بيزنيس إعلانات الأدوية تتصدر فوضى قنوات بير السلم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تصدرت أزمة فوضى إعلانات القنوات الفضائية الِأدوية مجهولة المصدر بدعوى أنها تعالج الكثير من الأمراض، الساحة الإعلامية خلال الأيام الماضية، وذلك بعد القبض طبيب «الكركمين» الذي يُتهم فيها مُعالج بالأعشاب بـ«الغش، وانتحال صفة».


فالعديد من القنوات الفضائية غير المرخصة والتي تبث عبر ترددات وأقمار صناعية غير مصرية، والتي يتم توصيفها إعلامياً بأنها «قنوات بئر سلم» العديد من الإعلانات الطويلة المروجة لمنتجات ومستلزمات طبية ودوائية ومنزلية مجهولة المصدر وغير مرخصة من الجهات المعنية.


وبالرغم من مناشدة نقابة الأطباء في عام 2018 المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عبر مذكرة تضمنت المطالبة بتقنين هذه الأوضاع بتطبيق نصوص القانون رقم 206 لسنة 2017 الخاص بالإعلان عن المنتجات الطبية، وعدم السماح بظهور الأطباء عبر الشاشات إلا بعد التأكد من هويته ودرجته التخصصية إما بتقديم وثيقة صحيحة بذلك أو عبر الاتصال بنقابة الأطباء للتأكد من درجته التخصصية وأنه طبيب وليس أحد أعضاء الفريق الطبي، وعدم عرض إعلان للطبيب عن نفسه سواء بعرض تليفوناته أو مكان الوصول إليه، فضلًا عن عدم الاستعانة بحالات المرضى في البرامج للشرح أو للترويج لإنجازات طبية، ومنع ظهور الاطباء بملابس العمليات في البرامج.

اقرأ أيضا: الجروبات الاجتماعية على مواقع التواصل.. تدمير لحرمة البيوت

وحظرت لائحة آداب مهنة الطب، الصادرة بقرار من وزير الصحة رقم 238 لسنة 2003 بتاريخ 5 سبتمبر 2003، في الباب الثاني مادة "8"، الأطباء من السماح باستعمال أسمائهم في الترويج للأدوية والعقاقير، أو لأي أغراض تجارية على أي صورة من الصور، بالإضافة إلى حظر إجراء استشارات طبية عبر الاتصالات الهاتفية.

الدكتور أسامة عبد الحي وكيل النقابة العامة لأطباء، يقول لبوابة أخبار اليوم، إن النقابة تحاول وقف إعلانات الأدوية على قنوات الفضائية والتي يطلق عليها قنوات "بير السلم" وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان والمجلس الأعلى للإعلام، ولكن حتى الآن يتم فقد السيطرة على وقف الإعلانات وأصبح المجال مفتوح لأي شخص يمكن الإعلان عن أي دواء دون التحقق من التراخيص وتسجيله في وزارة الصحة.

وأضاف عبد الحي إنه بحكم الدستور المسؤول عن منع إعلانات الأدوية وزارة الصحة، والنقابة دورها رصد والإبلاغ  فقط، واصفاً الوضع الحالي بـ "المهزلة الطبية" حيث باتت الأعشاب تباع على إنها أدوية واستخدام النباتات دون رقيب من قبل التجار.

فيما أوضح الدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن الأدوية التي تذاع عبر القنوات الفضائية والتي تبث عبر أقمار صناعية خارج مصر، مجهولة المصدر وغير مسجلة ويتم تصنيعها تحت بير السلم.
ونوه عوف إن الشعبة بترصد جميع  الأدوية التي يتم الإعلان عنها وتحقق من مصداقيتها من خلال التواصل مع هيئة سلامة الغذاء وهيئة الأدوية المصرية ومع حماية المستهلك، ولكن وجود السوشيال ميديا والانتشار الواسع للقنوات الفضائية سهل من عملية ترويج ونشر مثل أدوية «الكركمين» وأدوية التخسيس وعلاج المفاصل والعظام.

وشدد رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، على إن هذه الأدوية تسبب مشاكل مباشرة في الكلى والقلب والكبد.

ويقول محمود فؤاد مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن منذ عام 2008 ويتم الترويج عبر الفضائيات لبيع الأعشاب على أنها أدوية ولكن في الآونة الأخيرة انتشرت بشكل مبالغ فيه بسبب الانتشار الواسع للقنوات الفضائية الغير مراقب عليها من الحكومة المصرية وبثها من الخارج، بالإضافة إلي السوشيال ميديا وسهولة الإعلانات من خلالها والوصول لأكبر عدد من المستهدفين.

ويضيف فؤاد إن الإعلانات عن الدواء عبر القنوات الفضائية جريمة مجرمة دولياً ويجب الحد منها عبر تغليظ العقوبات ونشر برامج توعوية، متسألاً عن دور وزارة الصحة من هذه الظاهرة التي تفشت جميع القنوات الفضائية قائلاً: " هل دور وزارة الصحة رعاية المهرجانات السينمائية والغنائية فقط، لماذا لا تهتم بملف النباتات الطبية والأعشاب التي تباع وكأنها أدوية سحرية في علاج الأمراض".

