محاولات أمريكية حثيثة لعدم التصعيد بين إيران واسرائيل

ارشيفية
ارشيفية

بعد ان ردت  ايران على اسرائيل  وبعد ان  استولت القوات البحرية الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني، علی سفينة حاويات تحمل اسم "MCS Aries"، وتديرها شركة مملوكة لرجل أعمال صهیوني يدعى "إيال عوفر"، بالقرب من مضيق هرمز.

يأتى ذلك ردا على تدمير غارة جوية إسرائيلية المبنى الملحق بالقنصلية الإيرانية المجاور للسفارة الإيرانية في دمشق  في الأول من أبريل الجاري ، وأسفر عن مقتل 16 شخصًا، من بينهم قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري. العميد محمد رضا زاهدي وسبعة ضباط آخرين في الحرس الثوري الإيراني، هل ستؤدي الحادثة إلى اشتعال حرب إقليمية في المنطقة.
والإجابة عن هذا السؤال يضعنا أمام معرفة ما يدور بذهن طهران عن مفهوم الثأر ، ومقولة أن إسرائيل  اجتازت الخطوط الحمراء ، وهل هي معنية بتجنب حرب إقليمية شاملة تجرها  إليها وتكلفها الخسائر؟. 

 ووفق التهديدات والتسريبات من إيران فإنها تدرس أو تفضل رداً مباشراً  اخر ضد إسرائيل، وليس بواسطة الوكلاء.

فعقب التوتر الناجم عن مقتل القائد في «الحرس الثوري» الإيراني في دمشق، محمد رضا زاهدي، خرجت وسائل إعلام إسرائيلية، بتساؤلات حول ما إذا كانت العملية «محسوبة ومدروسة بشكل سليم أم لا ».

وأكدوا علي إن «القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية كانت تعاني من تقدير ناقص للحدث، ومن دون قصد خاطرت بتحويل الحرب ضد (حماس) في غزة إلى حرب في الشرق الأوسط برمته.

ويري بعض المحللين أن غياب   القيادة الإسرائيلية الحكيمة أو المتزنة،  دائما  ما تركن إلي  قدرات  الولايات المتحدة على علاج الأزمة التي دائما ما تفتعلها إسرائيل ، على أساس أن الرئيس جو بايدن هو الداعم والحليف القوي لها الذي يقف إلى جانب الدولة العبرية، رغم إحباطه من قيادتها.

عدم الرد بقوة 

ويعمل بايدن على دفع الإيرانيين لعدم الرد على عملية الاغتيال الإسرائيلية، أو أن تقوم إيران بالرد  بضربة خفيفة يكون بمقدور إسرائيل تقبلها من دون رد. 

في الوقت الذي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية بإقناع  القيادة الإسرائيلية بعدم الرد أيضاً، وإن ردت فيكون ردها معتدلاً تستوعبه إيران، ولا يؤدي إلى اشتعال حرب إقليمية في المنطقة.

واستهدفت الرسائل الحازمة التي نقلتها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، ردع إيران عن الرد أو على الأقل تقليص حجمه، في محاولة لتهدئة التوتر في إسرائيل.

ويري البعض أن دعوات الثأر الإيرانية  انطلقت من كل منصة في إيران ، بحدة وحماسة فاجأت المسؤولين في إسرائيل».


كتب المعلق العسكري إسرائيلي، أن «الرد المتوقع على تصفية زاهدي كفيل بأن ينهي تقريباً 4 عقود من المواجهة السرية بين إيران وإسرائيل، وينقل الدولتين إلى مواجهة علنية من شأنها أن تتطور إلى حرب إقليمية». 

عمليات إغتيال سابقة 

يذكر أن هناك عمليات اغتيال سابقة نفذتها إسرائيل  ضد شخصيات رفيعة المستوي في إيران وانتهت برد إيراني محدود، مثل اغتيال رئيس المشروع النووي الإيراني البروفيسور محسن فخري زادة في 2020، وشخص رفيع آخر في «الحرس الثوري» قُتل في بداية الحرب.

في معظم هذه الحالات هدد المتحدثون الإيرانيون بالرد، لكن الأمر انتهى بمحاولات هجوم صغيرة نسبياً ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، لكن طهران هذه المرة بذلت جهوداً كبيرة للتوضيح بأنه جرى اجتياز الخطوط الحمراء، وأنها تنوي رفع السقف، وأنها استعدت لرد عسكري».

ويخشى الأميركيون تلقي إسرائيل ضربة تجبرها على الرد علناً داخل الأراضي الإيرانية، وأن يفتح ذلك المنطقة إلى معركة إقليمية يشترك فيها حتى «حزب الله» اللبناني.

ويواجه الدعم الأميركي لتل أبيب ظروفاً حرجة، بعد أن حولت الحرب في غزة إسرائيل إلى «دولة منبوذة»، إلى جانب احتمالات أن تؤدي الحرب المفتوحة إلى تداعيات اقتصادية وأمنية تخرج عن حدود الدولتين.