بعد زيادة التوقعات باقتراب تشكيل حكومة فلسطينية جديدة من التكنوقراط ، يرى البعض أن هذه الخطوة تأتي في ظل ضغوط أمريكية متزايدة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء تغييرات في السلطة الفلسطينية وسط تكثيف الجهود الدولية لوقف القتال في غزة وبدء العمل على بناء هيكل سياسي لحكم القطاع بعد الحرب.
بعد أن قدم محمد أشتيه رئيس الوزراء الفلسطيني للرئيس "أبو مازن "باستقالة حكومته ، بعد 5 سنوات على ترأسه للحكومة التي واجهت مراحل صعبة ومعقدة كان آخرها الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة،و طلب أبو مازن منه الاستمرار في تصريف أعمال الحكومة حتى تعيين بديل دائم.
وقال أشتيه أن استقالته تمهد لتشكيل "حكومة قادرة على مواجهة تبعات حرب الإبادة الجماعية في غزة" إلى جانب ضمان الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ووضع خطط لإعادة إعماره.
ويري عدد من المحللين أن هذه الاستقالة غير مفاجئة ومتوقعة منذ زمن وتفتح الباب لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكدين على أن الوقت الحالي يسمح بذلك في حال توفرت الإرادة لتشكيل حكومة تتوافق عليها القوى الوطنية الفلسطينية، على ألا تنتج ما كان موجود أساساً في السابق.
وفي ظل المشهد الحالي المعقد للغاية، يتمني المحللون لكي تتمكن الحكومة المستقبلية من العمل يجب أن تضغط الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار حتى يكون هناك إمكانية لأن تعمل هذه الحكومة سواء بشكل إنساني أو خدماتي.
ويلقي المحللين بالمسؤولية على الولايات المتحدة باعتبارها القوة الوحيدة في العالم التي يمكن لها الآن أن توقف الحرب في غزة.
ومن ضمن اختيارات حكومة التكنوقراط أنها لن تكون لديها أي ارتباط مع أي حزب في فلسطين، حيث سيتولى مستقلين مهنيين إدارة المرحلة الانتقالية، حتى إجراء انتخابات إذا سمح الوضع ذلك لاحقا.
في الوقت الذي لم تمانع حركة حماس والفصائل الفلسطينية تشكيل حكومة تكنوقراط شرط أن يتم التوافق حول شخوصها،ويري البعض أن حماس "تبدي مرونة نتيجة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة".
وانتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الأنباء حول نية تشكيل حكومة تكنوقراط من شخصيات مهنية ومستقلة، وهو أمر يتوقع أن تتوافق عليه مختلف الفصائل الفلسطينية، وبرز خلال لقاءات الرئيس الفلسطيني الأخيرة مع الأطراف العربية والدولية اسم رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني ورجل الاقتصاد محمد مصطفى، باعتباره مرشح السلطة الوطنية لرئاسة الحكومة المرتقبة.
يذكر أن محمد مصطفى من أبناء مدينة طولكرم ، وهو عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 2022 , ورئيس صندوق الإستثمار الفلسطيني منذ عام 2005، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزيرا للإقتصاد في حكومات سابقة ، وتولى منصبا رئيسيا في إعادة إعمار غزة عام 2014، كما عمل لسنوات طويلة مع البنك الدولي.
ذكرت مصادر فلسطينية، اليوم الخميس، أن أطرافا عربية تضع ورقة حل للقضية الفلسطينية قائمة على إجراء تعديلات على المبادرة العربية.
وعن الحكومة قال المصدر: "الرئيس محمود عباس يتمسك بترشيح رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى لرئاسة الحكومة المقبلة".
وأضاف: "واشنطن وأطراف إقليمية لا تدعم اختيار محمد مصطفى لرئاسة الحكومة".
وفي وقت سابق، قبل الرئيس الفلسطيني استقالة حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية وكلفه بتسيير أعمالها.
وترجح مصادر عدة تشكيل حكومة فلسطينية جديدة من التكنوقراط خلال الأيام القليلة القادمة.
وتأتي هذه التطورات تعزيزا للأنباء التي رجحت موافقة حركة حماس، الأسبوع الماضي، على تشكيل حكومة تكنوقراط، مهمتها إعادة إعمار غزة وإعادة الأمن إليها بعد الحرب.
وحكومة التكنوقراط هذه لن يكون لديها أي ارتباط مع أي حزب في فلسطين، حيث سيتولى مستقلين مهنيين إدارة المرحلة الانتقالية، حتى إجراء انتخابات إذا سمح الوضع ذلك لاحقا.
حصيلة قتلى حرب غزة
وتجاوزت حصيلة القتلى الذين سقطوا في قطاع غزة في الحرب التي تخوضها إسرائيل ضدّ حركة حماس منذ 7 أكتوبر عتبة "الـ30 ألفاً"، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس، صباح الخميس.
وقال المتحدث باسم الوزارة الطبيب أشرف القدرة إنّ "عدد القتلى تجاوز الـ30 ألفاً" بعدما وصل إلى مستشفيات القطاع ليل الأربعاء-الخميس "79 قتيلا، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ".
" id="firstBodyDiv">وأوضح المصدر أن " الورقة العربية لحل القضية الفلسطينية تتضمن إعادة تنظيم الخريطة السياسية والحزبية الفلسطينية".
وعن تشكيل حكومة تكنوقراط قالت المصادر"أن الرئيس محمود عباس يتمسك بترشيح رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفي لرئاسة الحكومة المقبلة".
وأضافت المصادر "واشنطن وأطراف إقليمية لا تدعم اختيار محمد مصطفى لرئاسة الحكومة".
في نفس السياق من المتوقع أن تلتقي وفود 15 فصيلا فلسطينيا ،من ضمنهم وفود حركة فتح وحركة حماس والجهاد الإسلامي، في العاصمة الروسية موسكو خلال الأيام القادمة، لإجراء حوار على مدار يومين.
ينصب لقاء موسكو حول سبل إنهاء الحرب في غزة، وإنهاء الإنقسام وبلوغ الشراكة السياسية الفلسطينية والتوافق على برنامج سياسي لمنظمة التحرير وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية.