«زراعة الأسطح» .. البديل الأمثل للتخلص من الكراكيب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

زراعة الأسطح أصبح من المشروعات الناجحة التى لاقت استحسان قطاع كبير من الجمهور، لأنه يقضى على وجود الكراكيب فوق الأسطح، وهو ما يجعل المنظر سئ، ويبعث على الطاقة السلبية، فهذه  الفكرة ساعدت على استغلال الأسطح بشكل ايجابى من خلال زرع أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه، وبالتالى يكون الإنتاج صحى ومعروف أساسه، وهو مايعانى منه المواطن حاليا من شراء منتجات مرشوشة وغير صحية، فضلا عن المنظر الجمالي الأسطح بدلا من انتشار العشش والكراكيب...

 

أنظمة الزراعة
أكد الدكتور محمد حسن باحث بالمعمل المركزى للمناخ الزراعى على أن زراعة الأسطح هى جزء مبسط لأنظمة الزراعة بدون تربة، وتم تبسيط نظام الزراعة وتحويلها لأنظمة بسيطة يتم زراعتها فوق الأسطح.

 

قال حسن إن النظام عبارة عن نموذجين، منها أنظمة مائية، وأخرى فى البيئات المختلفة أو ما يعرف "سابسكرين"، أنظمة البيئات تمثل ثلاثة أشكال، النظام الهرمى، والنظام المسطح "الفلات"، والنظام الجاردن "حدائق الجدار" وهذا النظام المواسير الخاصة به مركبة على الحائط وبشكل قائم.

 

الفكرة الرئيسية فى هذه الأشكال قائمة على أن يكون جدر النبات مزروع فى كوب صغير وجذور النبات تخرج من فتحات الكوب الصغير من أسفلها، والمياه لا تكون صافية، ولكن هى عبارة عن محلول مغذى، بها كل العناصر المغذية للنبات، كل لتر من "أ"+ لتر من "ب" على 100 لتر مياه، هذه التركيبة تعطى لنا درجة ملوحة لنمو النباتات تكون من 1 إلى 0,8  إلى 2 "EC" هذه الدرجة هى درجة النمو المُثلى أو درجة العناصر المُثلى لنمو قابلة لمحاصيل الخضروات.

 

وأضاف حسن قائلا: "الجدر عندما ينمو فى هذا الوسط من المياه يستطيع امتصاص العناصر الغذائية  التى يحتاج لها وينمو النبات فوق سطح التربة، ويتم أخذ المجموعة الخضراء من خلال المنطقة الموجودة خارج الماسورة، وهذا هو النظام المائى.

 

العناصر الغذائية
وأوضح حسن أن هناك نظام آخر، وهو أن يكون جدر النبات نما فى وسط حيز كبير من البيئة يستطيع النمو والحصول على العناصر الغذائية التى يحتاجها، وهذا النظام يُستخدم مع بعض المحاصيل التى تحتاج جدر كبير مثل الطماطم والفلفل والباذنجان والخيار، ويوجد نظام آخر ويسمى "نظام المراقد" وهى يتم فرد البيئة مباشرة به فى الترابيزة، وهذا النظام مناسب لزراعة الشبت والكسبرة والجرجير والسبانخ والملوخية.

 

وأكد حسن أن كل المحاصيل تصلح لزراعة الأسطح ، ولكن للشكل الجمالى نختار المحاصيل التى يكون الإنتاج الخاص بها اقتصادى، والزراعة على الأسطح لا تضر بالمنزل من ناحية الأحمال، والمتخصصين فى كليات الهندسة وخاصة قسم العمارة أكدوا أنه لا يوجد ضرر من ناحية كمية المياه، ولا تسبب أى أحمال على المنازل، مؤكدا أن هيكل النبات نفسه يكون هو السبب فى رفضه وليس النظام، مثل زراعة الباميه مثلا لا تصلح للزراعة فوق الأسطح لأنها عبارة عن شجيرة ومن الممكن أن تتسبب فى ضرر للأطفال فى حالة تواجدهم على السطح.

 

اقرأ أيضا: طرق الإستفادة من الكراكيب .. علم النفس يجيب

 

وقال حسن إن الخطوات المتبعة لنظام الزراعة على الأسطح هى معاينة المكان للتأكد من الإضاءة، من حيث المنازل المجاورة التى تحجب الشمس عن النبات، وفى حالة أن يكون المنزل قديم يفضل الزراعة بالأنظمة اليدوية، أى أن يكون الرى باليد، ويكون عبارة عن ترابيزة موجود عليها السيستم والرى للمحصول المغذى من خلال "جردل" يوضع تحت الترابيزة بعد الرى، وبذلك لايوجد أحمال، أما فى حالات أخرى يكون النظام أتوماتيك يكون من خلال خزانات توضع تحت الترابيزات، فتكون الخزانات هى الموجود بها الأحمال، فإذا كان المبنى قديم يفضل أن يكون يدوى.

 

بداية المشروع
قال محمد حسن الباحث بالمعمل المركزى للمناخ الزراعى إن المشروع بدأ من عام 1999  مع منظمة الفاو التى كانت تمول المشروع للوزارة وكليات الزراعة وحتى ٢٠٠٣، وبعد ذلك انتشر العمل بجهود الأهالى، كان وقت التمويل يتم إعطاء المواطنين مبالغ مالية ودورات وأنظمة بدون مقابل.

 

وأكد أنه لا يوجد الزام على الأهالى الرجوع لنا فى حالة رغبتهم فى زراعة الأسطح ، ولكن من يريد المعلومة الصحيحة نمده بكل مايريده، وبعد انتهاء تمويل الفاو من يريد زراعة سطحه يكون على حسابه الشخصى ويكون متكفل بدفع ثمن الدورة بالمركز إذا أراد الحصول عليها.

 

زيادة مستمرة
وقال محمد إن المشروع فى زيادة مستمرة ويوجد اقبال عليه، وأصبحت الطبقات المتوسطة والغنية هى التى تستهدف هذا المشروع، لأنهم نظروا له من الناحية البيئية والصحية، لأنهم يعرفوا كيفية زراعته، فيكون فى النهاية منتجه الخاص به ويعرف كيف يتم رشه، وتأكده من خلوه من المبيدات، وفى عامة ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ كان  أصحاب الفيلل والعمارات هم أكثر من يهتم بالزراعة على الأسطح.

 

مناطق تنفيذ المشروع
وعن أكثر المناطق التى تم تنفيذ المشروع بها، قال حسن إن هناك مناطق كثيرة تم عمل فيها المشروع وتقريبا كافة المحافظات، منها الشرقية والمنوفية وبنى سويف والوادى الجديد وقنا، تم عمل دورات تدريبية بها، مؤكدا أن المشروع أكثر انتشارا فى الحضر لأن الريف لديهم اكتفاء ذاتى من زراعة الخضروات والفاكهة، ويستغلوا الأسطح فى تربية الطيور، أما الحضر لديهم معاناة من رش الخضروات والفاكهة بالمبيدات، وأغلب المحافظات التى تم عمل المشروع به القاهرة والجيزة والإسكندرية.

 

اقرأ أيضا: زراعة الأسطح .. مبادرة شبابية للحد من التلوث

 

 

ترشيحاتنا