حالة من الجدل فجرها مسلسل القضية 404 والذى شارك فيه ما يزيد عن 24 بطلا من الاشخاص ذوى الإعاقة بعد عرضه على شاشة احدى القنوات الفضائية خاصة انه أول مسلسل في الوطن العربي ناقش قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة من منظورهم وأفكارهم وعالج التحولات التي يمرون بها كما أنه أول مسلسل درامي من نوعية الـ15 حلقة الذى يشارك فيه هذا العدد من الابطال من الاشخاص ذوى الإعاقة جنبا الى جنب بعض ابطال العمل من الفنانيين والممثليين من غير ذوى الإعاقة وعمل على كسر قيود الاعاقة فى الابداع الفنى
وتساءل متابعوا العمل كيف لهؤلاء الاشخاص ان يبدعوا فى عمل درامى تناول الحياة اليومية والصعاب التى يواجهها الاشخاص ذوى الاعاقة مع البعض داخل المجتمع وهل لإنهم بالفعل هذه حياتهم ام انهم فنانون ابدعوا فى الرسالة المقدمة للجمهور بغض عن النظر عن إعاقتهم
ويرى محمد الانصارى مخرج العمل ومؤسس مبادرة عالم موازى التى تسعى لدمج الاشخاص ذوى الإعاقة فى المجتمع والتى تبنت فكرة المسلسل الذى تم إذاعته ان "القضية 404" ليست مجرد عمل فنى او مسلسل، بل هو ثمرة جهد ذاتي وإنتاجي ضخم من المبادرة ، التي انطلقت عام 2019، إيمانًا منها بقدرات ذوي الإعاقة وإبداعاتهم.
مشيرا الى ان ابطال العمل المشاركون ، ينبضون بالحياة والحب والرغبة في التعبير عن أنفسهم.
حيث يُقدم المسلسل، في 15 حلقة، حكاياتهم ومشاعرهم وتجاربهم، ليُعيد رسم صورة المجتمع من منظور مختلف، ويُؤكد على أن الإعاقة ليست عائقًا أمام الإبداع والنجاح.
ويضيف رامز عباس "الاصم الناطق" وكاتب سيناريو و حوارالقضية 404 ان المسلسل هو صرخة إنسانية ضد التمييز، ورسالة أمل لكل من يُعاني من الإعاقة، وتأكيد على أن الإبداع لا ينحصر في إطار محدود، بل هو ينبض في كل روح مُحبة للحياة.
فالمبادرة التى تبنت العمل هى دمج ابداعى بين ذوي الإعاقة وفن الدراما لتكون منارة فنية تُنير درب ذوي الإعاقة والمبدعين منهم ، وهى دعوة لدمج هؤلاء المبدعين في المجال الفني، إيمانًا منها بقدراتهم وإمكانياتهم.
ومن الجدير بالذكر ان المبادرة منذ انطلاقها، قدمت العديد من الأعمال الفنية المُتنوعة، من ورش فنية لذوي الإعاقة، إلى عروض مسرحية مثل "مشروع حلم" و"القلم الناطق"، وصولًا إلى مسلسل "القضية 404".
بهدف تقديم إبداع بلا حدود وخاصة ان المسلسل علامة فارقة في تاريخ الفن العربي، كونه أول مسلسل يُناقش قضايا ذوي الإعاقة من منظورهم، ويُقدم إبداعاتهم للعالم. فهو دعوة للمجتمع لإعادة النظر في قضايا ذوي الإعاقة، ودعمهم ومساندتهم. والعمل على دمجهم ودعم نتائجهم المبهرةوذلك لشدة حرص الغالبية العظمى من الاشخاص ذوى الاعاقة على التألق والتميز اذا توافرت الفرص لذلك.
