بيلاروسيا تتقمص شخصيتين في الحرب الأوكرانية

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو

تستضيف بيلاروسيا، الإثنين، مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، لكن المائدة التي سيلتقي عليها وفدا البلدين الجارين ربما ترتج بفعل هدير آلة الحرب.

 

ولا يخفي البلد السوفيتي السابق موقفه من الصراع الدائر على حدوده، فالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو حليف قريب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقبل أيام من بدء العملية العسكرية في أوكرانيا كان بصحبته في غرفة عمليات لمتابعة تدريب استراتيجي استخدمت خلاله صواريخ لها قدرات نووية.

 

وعبر الحدود البيلاروسية تدفقت الآليات العسكرية الروسية باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف، لكن لم يمنع هذا الرئيس لوكاشنكو للإعلان عن استعداده لاستضافة المفاوضات بين الجانبين.

 

ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقترح مينسك العاصمة البيلاروسية التي حمل اسمها اتفاق سابق بين الروس والأوكراني وأعلن بوتين سقوطه مع تحرك قواته باتجاه أوكرانيا.

 

ووقعت روسيا وأوكرانيا في العاصمة البيلاروسية مينسك الاتفاق الأول في 5 سبتمبر 2014، إلا أنه لم يتم الالتزام به، بل خرق بعد ساعات فقط على توقيعه بسبب المعارك التي دارت في إقليمي لوغانسك ودونيتسك في منطقة دونباس.

 

وتم التوصل إلى اتفاق "مينسك 2" في 12 فبراير 2015، وكان من المفترض أن تنهي اتفاقات مينسك للسلام الصراع في شرق أوكرانيا، لكنها لم توقف القتال ولم تحل الأزمة.

 

لكن لوكاشنكو تولى على ما يبدو مهمة إقناع زيلينسكي في اتصال هاتفي الأحد، من دون أن يمنعه ذلك من الحديث عن إمكانية نشر قوات بلاده في أوكرانيا دعما للعملية العسكرية الروسية.

 

وتعهد لوكاشينكو بتولي مسؤولية ضمان بقاء جميع الطائرات والمروحيات والصواريخ المتمركزة على الأراضي البيلاروسية على الأرض أثناء سفر الوفد الأوكراني واجتماعاته وعودته.

 

ومنذ بداية الحرب أعرب الرئيس الأوكراني عن قلقه من استهدافه شخصيا من قبل الجيش الروسي وهو تقدير شاركه فيه عواصم غربية عدة، حتى أن الولايات المتحدة اقترحت السبت الماضي استعدادها نقل زيلينسكي لمكان آمن للحفاظ على "السلطة الشرعية" في كييف.

 

ورفض الممثل الكوميدي السابق المقترح الأمريكي، وأصر على البقاء في عاصمة بلاده لقيادة العمليات العسكرية والدبلوماسية بنفسه.

وقال نائب وزير الداخلية الأوكراني، يفغيني ينين، إن المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني ستجرى صباح الإثنين بالتوقيت المحلي.

 

سطور في تاريخ بيلاروسيا


ومثلها مثل أوكرانيا ظلت بيلاروسيا حتى القرن العشرين، تفتقر للقدرة على خلق هوية وطنية مميزة لعدة قرون بسبب خضوع أراضيها الحالية لعدة دول مختلفة عرقياً، بما في ذلك إمارة بولوتسك ودوقية ليتوانيا الكبرى والإمبراطورية الروسية والكومنولث البولندي الليتواني.

 

وتشكلت الجمهورية البيلاروسية الشعبية بين عام 1919 بعد الثورة البلشفية التي قادها فلاديمير لينين وما لبثت أن أصبحت إحدى الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفيتي تحت اسم جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفيتية.

 

وتدين بيلاروسيا بحدودها التي نعرفها اليوم إلى أحكام اتفاق ألماني السوفيتي وضع في عام 1939 عندما منحت الأراضي التي أقيمت عليها الجمهورية البولندية الثانية للاتحاد السوفيتي.

 

الرئيس الروسي ونظيره البيلاروسي يتابعان تدريبات عسكرية استراتيجية 

 

وأعلن استقلال بيلاروسيا في عام 1991 عقب انهيار الاتحاد السوفيتي لكن لوكاشنكو الذي يتولى الرئاسة منذ 1994 حافظ على صلة وثيقة بسياسات الاتحاد السوفيتي الاقتصادية ورباط وثيق مع موسكو.

 

ويصنف جيش بيلاروسيا في المرتبة رقم 52 بين أقوى 140 جيشا في العالم، بحسب إحصائيات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي لعام 2022، حيث يصل إجمالي عدد جنوده إلى 445 ألف جندي، فيما تقدر قواته العاملة 45 ألفا.

 

وأعلن رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو، قبل يومين من العملية الروسية في أوكرانيا، أنه يجري العمل على تجهيزه بمنظومات صواريخ "إس 400" الروسية.

 

يصل عدد سكان بيلاروسيا إلى نحو 9.4 مليون نسمة بينهم نحو 5 ملايين نسمة قوة بشرية متاحة للعمل و3.7 مليون نسمة يصلحون للخدمة العسكرية، بينما يصل سن التجنيد سنويا أكثر من 103 آلاف نسمة.