بعد رفعه من التصنيف الإرهابى

الجامعة العربية تتحدي التهديدات الإسرائيلية ضد حزب الله وتعلن تعاونها مع كل الفصائل اللبنانية

خلال لقاء السفير حسام ذكى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله
خلال لقاء السفير حسام ذكى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله

ناصرت جامعة الدول العربية  دولة لبنان ضد التهديدات الإسرائيلية بشن حرب عليها وتحويلها إلى العصر الحجرى حسب تصريحات المسئولين الإسرائليين المتطرفين ، وذلك برفع حزب الله من وصفه بالتنظيم الإرهابى الذى صدر من الجامعة العربية عام 2016 واستمر حتى رفعة بقمة جدة 2023  ، وذلك خلال اشتداد التهديد الإسرئيلى  المستمر بشن حرب واسعة النطاق  ضد حزب الله الذى  يناصر قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بعد هجمات السابع من أكتوبر ، فى الوقت الذى يستمر فيه حزب الله  بشن ضربات المقاومة ضد قوات الإحتلال الإسرائيلى فى مناطق مزارع شبعا اللبنانية المحتلة والضربات الصاروخية التى وصلت شمال إسرائيل .

 

وأعلنت جامعة الدول العربية عن ذلك من خلال إيفاد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير حسام ذكى الأمين العام المساعد ، إلى لبنان ولقائه كافة المسئولين من الأطياف اللبنانية بما فيهم رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب اللبناني ، معلناً من داخل بيروت أن الجامعة العربية لا تصف حزب الله بالتنظيم الإرهابى وأنها تتعامل معه كفصيل سياسى ضمن التيارات السياسية الرسمية اللبنانية ، في توقيت يشهد تهديدات إسرائيلية رسمية بشن حرب شاملة ضد الجنوب اللبناني، وهو ما عده الخبراء  بأنه ضمن ترتيبات عربية لمنع تلك الحرب ودعم لجبهة لبنان الداخلية  ضد الغطرسة الإسرائيلية . وأنها رسالة عربية تضامنية مع دولة لبنان ضد التهديدات الإسرائيلية

 

وأوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، أن "الجامعة لا توجد بها قوائم تصنيف لمنظمات إرهابية"، مشيرا إلى أن "تسمية حزب الله بـ (الإرهابي) بدأت عام 2016، وأسقطت في قمة جدة عام 2023 فى ضوء عدة تطورات إقليمية".

 

وأضاف زكي، في تصريحات صحفية، في ختام زيارته الأخيرة للبنان كموفد باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن "قمة البحرين الأخيرة شهدت تطورات لافته، من بينها عدم صدور قرار بشأن موضوع التدخلات الإيرانية في الدول العربية"، لافتا إلى أنه "أبلغ رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب اللبناني بهذا الإيضاح خلال زيارته الأخيرة، وأوضح له كيف كانت تسمية (الإرهابي) تعيق تواصل الجامعة مع حزب الله".

 

وتابع ذكى : " أصبح هناك واقع جديد يمكن الأمانة العامة للجامعة أن تلتقي مع مسؤولي حزب الله على مستوى الكتلة البرلمانية وذلك في إطار مناقشة الوضع الراهن هناك ".

 

وأفادت الجامعة العربية، في بيان لها، بأن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية اختتم زيارة رسمية إلى لبنان موفداً شخصياً من أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، بهدف «تقديم تضامن مع لبنان وشعبه وبحث التصعيد في الجنوب اللبناني».

 

وأجرى السفير حسام زكي خلال الزيارة عدداً من اللقاءات مع كل من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، و«مشاورات مع القيادات السياسية والبرلمانية شملت مختلف مكونات الطيف السياسي اللبناني، إضافة إلى لقاء مع قائد الجيش جوزيف عون، وفق البيان ذاته.

 

وكان اللقاء الأبرز للسفير حسام زكي مع رئيس كتلة (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، وهو الاتصال الأول بين الجانبين منذ أكثر من عشر سنوات، بعد تصنيف الجامعة حزب الله في 2016  "منظمة إرهابية" .

