حداد روسى على دماء الكرملين .. وأوكرانيا تنفى طلوعها فى الهجوم الإرهابى

الهجوم الإرهابي بروسيا
الهجوم الإرهابي بروسيا

شهدت روسيا اليوم الأحد حدادا وطنيا عاما على ضحايا الهجوم الإرهابي على قاعة مركز "كروكوس" للحفلات الموسيقية بضواحي موسكو، في يوم الحداد الثلاثين في تاريخ البلاد الحديث.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم 24 مارس يوم حداد وطني في كلمة للمواطنين الروس ألقاها أمس، وصف فيها ما حدث في "كروكوس" بأنه عمل إرهابي دموي وهمجي، متعهدا بأن ينال كل من يقف وراء هذه الجريمة "العقاب العادل والحتمي".

 

وفي هذا اليوم يواصل سكان موسكو وضع باقات من الزهور في موقع الهجوم الإرهابي، وتظهر نصب تذكارية عفوية في مختلف مناطق روسيا ومدن العالم إحياء لذكرى الضحايا.

 

ويحق إعلان يوم حداد في روسيا للرئيس فقط. وفي هذا اليوم يتم تنكيس الأعلام الوطنية وتلغي المؤسسات الثقافية الفعاليات الترفيهية، وتتخلى القنوات التلفزيونية عن بث البرامج الإعلانية والترفيهية.

 

تسبب الهجوم الإرهابى الذى وقع 22 مارس الجارى ، في قاعة حفلات " كروكوس”  في مدينة كراسنوغورسك، بالعاصمة الروسية موسكو ، فى تأجيج الصراع الروسى الأوكرانى وذلك بعد إسراع السلطات الروسية باتهام السلطات الأوكرانية بالوقوف خلف العمل الإرهابى وسط إعلان تنظيم داعش بالمسئولية عن العمل الإرهابى

 

وقع الهجوم الإرهابى باقتحام مسلحون مجهولون يرتدون ملابس مموهة النار من بنادق آلية قبل الحفل وأضرموا النار في القاعة واقتحم عدد من المسلحين مركز "كروكوس" وأطلقوا النار على الجمهور من مسافة قريبة وألقوا قنابل حارقة، ما تسبب في اندلاع حريق ضخم في المبنى . مما، آودى الهجوم الإرهابى بحياة 133 شخصا وأصابة 152 آخرون.

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحداد الوطني على ضحايا الهجوم الإرهابي على مركز "كروكوس" التجاري بضواحي موسكو الجمعة، مؤكدا أن جميع المتورطين فيه سينالون العقاب الحتمي.

وقدم بوتين في كلمته أخلص تعازيه لذوي ضحايا هجوم "كروكوس"، وقال إن البلاد كلها والشعب كله يشارك مأساتهم، ووعد بتوفير كل الدعم المطلوب للعائلات المتضررة.

 

أعلنت وسائل الإعلام  بالكرملين مباشرة بعد الحدث،  في وقت واحد عن احتمال وجود علاقة  لأوكرانيا في هذا الهجوم الإرهابي وذلك على أثر الحرب الروسية الأوكرانية التى دخلت عامها الثالث.

 

في 23 مارس 2023، خاطب رئيس الاتحاد الروسي بوتين الروس، حيث ذكر أن جميع مرتكبي هذه الجريمة الأربعة تم احتجازهم على بعد 100 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، حيث كان ممثلو السلطات الأوكرانية ينتظرونهم.

 

وتكشف التحقيقات المزيد والمزيد من الحقائق وراء مرتكبى الحادث وهى كالتالى .

 

أولاً، في 7 مارس، أصدرت سفارة الولايات المتحدة في روسيا تحذيراً عاماً بشأن خطط المتطرفين لمهاجمة التجمعات الجماهيرية في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقية. وفي وقت لاحق، بعد الهجوم، أكدت الولايات المتحدة نقل هذه المعلومات إلى روسيا. ويشتبه المسؤولون الأمريكيون في قيام داعش بتنفيذ الهجوم الإرهابي.

 

ثانياً، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي في روسيا، بحسب بيان نشرته وكالة أعماق التابعة له على تطبيق تليغرام.

 

وبحسب المعلومات المنشورة فإن الهجوم الإرهابي نفذه مواطنون من طاجيكستان مقابل مكافأة قدرها 500 ألف روبل.

 

 وفقا لبيان بعض وسائل الإعلام، كان من بينهم مواطن من الاتحاد الروسي. ويشير أحد المعتقلين إلى عدم توفر العمل كدافع لارتكاب الجريمة.

