الساحة الجيلانية بالأقصر.. موائد لإفطار الصائمين وملتقى طلاب العلوم الدينية من آسيا وأفريقيا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

عبدالعزيز حمادي

وسط جبال مدينة «الطود» الشامخة فى جنوب الأقصر، عاش الكثير من العارفين والأولياء، ودُفن بعضهم فى نفس البقعة التى قضى فيها ما تبقى له من حياة، اختارها الشيخ «أحمد الجيلانى»، لتكون مكاناً لساحته لتصبح قِبلة لطلاب العلم والمعرفة وعلوم الشريعة، خاصة أن مؤسس الساحة كان مرجعاً لطلاب العلم من كل بلاد العالم فى المذهب المالكى، حتى لقّبه شيوخه وتلامذته بالمالكى الصغير، نظراً لغزارة علمه الذى ظل يدرِّسه لمحبيه حتى آخر أيامه.

الشيخ «أحمد الجيلانى»، توفّى عام 2014 عن عمر ناهز 91 عاماً، وشارك فى تشييع جثمانه الآلاف من الأهالى، فى واحدة من أكبر الجنازات فى الصعيد، التى غاب عنها الصراخ والعويل وغلبت الزغاريد، تنفيذاً لوصية مؤسس الساحة الذى أشرف وجهز مكان دفنه فى مدخل الساحة منذ تسعينات القرن الماضى، الذى تحول بعد وفاته إلى مزار لمريديه، حيث كان يحظى مؤسس الساحة بحب الجميع فى الأقصر والصعيد، نظراً لأدبه الجم وعلمه الغزير وعلاقته الطيبة بالجميع.

وبرغم وفاة الشيخ «الجيلانى»، فإن ما تركه من تسجيلات ومخطوطات لا تزال مرجعاً لطلاب العلم والشريعة، خاصة طلاب الأزهر الوافدين من دول إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، والكثير من الدول الأفريقية، والذين يقضون وقتهم فى تلقى العلم والمدائح والأذكار، ثم يبيتون بالساحة إلى حين الرحيل.

مؤسس الساحة الجيلانية له 4 أبناء ذكور هم الشيخ محمد، رائد الساحة الذى يحظى بمكانة كبيرة فى مصر بأكملها، والشيخ رضوان، والشيخ سلطان، والشيخ عبدالجواد الذين لا يبخلون بعلمهم الموروث عن أبيهم على طلبة العلم وزوار الساحة التى تأسست فى عام 1967 وافتتحت عام 1981، بحضور محافظ قنا الأسبق يحيى البهنساوى، وتضم الساحة التى تبلغ مساحتها فداناً ونصف الفدان، مسجدين، واحداً للرجال والآخر للسيدات، وسفرتى طعام تكفيان أكثر من 400 شخص، ومقام وضريح مؤسس الساحة الشيخ أحمد الجيلانى، وغرفاً لإقامة زوار الساحة، وعدة أماكن مجهزة تجهيزاً كاملاً لاستضافة الاحتفالات واستقبال الزوار. وتقيم الساحة 3 احتفالات رسمية وثابتة كل عام، فضلاً عن عشرات الاحتفالات الأخرى للاحتفاء بالمناسبات الدينية، من بينها الإسراء والمعراج والمولد النبوى ومولد مؤسس الساحة وموالد آل بيت رسول الله، أما الاحتفالات الرسمية الثابتة للساحة فتضم احتفالاً ثالثاً يوم عيد الفطر، وثالثاً يوم عيد الأضحى، والمولد النبوى الشريف، وفى العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث تقيم الساحة إفطاراً يجمع آلاف الصائمين الذين يأتون للساحة من عدة محافظات، ويفترش الصائمون الساحة والشوارع المواجهة لها فى تجمّع من أكبر التجمعات الدينية فى صعيد مصر.

«جمعة» و«الجفرى» أبرز الزوار.. ومجلس الذكر والإنشاد يبدأ بعد صلاة التراويح

الشيخ عبدالجواد الجيلانى، نجل مؤسس الساحة يقول: «والدى الشيخ أحمد الجيلانى كان يهتم بالعلم، لذلك كان علماء الأزهر والأوقاف وطلاب العلم يزورونه للاستفادة من علمه، خاصة فى علوم المذهب المالكى، ومن أشهر الشخصيات التى زارت الساحة والتقت بمؤسسها الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، الذى تناقش مع والدى فى الأمور الفقهية، كما التقى والدى بالحبيب على الجفرى، والكثير من العلماء».

وعن الأيام التى تفتح فيها الساحة أمام الزائرين، أكد أنها مفتوحة للزائرين طوال أيام الأسبوع، ويوم الجمعة يُجهز الطعام لتقديمه للوافدين، لافتاً إلى أن أكبر تجمع يكون فى الإفطار السنوى الذى يحضره عدد كبير من القيادات الشعبية والتنفيذية وآلاف المحبين وأبناء الساحة وعقب الإفطار وصلاة التراويح، تبدأ قراءة القرآن وإنشاد المادحين ثم يقدم بعض العلماء دروساً دينية، احتفالاً بتلك المناسبة، إضافة إلى إقامة مجلس ذكر بعد صلاة التراويح يومياً، وقراءة الأذكار.