«سفراء المناخ» .. مشروع تنمية الوعى الثقافى لمواجهة التغيرات المناخية فى العالم

جانب من الفاعلية
جانب من الفاعلية

أكدت الدكتورة نهى سمير دنيا، عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، أنه يتم الاهتمام بإعداد أجيال قادرة على التعامل مع التغير المناخى، موضحة أن الكلية تضم 7 أقسام تخصصية فى مجالات عديدة هى «علوم أساسية بيئية – علوم هندسة بيئية – علوم زراعة بيئية – تربية بيئية – إعلام بيئى – إنسانيات بيئية – هندسة بيئية» .. جاء ذلك على هامش إطلاق كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، لبرنامج "سفير المناخ الصغير"، بالتعاون مع مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الإنساني ضمن فعاليات مبادرة المليون شباب متطوع للتكيف المناخي هو خطة طموحة لحماية الأطفال.

وصرحت عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية ورئيس برنامج سفراء المناخ، أن الكلية استضافت الأطفال المشاركين في المرحلة الجديدة من جامعة الطفل بأكاديمية البحث العلمي .

 وقالت الدكتورة نهي سمير دنيا، أن برنامج سفراء المناخ، هو البرنامج الرائد في أفريقيا والشرق الأوسط لإعداد سفراء المناخ المصريين والأفارقة، موضحة أن سفير المناخ الصغير سيكون من الأطفال الأكثر وعيا ومعرفة المناخ، وذلك لحشد طاقات المجتمع بمختلف فئاته لمواجهة التغيرات المناخية ودعم الدولة المصرية والقارة الإفريقية تجاه قضايا المناخ.

وأضافت د. نهى سمير دنيا، أن العالم يعيش الآن عصر التغير المناخى، وهو ما يستدعى ضرورة لزيادة الوعى البيئى بالقضايا المناخية، ويجعل من قضية التغير المناخى مادة أساسية على جميع المناقشات والدراسات، لافتة إلى أن الكلية لديها بروتوكولا مع وزارة البيئة، حيث تمثل الكلية الذراع الأكاديمى لوزارة البيئة، مؤكدة أن الكلية بها مركز للاستشارات والبحوث البيئية والذى يختص برصد التقييم البيئى.

وأوضحت عميد كلية الدراسات العليا والدراسات البيئية، أنه يتم الاهتمام برفع الوعى البيئى، حيث تم إطلاق بمبادرة سفراء المناخ، والتى شملت تدريب 500 مدربا أساسيا «tot» فيما يتعلق بمحاور قضية التغيرات المناخى، وأسباب ظهور التغيرات المناخية، وطرق التعامل، والتكيف مع الأوضاع الحالية، بافضافة إلى عرض تجارب الدول الأخرى، واحتساب البصمة الكربونية، وإعادة تدوير المخلفات وترشيد الاستهلاك للمياه والطاقة، بالشكل الذى يعمل على رفع البصمة الكربونية للمنشآت المختلفة، موضحة أن الكلية لديها تعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدنى لنشر الثقافة والوعى البيئى وأهمية التحول الأخضر باعتباره النظام الآمن فى الحياة.

وأشارت د. نهى سمير دنيا، إلى أن هناك عدة مبادرة تجريها الكلية داخل مدينة شرم الشيخ، وبالأخص داخل الفنادق، حيث يتم العمل على مساعدة فنادق المدينة لتتحول إلى صديقة للبيئة، وتهتم بالترشيد المناسب للطاقة والمياه، ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة للتحول الأخضر قبل حلول المؤتمر.

وأكدت أن وحدة التحول الأخضر الموجودة بالكلية بها نظام تكاملى لإعادة تدوير المخلفات، قائلة: ونتمنى أن يتم تعميم نظام الوحدة فى كافة المؤسسات التعليمية والجامعات، لإقرار النظام الأخضر والتنمية المستدامة فى كل مناحى الحياة.

وأشادت د. نهى سمير دنيا، بمشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدة أنها –أى العاصمة-، تعمل بنظام التنمية المستدامة ولها 3 مواصفات هى أنها مدينة ذكية، وصديقة للبيئة، ومرنة تقبل التغير بسهولة لمواكبة التقنيات الحديثة والتغيرات المتوقعة.

وأشارت إلى أن هناك بروتوكولا للكلية مع اتحاد الصناعات، لحساب البصمة الكربونية لجميع المصانع المسجلة بالاتحاد، والعمل على تقديم الحوافز اللازمة للمصانع صديقة البيئة، وفرض ضريبة للمصانع الملوثة للبيئة، على أن تجرى المسابقات اللازمة لاختيار المصانع صديقة البيئة.

ولفتت عميد الكلية إلى أنها تستعد لزيادة الوعى البيئى بقضايا التغير المناخى لدى العاملين فى المجال الإعلامى، ليتمكنوا من مناقشة قضايا التغير المناخى.

 

مناهج دراسية للأطفال لزيادة الوعى البيئى

وتؤكد الدكتورة هدى هلال، مدير وحدة التحول الأخضر بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، على اهتمام الكلية بإعداد جيل لديه الوعى الكافى بالقضايا المناخية، لافتة إلى أن الطفل هو قائد المستقبل، وأن غرس المفاهيم البيئية منذ الصغر له دلالته فى رفع الوعى لدى المواطن لإطلاعه على خطورة التغيرات المناخية على الحياة، وعرض التجارب اللازمة أمامه لاختيار ما يناسبه للتعامل مع التغيرات الطارئة على البيئة.

