استمرارا لانتهاكات الكيان الصهيوني.. 30 عام علي مجزرة الركع السجود بالحرم الإبراهيمي

.
.

مع استمرار المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، ومتطرفيه، في الأراضي الفلسطينية المحتلة وغزة ، يصادف اليوم الذكري الثلاثين لمجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في 25 فبراير 1994، علي يد المتطرف اليهودي باروخ جولدشتاين، بعد أن فتح النار علي المصلين أثناء سجودهم فجر الجمعة في منتصف شهر رمضان،  ما أسفر عن استشهاد 29 مصلياً وإصابة 150 آخرين.

وأغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.

وما زاد الأمر تعقيداً، عندما شيعت جنازة الشهداء كانت وسط حراسة مشددة وتم تفريق المشيعيين ما أسفر عن العديد من المواجهات التي أدت لاستشهاد 31 آخرين ، ومئات الجرحى.

قرارت تعسفية وإغلاق الحرم الإبراهيمي

أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة "شمغار"، للتحقيق في المجزرة وأسبابها، وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها: تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.

مقتل جولدشتاين

تمكن المصلين بالحرم من السيطرة علي باروخ ، وضربه بطفاية الحريق وقتله .

أصبح باروخ الإرهابي " 42 عاما"  بطلا لدى اليمين المتطرف وخصوصا لدى الشريحة الدينية.

تاريخ جولدشتاين

ولد بنيامين غولدشتاين في نيويورك، لعائلة يهودية متشددة، تلقى تعليمه في مدارس "يشيفا" اليهودية في بروكلين، ونال درجة الشرف من كلية ألبرت اينشتاين للطب في جامعة يشيفا، وحقق نجاحات باهرة في مجال الطب كما التحق بجيش الاحتلال ، ثم غير اسمه إلى "باروخ" في خطواته الأولى للعنصرية والإرهاب،  حيث سكن في مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي مدينة الخليل.

رابين واعتداءات المستوطنين

ويعد يوم المجزرة موافقاً ليوم "بوريم" الذي يحتفل به الحاخامات اليهود، حيث لم تكن المرة الأولى التي يعتدي فيها باروخ علي المصلين ، حيث سبقه مرات متعددة، وتم تبليغ رئيس وزراء الاحتلال آنذاك " إسحاق رابين"، بإجرامه وحقده العلني والواضح، وخطورة تصرفات جولدشتاين ومستوطنين آخرين متطرفين.

قدسية المسجد الإبراهيمي

تعتبر قدسية المسجد الإبراهيمي ومقاماته جزءاً أساسياً من العقيدة والتقاليد لأتباع الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام.

بناه سيدنا إبراهيم قبل أربعة آلاف عام،  ويشير كثير من الباحثين في التاريخ إلى أن جثامين سيدنا إبراهيم وزوجته السيدة سارة وأبنائه نبي الله إسحاق ونبي الله يعقوب وزوجتيهما مدفونة في مغارة تحت الحرم بعمق 18 متراً. وتشير أيضاً روايات إلى أن الأنبياء أدم وسام ونوح ويوسف مدفونون في نفس المكان.

ويحتوي المسجد الإبراهيمي على سبعة مقامات، خمسة منها تقع في الجزء الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي، ولا يسمح للمسلمين بالوصول إليها إلا في مناسبات دينية محدودة، وفي بعض الأحيان يكون بإمكانهم مشاهدة بعض هذه المقامات، أما الاثنان الآخران فيقعان في الجزء المفتوح للمسلمين.

قامت قوات الاحتلال بالسيطرة عليه في عام 1967، كما تجري محاولات حثيثة لتهويد الحرم.

ترشيحاتنا