا وعلى العيال، ويعيشوا بينا وخلاص".

 

المشاكل مستمرة
حاتم محمود بعد تفكيره فى الطلاق من زوجته بسبب تفاقم المشاكل بينهما، أعرض عنها وقررا العيش سويا تحت سقف واحد "عشان يربوا العيال وخلاص"، قائلا:"الحياة بقت صعبة بينى وبينها ومش قادر أكمل معاها، بس المشكلة فى بناتى، مش هقدر أطلقها عشانهم، لأنهم بنات ومحتاجين وجودى فى حياتهم، للأسف المشاكل كثير بينا، واتفقنا إننا نعيش تحت سقف بيت واحد، أمام الناس متزوجين وبينا وبين بعض منفصلين بدون طلاق، والمشاكل برضه مش بتخلص".

 

بدون دخل
"أنا مش بشتغل وأبويا وأمى متوفين، ومليش حد فى الدنيا غير ولادى بنتين وولدين، وبالرغم إنى مش مرتاحة مع زوجى، وبيضربنى ومتبهدلة، بس معنديش اختيار تانى غير أنى أقبل بالوضع وأعيش معاه بقية حياتى عشان خاطر عيون ولادى"، كانت كلمات مروة محمد التى تعانى من  معاملة زوجها السيئة، مؤكدة أنها تتحمل سوء معاملته "مضطرة استحمل عشان مليش مكان تانى ولا عندى مورد مادى اقدر أعيش به".

 

عروسة على وش جواز
حنان محمد لا تختلف كثيرا عن الحالات السابقة، ولكن بدون قرار واضح بين الزوج والزوجة تحولت حياتهما لإنفصال كامل بفعل الحياة الصعبة، متزوجون من 35 سنة، ولكن الحياة توقفت بينهما منذ 14 سنوات.

 

قالت: "اتجوزت من 35 سنة، وكنا عايشين حياة عادية، وكان فيه مشاكل بينا كتير، وكانت بتزيد مع الحياة وضغوطها، خاصة المشاكل المادية، ربنا رزقنى بولد وبنت، والحمد لله ابنى اتجوز وخرج من البيت، وأنا عايشه مع أبوهم عشان بنتى عروسة وعلى وش جواز، ومقدرش أتطلق عشانها، ولو جالها عريس ووجد أم وأب منفصلين، هيقول أنها خارجة من بيت مش مستقر، وربنا يقوينى وأفضل مستحملة العمر كله عشانها، احنا دلوقتي بقالنا 14 سنة مفيش حياة بينا".

 

10 سنين بهدلة
بسمة عبد الله انفصلت عن زوجها بعد 10 سنوات زواج، قالت:"أنا استحملت كتير من المعاملة السيئة من زوجى، إهانات وضرب وقلة قيمة، ومقدرتش أكمل معاه واتفقنا على الطلاق، بس بشرط أفضل موجودة فى البيت مع ولادى، ووافق على كده ولكن وهو متكفل بكل مصاريفنا، والبيت بيت عيلة فرجع يعيش مع أهله، ويتابعنا من غير ما يعيش معانا تحت سقف واحد".

 

 قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن إن عقد الزواج الصحيح يوجد به حقوق للزوج وحقوق للزوجة وحقوق للزوجين، مؤكدا أن حق الزوجة فى النفقة عليها من الزوج والمعاشرة، "وعاشروهن بالمعروف"، وحق الزوج فى طاعة الزوجة له والمعاشرة بالمعروف "وقرن في بيوتكن".


وأكد كريمة قائلا: "مااستفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى من زوجة صالحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته أو حفظته في نفسها وعرضها".

 

وأضاف كريمة أنه في بعض الحالات والملابسات يجوز الاتفاق على المعيشة فى مكان واحد دون المعاشرة الزوجية، وكانت السيدة سودة بنت جمعه رضي الله عنها وهبت ليلتها للسيدة عائشة رضى الله عنها، واكتفت بشرف أنها زوجة النبى صلى الله عليه وسلم بشرط عدم الإضرار فيحرم على الزوج أن يمسك زوجته ضرار ويتركها كالمعلقة.

 

وأضاف قائلا: الأصل أن تكون المعيشة كاملة، ولكن إذا كانت الظروف تقتضى الإنفصال دون طلاق فلا مانع.

 

اقرأ أيضا: "مناهضة العنف ضد المرأة وارتفاع نسبة الطلاق" في ندوة بثقافة المنيا


 

ترشيحاتنا