«السرد العربى» يناقش الرواية المشتركة «سردار قاسم»

جانب من المناقشة
جانب من المناقشة

عقد ملتقى السرد العربى أمسية ثقافية ناقشت لأول مرة رواية مشتركة حملت عنوان  "سردار قاسم " منصف الفقراء للروائيين العراقيين  هيثم نافل والى والكاتبة  نهاية اسماعيل بادى حيث تناول الروائيين  فى أكثر من ٣٠٠ صفحة قصة حياة الزعيم العراقى عبد الكريم قاسم اول حاكم عراقى بعد الحكم الملكى 
أدارت الأمسية والحوار  الكاتبة القصصية عزة عز الدين.
ويقول الدكتور حسام عقل الناقد الادبى، إن الحبكة الدرامية بالرواية  شديدة التميز تشبه الملاحم الأغريقية القديمة  وقد نجح الرواى فى إظهار الجوانب إلانسانية فى شخصية البطل الأشكالى الذى يحاول تحقيق العدالة الاجتماعية فى مجتمع ملئ بالزيف ليغدر به فى النهاية أقرب رفيق له فى رحلته التى بدأت منذ طفولته وحتى توليه الحكم   حيث أستخدم الكاتبين تقنية الرواى العليم الذى يكشف نهاية الحدث قبل أن يقع ويتنبأ بما هو قادم.

وأشار عقل إلى إن أهم الجوانب فى تلك الرواية  الزخمة بالاحداث التركيز على "ملح الارض " أى البسطاء من الناس وهموم المواطن العراقى والتى تتشابه مع كافة الشعوب العربية وكيف كان الزعيم السياسى عبد الكريم قاسم مهتم بتلك الطبقة البسيطة محاولا تحقيق العدالة الاجتماعية لها.


وأوضح عقل أن الكاتبين استطاعا أن تكون روايتهم لمن يقرئها وكأنها كتبت بقلم واحد ومؤلف واحد كما قام الكاتبين بنحت مفرادات من معجم طازج وجديد فى أداء لغوى رشيق حيث تلاعب الكاتبين فى القصة بشبكات الضمائر وتغيير الراوى فى كل مرحلة بالرواية ليجد القارئ الحدث أمامه بمنظور  مختلف يقرئه بأكثر من رؤي متعددة  الجوانب كذلك استطاعا الكاتبين من توضيح تفاصيل الحالة الجسدية لأبطال القصة والبعد الاجتماعى لهم فى اسلوب حمل كثافة غنائية فى اللغة أشبه بالأعمال النثرية فى بعض مقاطع الرواية.
وقد أخذ عقل على الرواية العناوين الفرعية الطويلة والتى تعيق مائية النص وتدفقه كالصخور التى تعيق سريان النهر كذلك التوضيح الزائد  من قبل الكاتبين  فى بعض الأحداث حيث كان يجب على الراوى أن يترك للمتلقى فرصة  لإعمال فكره فى تنبأ  الأحداث  . 
ويقول الكاتب السعودى  أحمد الشدوى  أن الروائيين  حققا نجاح كبير فى تقديم سرد راوئى متناغم بشكل لن يستطيع القارئ أن يجد اى اختلاف بين سرد الاثنين معا حيث قدما رواية مشتركة فى لغة فائقة الإنسانية عميقة ولغة احترافية غير تقليدية ويعد هذا العمل استعادة لأحداث الماضى فى واقع لا يخلو من أضافة رؤية الكاتبين حيث لا يعد عمل تاريخى بالصورة المتعارف عليها كذلك جاءت غنية بالتشبيهات الكثيرة والتى جعلت القارئ وكأنه يشاهد الحدث لا يقرأه فقط 
وتقول الكاتبة والناقدة نيهال القويسنى أن الكتابة المشتركة قليل ما نشاهدها فى الوسط الادبى خاصة بهذا الشكل المتكامل و كأنك ترى مؤلف واحد للرواية ولا تعرف أى منهم كتب هذه الأحداث  وهذا يوضح مدى التفاهم الوجدانى بين الكاتبين كذلك الرواية لا تدخل فى الإطار التقليدى أو التاريخى ولا الذاتى ولكنها خليط من كل هذا فتستطيع أن نقول عليها رواية تاريخية بمذاق إنسانى ولغة سردية تشف عن رؤية وجدانية عميقة لنكتشف عند قرأتها بنمط غير تقليدى من الأعمال الأدبية. 
ويقول الاديب سيد فاروق أن الرواية كتبت بلغة احترافية كبيرة فى درب السرد القصصى وقد يرجع هذا لأن الكاتبين سبق لكل منهما تقديم أعمال أدبية منفصلة إلا أن هذا العمل جاء شديد الخصوصية فى لغة شاعرية اقرب للنثر.. ولأن الكاتبين من العراق ولكنهما  مقيمين حاليا فى  ألمانيا منذ فترة طويلة فالهاجس الذى سيطر على الرواية عراقى خالص لذلك قدما عمل كشف العديد من الجوانب الخفية فى حياة الزعيم العراقى عبد الكريم قاسم ولكن فى إطار سردى رفيع المستوى يأتى  من منظور حنينهم للوطن .
 سبق للكاتب هيثم صدور مجموعة قصصية عام ٢٠٠٥ بعنوان نتاج السنين ومسرحية عام ٢٠٠٧ تحمل عنوان الشك وأشياء أخرى وعام ٢٠٢١ رواية أنهر بنت الرافدين كما نشر للكاتبة نهاية اسماعيل رواية سراب عام ٢٠٢٠ ورواية تحت غطاء الرب عام ٢٠١٧ .. شارك فى  المناقشة  الفنان والممثل ياسر على ماهر والكاتب عبد الرحمن الراوى  و مجموعة من الأدباء والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي.

 

ترشيحاتنا