ويوضح مدير المركز المصري للحق في الدواء، إنه تم رصد 68 قناة حتى الآن يتم من خلالهم إذاعة 77 دواء بعضهم مجهولي المصدر  والبعض الأخر مسجل لدى هيئة سلامة الغذاء ولكن تحت بنود أخرى كمكملات غذائية وفيتامينات ولكن يتم ترويج عنهم عبر شاشات الفضائية بشكل مُغاير للحقيقة وكأنه دواء سحري مثل " إبليكس" فهو مسجل رسمياً لدى هيئة سلامة الدواء ولكن تحت مكمل غذائي ويتم بيعه للمواطنين على أنه دواء للتخسيس ويعد هذا تزوير وجريمة يعاقب عليها القانون.

متابعاً إن بعض القنوات المصرية الكبيرة  تتورط في هذه الأدوية تحت وطأت البحث عن الإعلانات وجمع الأموال بأي طريقة مما يدفعها إلى قبول إعلانات أدوية دون معرفة مصادر هذه الأدوية وتحت أي مظلة تنتمي إليها وسواء كانت مسجلة أم لأ، حيث يصل سعر بيع الفقرات لصالح الإعلان عن تلك الأدوية مجهولة المصدر إلي 65 ألف جنيه، ويتحدد السعر وفقاً لأسم القناة ومدة الفقرة، ويظهر المعلن " خبير" على أنه طبيب ليتحدث عن فوائد الدواء وبعضهم قد يكون خريجي كليات التربية أو كليات علوم وكليات زراعة، ويتم إدخال مكالمات معدة سلفاً لإيهام الناس بنجاح المنتج وفعاليته.

ويشير فؤاد إلي إهمال ملف النباتات الطبية في مصر  والذي يعد ملف مهم قد يجلب استثمارات بالمليارات وسوق جديد للعمل، ولكن وزارة الصحة المعنية به  أهملته حتى سيطر عليه تجار الأعشاب دون معرفة ما النبات الطبية والأعشاب صالحة للإستخدام في الأدوية.

أما عن أكثر الأدوية التي يتم الإعلان عنها، كانت أدوية التخسيس من أوائل الأدوية التي يروج لها عبر القنوات بسبب زيادة حالات السمنة في مصر، وبعض من هذه الأدوية تحتوي على مادة  السيروتونين المحظورة ويتم الإعلان عنها بشكل صريح وكأنها مادة طبيعية، ثم تأتي أدوية  لآلام المفاصل والعضلات والخشونة ثم أدوية علاج الخصوبة والإنجاب ثم المنشطات ثم الأدوية التي تزعم علاج السكر.


فيما أوضح الدكتور أحمد أبودومة عضو نقابة الصيادلة، إن القانون المنظم للدواء 127 لسنة 55 وتعديلاته حدد على وجه الدقة أن يكون بيع الأدوية والمستحضرات عبر الصيدليات، وجرم أي عملية تداول للأدوية في غير هذه الأماكن.

 

وتابع أبو دومة، إن في السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة بيع الأدوية في غير مواضعها الصحيحة عبر التطبيقات الإلكترونية وعبر صفحات التواصل الأجتماعي وقنوات الفضائية، مما جعلها غير خاضعة لأي تفتيش صيدلي أو تفتيش من وزارة الصحة ، مضيفاً إن نقابة رصدت إن حالات كثيرة من مرضى التي أستخدمت أدوية الفضائيات وتدهور حالتهم الصحة.

 

وحذّر جهاز حماية المستهلك من الإعلانات المضللة عن العقارات وأدوية لا تخضع لتسجيل وزارة الصحة وتعد أعشاب ونبات طبية معبأة في هيئة أدوية، حيث شملت قائمة الإعلانات المضللة «الكاتشوفا ديتوكس، اليوهارفا، كورس جراندرى أوشير، بروتين لوتيف مكمل غذائى، easy sexy للسيدات وbi penis للرجال، dearmalex، علاج السكرى، فينا فوار، مشروب كولاجين m.d، فيجور 2×1، sanyour ،gh ،dragon ،power horse vaigen.x ،rok، الجهاز الأمريكى سترونج هير، the big، كريم ستاركى، داكوتا كريم، acai berry ،blumb، سانس سيرف، ويفسيل، slimpro ،active ،black master، شاى أناناس دكتور مينك، أوزو، سينا ماس، skin traved creme، عشبة ابن على اليمنى، باور ماكس، pina ،straslax، جل conceive plus، زيت فيندر، جوهارد، mix pure ،goodbye prostate، لايت كير، h.p.t، تماجرا، باورميكس، كبسولات ريدبول، الزهروان، the secret ،de slim stomach b-compiex».

أقرأ أيضاً: خبراء يوضحون.. هل التبغ المسخن أقل ضررا؟

ترشيحاتنا