وأشارت د. هدى، إلى أن التخلص من المخلفات يكلف الدولة متوسط 18 مليون جنيه، فى الوقت الذى يمكن تحقيق عائد من خلال تدوير هذه المخلفات قد يصل لنحو 10 مليون جنيه.

وشددت على أنه يجب أن تستحدث وزارة التربية والتعليم فى مناهجها لتناول قضايا التغير المناخى، وأن تكون هناك مادة يتم تدريسها منذ المرحلة الابتدائية فيما يخص التغيرات المناخية، وحتى الجامعة باعتبارها القضية الأكثر أهمية خلال الفترة المقبلة.

وأشادت بفاعلية سفير المناخ، التى تستطيع من خلالها الكلية نشر الوعى والثقافة البيئية والتى تستهدف الحفاظ على البيئة من التغيرات الطارئة.

 

المصارف المسئولة تمول المشروعات صديقة البيئة

ويشير الدكتور علاء سرحان، الخبير الدولى لاقتصاديات البيئة بالبنك الدولى سابقا، إلى أن القطاع المصرفى له أهمية كبرى فى تمويل مشروعات التحول للأخضر، لمواجهة التغير المناخى، لافتا إلى أن هناك العديد من المصارف المسئولة، حول العالم أعلنت رفضها القاطع لتمويل المشروعات التى تؤثر بصورة سلبية على المناخ أو البيئة، لافتا إلى أن البنك التجارى الدولى فى مصر «cib»، أعلن اهتمامه بالاستثمار الأخضر، لإجراء الدراسات البيئية لضمان عدم تلويث البيئة.

وأوضح د.علاء أن جامعة عين شمس، هى الرائدة فى مجال تناول القضايا البيئية حيث أنشئت معهدا للبيئة فى أوائل الثمانينيات.

وقال سرحان: التواصل مع الأجيال أمر مهم فى القضايا الحياتية، فليس من حقى أن أستمتع وأستهلك وحدى خيرات الحياة، وألحق الضرر بالأجيال القادمة، ولابد من التواصل بين الأجيال، وهو أمر مهم جدا، لإصلاح ما أفسده الدهر.

 

المرأة .. الورقة الرابحة فى قضية التغير البيئى

وأوضحت المستشارة الدكتورة هالة عثمان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عدالة ومساندة المرأة، أن الاهتمام بقضايا المرأة والأسرة ينعكس بصورة كبيرة على المجتمع، لافتة إلى أنها تقوم بنشر الثقافة والوعى البيئى اللازم لمواجهة التغير المناخى.

وأضافت أن قضية التغير المناخى، أصبحت حديث الساعة، موضحة أن مؤسستها بدأت فى التأهيل الذاتى وإصقال درجة الوعى والثقافة والتدريب لدى أفراد المجتمع، وحثهم على المشاركة فى مشروعات تدوير القمامة من خلال البرامج والفاعليات التى تطلقها المؤسسة حيث يتم تدريب المرأة على سبل التحول الأخضر وطرق جمع القمامة، لتحقيق العائد الاقتصادى المناسب من خلال المشروعات البسيطة التى تنفذها المؤسسة، واستغلال البرامج والفاعليات لغرس السلوك البيئى فى نفوس النشء وحثهم على أن تكون البيئة نظيفة، وخضراء لتحقيق البهجة والراحة النفسية.

 

جامعة الطفل مشروع قومى ينمى الوعى والمعرفة

وأوضحت الدكتورة نهى الرافعى، منسق جامعة الطفل بجامعة عين شمس، ونائب مدير المنح والمشروعات بالجامعة، أن جامعة الطفل، عبارة عن مشروع قومى تموله وتتبناه أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، داخل 45 جامعة، مشيرة إلى أن جامعة عين شمس، من أهم هذه الجامعات.

وأضافت د. نهى الرافعى، أن طريقة التسجيل فى برامج جامعة الطفل، يتم عبر موقع الأكاديمية، حيث يخضع الأطفال لدراسة المناهج التى تتناسب وقدراتهم فى الكليات التابعة للجامعات المصرية ويكون متوسط الأعمار بين 9 : 14 سنة.

وأضافت د. نهى، أنه تم تنفيذ 3 مراحل منذ عام 2015 وحتى 2019 وتضمنت حوالى 500 طفل، وموضحة أنه الآن تستأنف المرحلتين الرابعة، والخامسة والبالغ قوامها 160 طفلا بالجامعة، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأنشطة التى يتم تدريب الأطفال عليها داخل عدد من كليات الجامعة منها «التربية النوعية، والعلوم، والصيدلة، والدراسات العليا والبحوث البيئية، والحاسبات والمعلومات، ومركز دعم الابتكار»، مؤكدة أنه يتم تبنى الأفكار الجيدة والقابلة للتنفيذ ممن خلال الجامعة، أملا فى أن تكون إحداها مشروعات قومية تستفيد منها البيئة والمجتمع.

ترشيحاتنا