أمينة وفردوس وعزيزة وأمال .. تعرف على أسباب إختيارهن لتجسيد أمهات السينما المصرية 

أمال زايد
أمال زايد

 

 شخصية الأم في السينما المصرية كانت مؤثرة في الأحداث لدرجة يصعب معها إقصاءها عن البطولة، بل وانتزعت البطولات في عدد غير قليل منها مع أفلام فاتن حمامة وشادية، بعد أن اقتنع صناع السينما بأهمية دورها في المجتمع وأهليتها لتسليط الضوء على نماذج أخرى غير الإعتيادية لشخصية الأم.

وبعد أن كانت ضعيفة مستسلمة لزوج أو مجتمع مثلما حدث في فيلم "بين القصرين" مع أمال زايد، وفي "دعاء الكروان" مع أمينة رزق، ظهرت إمرأة عاملة ناجحة في عملها ومع أولادها مثلما حدث في "إمبراطورية ميم" للنجمة فاتن حمامة، أو تعرضت لمؤامرة حرمت على أثرها من ابنها حتى صار رجلا في "المرأة المجهولة" مع شادية، وقد اتقنت تجسيد دور الأم العديد من نجمات السينما نستعرضهن فى التقرير التالى. 

أمينة رزق أفنت عمرها فى الفن ولم تتزوج إلا أنها برعت فى تجسيد دور الأم، وكان لأمينة رزق رأي في ذلك عبرت عنه في تصريحاتها: "أن الموضوع متعلق بالإحساس فهناك أمهات لا يوجد لديهن إحساس الأمومة أما أنا فقد مارست الأمومة مع أبناء عائلتى"..وتعد أمينة رزق الأم الأشهر فى السينما المصرية التى تتشابه ملامحها مع أمهاتنا جميعا، وكانت واحدا من أبرز عوامل نجاحها فى تجسيد أدوارها ببراعة شديدة، وعرفت بالمرأة البسيطة المكافحة، التى لا تتخلى عن مبادئها رغم الحاجة، ويبدو أنها لم تنجح فقط فى أن تقنع المشاهدين بهذه الأدوار، لكن أيضا كان يشعر تجاهها بذلك كل من يتعامل معها خلف الكواليس، إذ كان يناديها الجميع "ماما أمينة"، ومن أشهر أفلامها "دعاء الكروان"، "بائعة الخبز"، "من الجانى"، "الشموع السوداء"، "العار"، و"المولد"، "السقا مات" و"قنديل أم هاشم" و"أعز الحبايب" و"بداية ونهاية". 

لقبت فردوس محمد بـ"أم السينما المصرية" فساعدتها ملامحها المصرية الخالصة، وطيبتها التى تميز أمهات مصر أن تنال هذا اللقب، فظهرت فى العديد من الأفلام بصورة الأم المثالية التى تفنى أيامها فى سبيل تربية أبنائها، ولعل أبرز مثال على ذلك فيلم "شباب امرأة"، حيث جسدت دور الأم التى تسعى لتوفير النفقات لنجلها الذى يسافر إلى العاصمة للالتحاق بالتعليم الجامعى، كما قدمت دور الأم البسيطة التى تسعى للحفاظ على حياة أبنائها الخاصة فى فيلم "عفريتة إسماعيل يس" فكانت طيلة أحداث الفيلم تسعى لإصلاح حياة نجلها الوحيد، وظهرت فى دور الأم الكفيفة التى على الرغم من عجزها تسعى لتربية نجليها وذلك فى فيلم "حكاية حب، هذا هو الحب، ابن النيل، الأفوكاتو مديحة" وكان دورها الأشهر فى فيلم عنتر ابن شداد وتجسيد معاناتها تضامنا مع مشكلة نسب ابنها عنتر خاصة مشهد معرفتها بخبر هلاكه. 

دخلت عزيزة حلمى الفن عن طريق إحدى جيرانها الفنانة زينب صدقى، التى عرفتها على المخرج حلمى رفلة، وكان أول أعمالها سنة 1946 فيلم قبلنى يا أبى وجسدت من خلاله دور أم وهو أول دور لها على الشاشة، لذا حصرها المخرجون فى دور الأم خلال مشوارها الفنى لتصبح الفنانة عزيزة حلمى، أيقونة الأمهات على الشاشة..عرفها الجمهور بدور الأم الذى برعت فى تجسيده خلال أدوار عديدة اتسمت فيها بالطيبة وساهمت ملامحها الهادئة بشكل كبير فى أن تقدم الدور بصدق شديد، ورغم أنها كانت من أعظم الأمهات فى السينما، إلا أنها فقدت ابنها الوحيد فى سن مبكرة، لتتجسد مشاعر الأمومة لديها على الشاشة فقط، ومن أشهر أفلامها "ظلمونى الناس"،"زمن حاتم زهران"، و"الرقص مع الشيطان، كفانى يا قلب. 