وأكد السفير إبراهيم الشويمى مساعد وزير الخارجية الأسبق ، أن هذا التوجه من الجامعة العربية يأتي ضمن ترتيبات عربية جديدة لمنع أي اعتداء على لبنان، في ظل انقسامه، والتأكيد على وقوف الجامعة العربية ضد التهديدات الإسرائيلية ضد اللبنانيين و العدوان المستمر منذ تسعة أشهر على الفلسطنيين بغزة ، مؤكداً أن  حزب الله فصيل لبنانى رسمى له كتلة برلمانية فى مجلس النواب وحركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلى للأراضى اللبنانية والعربية وداعمة للقضية الفلسطينية  ، مؤكداً أن إزالة التصنيف ستخفف من حدة الانقسام، وقد تنهيه،  وتعزز المقاومة ضد التهديدات الإسرائيلية بغزو لبنان كما تبقى جبهة لبنان موحدة ضد أي اعتداء إسرائيلي محتمل». مشدداً أن «هذا يعطي فرصة لإسرائيل لمراجعة حساباتها لعدم تكرار ما فعلته في غزة بلبنان، وسينظر لذلك التوجه من تل أبيب على أنه موقف عربي موحد رافض لتلك الحرب أن تندلع».

 

وشدد الشويمى أن موقف الجامعة العربية يعد موقف عروبى قومى مع القضايا العربية ودعم المقاومة المشروعة ضد الغطرسة الإسرائيلية فى هذا التوقيت الحربى

 

وأوضح الشويمى، أن توقيت زيارة السفير حسام ذكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية والموفد من قبل الأمين العام للجامعة العربية ، لها دلالة سياسية وتضامنية ، خاصة أن الأمر يرتبط باحتمال شن إسرائيل حرباً ضد لبنان، ولا أحد يريد منح تل أبيب ذريعة بمزيد من العدوان .،  حيث تؤكد الجامعة العربية أنها لا تريد أن تمنح إسرائيل منفذاً لشن حرب على لبنان عبر ذريعة أن «حزب الله إرهابي»، و أن الموقف العربي يقف في صف منع اندلاع أي حرب جديدة بالمنطقة.

 

وحملت زيارة السفير حسام زكي عددا من الملفات الهامة التي بحثها مع المسؤولين اللبنانيين ومختلف القوى اللبنانية،  في مقدمتها فراغ   المنصب الرئاسي  وعدم توافق القوى السياسية على رئيس يتولى السلطة من أكثر من 19 شهرا، وكذلك ملف الأوضاع في جنوب لبنان في ظل زيادة التوترات بين حزب الله اللبناني  والاحتلال الإسرائيل.

 

وفيما يخص ملف فراغ المنصب  الرئاسي أكد السفير حسام زكي في تصريح له عقب لقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أن هذا الملف  في لبنان يعطل العديد من الملفات والأمور والموضوعات في الدولة اللبنانية، وأن حسم هذا الملف يحتاج للمزيد من التشاور بين السياسيين اللبنانيي، ولابد ان يكون هناك مساحة للسياسيين للتوصل إلى شخصيات أو شخصية واحدة لتولي هذا المنصب، وأن يكون لدى الجميع القدر المطلوب للمرونة كي تتقدم الأمور في لبنان.

 

 اما الملف الثاني الذي ركزت عليه زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى لبنان، هو الأوضاع في جنوب لبنان، وما أكد عليه السفير حسام زكي من أن اللقاءات والحوار مع الجميع في لبنان تركز على مناقشة الأوضاع في جنوب لبنان نتيجة الحرب الدائرة وكيفية الوصول إلى نهاية لهذا الوضع، لافتا إلى أنه تتم اللقاءات مع مختلف الأطراف والسياسيين اللبنانيين ورؤساء الكتل اللبنانية حتى يستطيع في نهاية الزيارة الوصول إلى خلاصة إيجابية في هذين الملفين.