يعمل خبراء في أحد مراكز الأبحاث العلمية في دبي على مدار الساعة لاستنساخ الجِمال بعدما زاد الطلب عليها في ظل رغبة كثيرين باقتناء حيوانات مميّزة قادرة على حصد الجوائز في مسابقات جَمال الإبل.

وقد لا ينعم كل جَمل بالشفتين المثاليتين والرقبة الطويلة الأنيقة، لذا يمكن للزبائن الأثرياء استنساخ أفضل الجِمال لديهم بأخرى مطابقة لها تماما.

وفي مركز التكنولوجيا الحيوية الإنجابية في دبى ينكبّ العلماء على أبحاثهم بينما تتجوّل عشرات الجِمال المستنسخة في الخارج.

وقال المدير العلمي للمركز نزار واني لوكالة فرانس برس “لدينا طلب كبير على استنساخ الإبل لدرجة أننا لا نستطيع مواكبته”.

لكن “ملكات الجَمال” ليست المحرك الوحيد للرغبة في الاستنساخ، إذ أن العديد من الزبائن يتطلعون أيضا لامتلاك الإبل السريعة أو الجِمال التي تنتج كمّيات كبيرة من الحليب.

وينفق الزبائن الأثرياء ما بين 200 إلى 400 ألف درهم (54500 دولار إلى 109000 دولار) للاستنساخ.

ويتم عرض الجِمال في حلبات سباق في جميع أنحاء المنطقة ويجري تفحصها من قبل خبراء، في مسابقات تخيّم عليها أحيانا فضائح استخدام عمليات التجميل على الإبل المشاركة فيها.

وتُعرف الجِمال باسم “سفن الصحراء”، وكانت تستخدم في الماضي للتنقّل عبر رمال شبه الجزيرة العربية، حتى أصبحت رمزا تقليديا للخليج.

واليوم، بعدما تمّ استبدالها بسيارات الدفع الرباعي التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود كوسيلة نقل رئيسية، أصبح يتم استخدامها في المسابقات وفي إنتاج اللحوم والحليب.

في الإمارات، بات الطلب على اقتناء الإبل “الخارقة” في عيادات الاستنساخ وهي المرافق الوحيدة من نوعها في الخليج، كبيرا لدرجة أنّها طوّرت تقنيات جديدة لمواكبة الطلب إلى جانب تقنية الاستنساخ.

وتضع إناث الإبل مولودا مرة واحدة فقط كل عامين، مع فترة حمل تمتدّ على 13 شهرا. لكن هذه العيادات تستخدم تقنية نقل الأجنّة لزيادة عددها.

وتجمع الأجنّة من الإناث بعد سبعة إلى ثمانية أيام ثم يتم وضعها في أمّهات بديلات، وهي حيوانات عادية جدا. فالأمهات يحملن الصغار حتى نهاية الحمل، وبدلاً من إنجاب صغير واحد في كل مرة، يمكننا إنتاج إبل كثيرة”.

والاستنساخ ليس حكرا على أولئك الذين يريدون امتلاك الإبل المميزة فقط. ففي بعض الأحيان، يرغب الزبائن ببساطة في استنساخ حيوان محبّب لديهم بعد نفوق مفاجئ.