تركت آمال زايد علامة مميزة وبصمة حقيقة عن شخصية الأم المصرية فى السينما، وذلك من خلال دورها المميز فى فيلم "بين القصرين"، فتعد هذه الشخصية الأقرب لواقع الأمهات الطيبات المصريات اللاتى يعانين من تسلط الأزواج مع الزوجات والأبناء، لكنها على الرغم من ذلك تسعى لتكون الجانب العكسى لشدة الآباء، وتحتضن أبناءها هذا الدور المحفور فى ذاكرة الجماهير، كما أجادت تجسيد دور الأم المغلوب على أمرها فى فيلم شىء من الخوف بطولة شادية ومحمود مرسى وإخراج حسين كمال. 

أجادت زوزو ماضى تجسيد دور الأم الأرستقراطية لملامحها التى تؤكد ذلك، وكان ذلك فى أفلام نادية، الأبرياء، شباب فى العاصفة، مضى قطار العمر.. ويعد دور الأم من الشخصيات القليلة التي قدمتها زوزو نظرا لاستسهال المخرجين في اختيارها لتجسيد شخصية سيدة أعمال أنيقة ومحط أنظار الرجال للارتباط بها مثلما حدث في فيلم "سكر هانم"، أو المرأة التي تستغل علاقاتها لتحقيق مكاسب خاصة مثلما حدث في فيلم "سيدة القصر"، إذ أن صناع السينما لم يسعوا لتقديم شخصية الأم على أنها قوية أو جريئة أو مستقلة. 

جسدت القديرة "شادية" دور الأم فى فيلم المرأة المجهولة التى تحرم من ابنها حتى يصبح رجلا، وجسدت دور الأم الشابة والأم المسنة فى نفس الفيلم ونالت تقدير الجمهور والنقاد معا، ويعد هذا الدور علامة فى مشوار شادية الفنى، كما أغرى الدور الفنانة شهيرة لتكرار الدور فى فيلم وضاع العمر يا ولدى وفى فيلم لا تسألنى من أنا جسدت شادية دور الأم المضحية التى تضحى بانتساب إحدى بناتها لها حتى تستطيع أن تنفق على أخوتها الباقين ورغم ذلك تجد الحيلة بأن تعمل خادمة لتكون قريبة من ابنتها.         

جسدت الفنانة فاتن حمامة دور الأم التى تتحمل مسئولية تربية أبنائها الستة بجانب عملها فى وزارة التربية والتعليم، ومع نمو الأولاد تزداد مشاكلهم، وتزداد معها أعباء والدتهم فى التربية، خاصة مع وصول أغلبهم لسن المراهقة، فتتوتر العلاقة بينها وبينهم، نظرا لارتباطها بقصة حب مع رجل أعمال وتضحى من أجل أولادها على حساب مشاعرها، فهى كانت الأم التى تتسم بالحب والعطاء والتضحية. 

وأحدث الأمهات نجاحا كانت "ماما كريمة" الاسم الذى كان يناديها به الجميع خلف الكاميرا، إذ تعد الفنانة كريمة مختار أهم من جسدن دور الأم على الشاشة، بتلقائية شديدة جعلت منها أما للملايين سواء من جمهورها أو ممن تعاملت معهم داخل الوسط الفنى، وتعبر عن العديد من الأمهات داخل المجتمع المصرى، بكل التفاصيل المتعلقة بشخصية الأم، وبذلك تبقى كريمة مختار أصدق أم على الشاشة، واشتهرت أيضا بأسماء عديدة منها "ماما نونة" وهو الدور الذى قدمته فى مسلسل "يتربى فى عزو" أم النجم يحيى الفخرانى ضمن الأحداث، وأيضا لقبت بـ"أم العيال" بسبب دورها فى مسرحية "العيال كبرت".ويعد أشهر الأفلام التى قدمتها النجمة كريمة مختار "نحن لا نزرع الشوك" "وبالوالدين إحسانا" و"يا رب ولد"، "سعد اليتيم"، "مهمة صعبة"، و"الفرح". 

 

ترشيحاتنا