 

ثالثا، تم الإبلاغ على الفور عن البحث عن الإرهابيين الذين غادروا مكان الجريمة في سيارة بيضاء، ولكن وفقا للسلطات الروسية،لم يتم القبض عليهم إلا بعد عدة مئات من الكيلومترات. ومع الأخذ بعين الاعتبار المراقبة الشاملة بواسطة كاميرات المراقبة وحواجز الطرق والتدابير المتخذة، فمن غير الواضح كيف تمكن الجناة من قطع هذه المسافة في نفس السيارة.

 

رابعا، قال سفير بيلاروسيا لدى الاتحاد الروسي إنه تم احتجاز سيارة تقل إرهابيين مشتبه بهم في منطقة بريانسك على بعد 16 كيلومترا من الحدود مع بيلاروسيا، وأضاف أن الخدمات الخاصة البيلاروسية ساعدت الاتحاد الروسي في اعتقال المشتبه بهم في إطلاق النار على قاعة الحفلات الموسيقية “Crocus City Hall” ولم تسمح لهم بعبور الحدود الروسية البيلاروسية.

 

وفي أحد مقاطع الفيديو التي تم نشرها، قام جنود روس بقطع أذن أحد المعتقلين.

 

تشير التحقيقات إلى عدم وجود دليل على وجود صلة بين هذه الهجمات وأوكرانيا .

ويعد هذا "أسوأ" هجوم تشهده روسيا منذ عقدين من الزمن.

 

وتبادلت روسيا وأوكرانيا ، الاتهامات بالضلوع في الهجوم

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عبر تلغرام: "الآن نعرف في أي بلد خطط هؤلاء الأوغاد الدمويون للاختباء من المحاسبة.. أوكرانيا".

وجاءت تصريحاتها في أعقاب إعلان جهاز الأمن الروسي، في بيان، القبض على 4 أشخاص على طريق في منطقة بريانسك بالقرب من الحدود مع أوكرانيا بتهمة تنفيذ الهجوم.

 

وأضافت زاخاروفا، دون تقديم أي دليل، أن أوكرانيا "من خلال الأنظمة الليبرالية الغربية، تحولت إلى مركز لنشر الإرهاب في أوروبا، متفوقة حتى على كوسوفو في جنون المتطرفين".

 

وتابعت: "الشيء الرئيسي هو أن السلطات الأمريكية لا تنسى كيف ربطت بيئتها الإعلامية والسياسية بين الإرهابيين الذين أطلقوا النار على الناس في قاعة مدينة كروكوس وبين منظمة داعش الإرهابية المحظورة".

ولم توضح زاخاروفا تصريحاتها، لكن بعض وسائل الإعلام الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن تنظيم "داعش" كان وراء الهجوم.

وكذلك ذكر رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، أندريه كارتابولوف، لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" الرسمية أن "أوكرانيا ورعاتها هم أصحاب المصلحة الرئيسيون في الهجوم الإرهابي على كروكوس".

وأضاف: "إذا تأكدت المعلومات حول الدور الأوكراني في الهجوم الإرهابي، فيجب أن تكون هناك إجابة واضحة في ساحة المعركة".

 

وفي المقابل، نفت أوكرانيا بشكل قاطع أي صلة لها بالهجوم، وقالت وزارة الخارجية، الجمعة: "نعتبر مثل هذه الاتهامات استفزازا مخططا له من قبل الكرملين لزيادة تأجيج الهستيريا المناهضة لأوكرانيا في المجتمع الروسي، وتهيئة الظروف لزيادة تعبئة المواطنين الروس للمشاركة في العدوان الإجرامي ضد بلدنا وتشويه سمعة أوكرانيا في أعين المجتمع الدولي".

 

وزعمت الاستخبارات الأوكرانية، الجمعة، أن "الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازا مخططا ومتعمدا من قبل الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر بوتين، والهدف هو تبرير ضربات أكثر شدة ضد أوكرانيا والتعبئة الكاملة في روسيا".

 

وتابعت: "من الواضح أن الكرملين قد يتهم أوكرانيا بتنظيم الهجوم واستخدام إطلاق النار على مواطنيها كذريعة لشن المزيد من الهجمات الوحشية على البنية التحتية المدنية وقتل المدنيين الأوكرانيين"

 

 يذكر أن تنظيم "داعش" الإرهابي أعلن، الجمعة، مسؤوليته عن الهجوم المسلح، ولكنه لم يقدم أي دليل يدعم هذا الادعاء، في البيان المقتضب الذي نشرته وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم عبر تلغرام.

ترشيحاتنا