“أسماك ثرثارة”.. الأسماك تتواصل بالأصوات

الأسماك تصدر اصواتا
الأسماك تصدر اصواتا

من المعروف أن العديد من الحيوانات تتواصل باستخدام الأصوات، إلا أن الأسماك ليست من بينها عادة، وبينما كنا نعلم منذ آلاف السنين أن بعض الأسماك تصدر أصواتا، لكن كان يُعتقد أنها كانت الاستثناء وليست القاعدة.

وتتحدى دراسة جديدة -نُشرت في مجلة علم الأسماك وعلم الزواحف “إكثيولوجي أند هربتولوجي” في 20 يناير الماضي- هذه الفكرة، وتقدم دليلا على أن هناك مجموعة كبيرة من الأسماك تتواصل باستخدام الأصوات، من خلال طرق تطورت على الأقل 33 مرة مميزة على مدار 155 مليون سنة.

 وكما ورد في تقرير لموقع “ساينس ألرت” أنه كان من المفترض أن الأسماك تعتمد في المقام الأول على وسائل الاتصال الأخرى، من إشارات الألوان ولغة الجسد إلى الإشارات الكهربائية. لكن الاكتشافات الحديثة أظهرت أن الأسماك لها جوقات (كورس) الفجر والغسق، تماما مثل الطيور. وتعد الشعاب المرجانية -على سبيل المثال – أماكن صاخبة بشكل مدهش، والعديد من مصادر الضوضاء فيها عبارة عن أصوات الأسماك.

السلوك الصوتي للأسماك

وقد قام فريق من جامعة كورنيل الأميركية بمسح عدد لا يحصى من الأوراق والتسجيلات الموجودة لتجميع معلومات شاملة عن السلوك الصوتي للأسماك، ومن خلال البحث في سجلات الأوصاف التشريحية والتسجيلات الصوتية، قاموا بتحديد العديد من السمات الفسيولوجية التي تسمح لمجموعة الأسماك ذات “الزعانف الشعاعية والتي تحتوي على أكثر من 34 ألف نوع حي حاليا- بإحداث هذه الأصوات بدون أحبال صوتية.

ومن الواضح أن هذا النوع من الأسماك لديه بعض الأشياء المهمة ليقولها، فقد اكتسبت هذه المجموعة من الأسماك القدرة على الكلام من بين 175 عائلة من الأسماك، وهي أسماك ثرثارة أكثر بكثير مما كان يعتقد، وكان من المرجح أن يتواصل ثلثاها بالصوت.

موسوعة لغة الأسماك

وجد فريق البحث أن الأصوات صدرت في ظل عدد من السياقات السلوكية المختلفة التي تشبه تلك التي تظهر في الحيوانات الأخرى، وفي البشر. من بين هذه الأصوات نداءات خاصة ذات صلة بالجنس والتكاثر، وتصنع الأسماك عادة ما يعرف بالأصوات العدائية في محاولة للدفاع عن مصدر غذاء أو منطقة نفوذ.

وتمتلئ موسوعة لغة الأسماك بالاختلافات في جمل مثل “ابتعد عني” و”اقترب مني” و”لا تلمس طعامي” و”هل يوجد أي شخص هناك؟”، ومع ذلك، فإن هذه السلوكيات ليست عامة عبر الأنواع أو العائلات المختلفة. وبدلا من ذلك، تشير مجموعة الأدلة إلى أن بعض الأسماك أكثر ثرثرة من غيرها.

وقد وجد الفريق علاقة قوية بين كثافة بيئة معينة ومستوى الاتصال الصوتي الذي يحدث فيها. فمن المرجح أن تتحدث تلك الأسماك التي تعيش في الشعاب المرجانية أو في نهر الأمازون، وهي الأماكن المكافئة للمدينة الكبيرة، أكثر من الأسماك المنفردة.

وفي حين أن هذه الدراسة تقدم دليلا على أن الأسماك أكثر تواصلا مما كان يظن في السابق، فإن عدم وجود دليل على السلوك الصوتي في عائلة أو نوع معين لا يعني بالضرورة أنها صامتة.

تطور الاتصالات الصوتية

استخدم العلماء 3 مصادر للمعلومات: التسجيلات الحالية والأوراق العلمية التي تصف أصوات الأسماك، والتشريح المعروف للأسماك، ووجد الباحثون عددا من التعديلات التي تسمح للأسماك بإصدار الأصوات بدون الاستفادة من الأحبال

كانت بعض مجموعات الأسماك أكثر ثرثرة من غيرها، وكان سمك “الضفدع” (Toadfish) وسمك “السلور” (Catfish) من بين أكثر المجموعات إسهابا. وقال رايس “الأسماك تفعل كل شيء. إنها تتنفس الهواء، وتطير، وتأكل أي شيء وكل شيء، وفي هذه المرحلة، لا شيء يفاجئني بشأن الأسماك والأصوات التي يمكن أن تصدرها”.

 

ترشيحاتنا