أبو الغيط: الجامعة العربية تثمن المواقف الأفريقية الداعمة لغزة

الأمين العام لجامعة الدول العربية
الأمين العام لجامعة الدول العربية

أكد أحمـد أبـو الغيـط ، الأمين العام لجامعة الدول العربية ، أن الشراكة العربية الأفريقية من أقدم الشراكات التي يتجلى فيها عمق الروابط العربية والأفريقية ، ونتطلع جميعاً إلى تعزيز جهودنا من أجل دفع هذه الشراكة نحو آفاق أوسع للاستفادة بكافة الموارد الطبيعية والبشرية الكامنة في كلتا المنطقتين العربية والأفريقية.

ووجه أبو الغيط خلال كلمته فـــي الدورة (٣٧) لقمة الاتحاد الأفريقي ، المنعقدة باديس ابابا ، اليوم السبت التحية إلى كلاً من  الرئيس عثمان غزالي رئيس جمهورية جزر القمر  و موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ورؤساء الوفود ، موجهاً خالص التحية إلى الرئيس عثمان غزالي على رئاسته الناجحة للاتحاد الأفريقي. مهنئاً الرئيس محمد ولد الغزواني على توليه رئاسة الاتحاد، وأثقاً أن قيادته الشخصية ستساهم كثيراً في الارتقاء بمستوى شراكتنا وتمتينها دعماً لأولويات دولنا ونصرة لقضايا شعوبنا.

وأكد ابو الغيط أن انعقاد القمة العربية الافريقية الخامسة يمثل مصلحة مشتركة وتتويجاً مهماً للتعاون بين المنطقتين . وتعمل الجامعة العربية بشكل مستمر ومتواصل مع كافة الأطراف على التحضير الجيد لانعقادها، وتعزيز الجهود الرامية لنجاح كافة برامج التعاون العربي الأفريقي القائمة، والعمل على استكمال الخطوات اللازمة لإنشاء الصندوق العربي الأفريقي للحد من الكوارث والمركز العربي الأفريقي لتبادل المعلومات حول الهجرة، وغير ذلك من أطر التعاون المؤسسي.

وتابع أبو الغيط ، لازال قطاع غزة يشهد حرباً همجية، غير مسبوقة في وحشيتها وانتهاكها للقانون الدولي الإنساني . عشرات الآلاف فقدوا حياتهم، وأغلبهم من النساء والأطفال . ويستمر الاحتلال  الذي يفتقد لأي شرعية قانونية أو أخلاقية ، في ارتكاب المذابح ومتابعة تنفيذ مخطط اليمين المتطرف بإفراغ الأرض المحتلة من سكانها بتحقيق التطهير العرقي.

وشدد ابو الغيط ، إن هذه الحرب الوحشية تعكس عجزاً دولياً عن وقف العدوان برغم قوة الرأي العالمي، وارتفاع صوت الرفض لهذه الجرائم.

ولكن الحرب، من ناحية أخرى، أيقظت صوت الجنوب . ووحدت مواقف الدول المتضامنة مع الحق الفلسطيني  والرافضة لاستمرار آخر استعمار باقٍ على ظهر الأرض.

وثمن أبو الغيط ، عالياً كافة المواقف الأفريقية التي عبرت عن الانحياز المبدئي لقيم العدالة والقانون وحقوق الإنسان . ونقول بوضوح أن هذه المواقف لابد أن تتواصل وتتعمق حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67  باعتبار ذلك الحل الوحيد العقلاني لإنهاء الصراع  وهو الحل الذي تبنته جامعة الدول العربية منذ إقرار مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002.

وقال أبو الغيط ، وفي هذا المقام، لا يفوتنا أن نشير بالبنان وبكل تقدير لما قامت به جنوب أفريقيا، ولازالت، من جهود في محاسبة الاحتلال وفضح جرائمه والسعي لوضع حد للمذبحة بإقامة الدعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.

واستطرد ابو الغيط ، لا زالت الحرب مشتعلة في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع . وهي للأسف حرباً تزداد ضراوة وشدة.

وتابع ، ولم تتوقف الجامعة العربية عن الدعوة في كافة قرارتها واجتماعاتها إلى ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة الشعب السوداني ومقدراته وصوناً لوحدة أراضي السودان وسيادته . وتأسيس نهجنا على التحرك بشكل متناغم مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لتحقيق هذه الأهداف، على أساس المحددات الرئيسية التالية:

1)    الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية والحيلولة دون انهيارها والتضامن الكامل مع جمهورية السودان في الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه.

2)    دعم جهود تحقيق شروط وقف إطلاق نار شامل ومستدام، بما في ذلك جهود منبر جدة، وأية جهود أخرى تفضي لهذه النتيجة حقناً للدماء.

3)    إعادة اطلاق مسار سياسي سوداني شامل يفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية بمهام محددة ومتوافق عليها، مع التذكير بأهمية استصحاب الدولة السودانية في أي مبادرات يجري إطلاقها.

وشدد أبو الغيط ، يبقى دعم أمن واستقرار ووحدة وسيادة الصومال وسلامة أراضيه من بين الأولويات الرئيسية للجامعة العربية، وتنظر الجامعة العربية بكل ارتياح للإنجازات التي حققها الصومال على أصعدة مختلفة.

غير أن التحدي الأخطر الذي تواجهه الدولة الصومالية حالياً يتمثل في المحاولات الانفصالية لبعض أقاليمها، ولا تزال الجامعة مستمرة في مساعيها لدعم الصومال في الدفاع عن حقوقه السيادية، بالتعاون مع حكومة الصومال الفيدرالية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الاقليمية ذات الصلة لمنع أي تهديد لوحدة وسيادة الصومال.

متابعاً ، وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، والذي يمثل أولوية مشتركة ومهمة لنا كشركاء في العالمين؛ العربي والافريقي . فإننا ندعو كافة الأطراف الليبية إلى اللجوء للحل السياسي وتخطي العقبات التي تحول دون إجراء الاستحقاقات الانتخابية، وصولاً إلى مرحلة الاستقرار السياسي التي تحفظ وحدة البلاد وسيادتها، وتُنهي الوجود العسكري الأجنبي، وكذا تعزيز الحوار مع دول الجوار . وتؤكد الجامعة العربية على رغبتها في استمرار العمل الوثيق مع الاتحاد الأفريقي من أجل الوصول لهذه الغايات.

وأكد أبو الغيط ، إن التحديات التي نواجهها كبيرة ومستمرة . ولكن عملنا المشترك يظل طريقنا الذي اخترناه لمواجهة التحديات والأزمات وصناعة المستقبل.