«معلومات الوزراء» يكشف تفاصيل الأعمال الجارية بمشروع ترميم «هرم منكاورع» 

هرم منكاورع
هرم منكاورع

نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا من الفيديوهات على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، حول زيارة أجراها إلى منطقة الأهرامات، للكشف عن تفاصيل الأعمال الجارية لترميم هرم «منكاورع».

وتضمنت الفيديوهات لقاءً مع الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في حضور الدكتور كاشيواجي هيرويوكي، كبير المهندسين بالبعثة المصرية اليابانية العاملة في منطقة هرم "منكاورع"، حيث شرح الدكتور مصطفى وزيري تفاصيل مشروع ترميم هرم "منكاورع"، وأوضح أن الملك منكاورع قام بكساء واجهة الهرم بأحجار من الجرانيت، وأن المشروع هدفه إعادة تلك الأحجار إلى أماكنها بعد أن تساقطت حول الهرم مع مرور الزمن، ومضيفًا أن المشروع الآن في طور الدراسة لمدة عام، وبعدها ستطرح النتائج على لجنة علمية دولية متخصصة لاتخاذ القرار النهائي وبالتعاون مع اليونسكو.

وأكد "وزيري"، أن الحفائر الأثرية حول هرم منكاورع لم تكتمل منذ عام 1837 وحتى الآن بسبب أحجار الجرانيت المتساقطة حوله، مضيفًا أن إعادة تلك الأحجار إلى أماكنها ربما يكشف عن المراكب الجنائزية للملك منكاورع أسفلها، مضيفًا أن نتائج تلك الدراسة ستعرض على لجنة علمية دولية متخصصة لتحديد الموقف النهائي قبل البدء في تنفيذ المشروع، وذلك بالتعاون مع منظمة "اليونسكو".

 الحكومة اليابانية ستتكفل بالتمويل

 

ومن جانبه، أعرب "هيرويوكي"، عن سعادته  بالعمل في المشروع لأهميته العلمية، مشيرًا إلى أن الحكومة اليابانية ستتكفل بالتمويل، ولافتًا إلى أن الصخرة المقام عليها هرم "منكاورع" لم يتم الكشف عنها حتى الآن عكس ما حدث بالنسبة لهرمي خوفو وخفرع، وأن إعادة الأحجار الأصلية إلى أماكنها سيكشف عن أبعاد قاعدة الهرم، وهو الكشف الذي سيفيد أعمال الحفائر من الناحية الفنية والعلمية.

 

حلم لجميع الأثريين في مصر

 

وفي السياق نفسه، وصف د. محمد الصعيدي، المدير الأثري لمشروع تطوير الحفائر الخاصة بالهرم الثالث، مشروع ترميم هرم "منكاورع" بأنه بمثابة حلم لجميع الأثريين في مصر، نظرًا لأن المنطقة لم تمتد إليها أيادي العمل للحفر والتنقيب الأثري بسبب كتل الجرانيت المتساقطة من الهرم والمتناثرة حوله بشكل عشوائي، مضيفًا أن المشروع يستهدف دراسة تلك الأحجار من حيث طبيعتها ومعرفة مدى إمكانية إعادتها مرة أخرى إلى الهرم، بما يتيح استكشاف الآثار الموجودة بالمنطقة.

 

أحدث جهاز للتصوير الرقمي

 

حول الوسائل العلمية المتبعة لترميم الهرم، أكد د. نور بدر، رئيس الفريق العلمي الخاص بتوثيق أحجار الهرم الثالث بالليزر "3D"، أن الأعمال تتم باستخدام أحدث جهاز للتصوير الرقمي بالتعاون مع الجانب الياباني في البعثة المشتركة، مشيرًا إلى أن ذلك الجهاز يقوم بتصميم نموذج رقمي للهرم وللأحجار المتساقطة حوله لمعرفة مدى إمكانية إعادتها إلى إماكنها بعد توثيق ومسح وتسجيل كل قطعة ومعرفة تاريخها الأثري، مضيفًا أنه لا صحة لما تردد عن أن المشروع يستهدف كساء واجهة الهرم، بل يهدف إلى إعادة أحجار الجرانيت المتساقطة من الهرم والمتناثرة حوله إلى أماكنها الطبيعية، مضيفًا أن الملك منكاورع كان قد قام بتركيب كتل من الجرانيت لتغطي جزء من واجهة الهرم، لكن مع مرور الزمن تساقطت تلك الكتل ولم يتبق منها إلا ٦ صفوف فقط بقاعدة الهرم من الناحية الشمالية، لذلك يستهدف المشروع إعادة تلك الأحجار إلى أماكنها فقط ودون استخدام أي مواد خارجية بما يحافظ على أثرية المكان، وهي الخطوات المعتادة في أي أعمال تجرى لترميم الآثار بشكل عام.

 

خطوات تنفيذ المشروع تتم بشكل علمي

 

كما أكد د. محمود شهاب، اخصائي الترميم بمشروع توثيق أحجار الهرم الثالث، أن خطوات تنفيذ المشروع تتم بشكل علمي بالتعاون مع الجانب الياباني، مشيرًا إلى حرص البعثة المصرية اليابانية على توثيق كل قطعة من كتل الأحجار الجرانيتية المتناثرة حول الهرم لدراستها وفحصها باستخدام جهاز الليزر وذلك قبل البدء في تنفيذ المشروع والذي أكد أنه لا يزال في مرحلة الدراسة، وأن التنفيذ الفعلي لن يبدأ قبل موافقة لجنة علمية دولية متخصصة حول نتائج الدراسة.

 

مشروع كساء الهرم الثالث 

كانت حالة من الجدل في الوسط الأثري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي قد انتشرت بعد إعلان المجلس الأعلى للآثار عن بدء مشروع دراسة وتوثيق وإعادة تركيب الكساء الخارجي لهرم منكاورع من خلال بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة برئاسة كلا من د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و د.يوشيمورا ساكوجي في مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع والموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك تمهيدا لإعادة تركيبها. 

وهو ما دعا مصادر بالآثار للتوضيح بأن المشروع مازال محل دراسة وأنه سيتم دراسته أولا قبيل البدء في التنفيذ.

وأعرب د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المنوطة بتنفيذ المشروع من الجانب المصري عن سعادته بالبدء في هذا المشروع العظيم، واصفا إياه بأنه مشروع القرن وهدية مصر للعالم تزامنا مع الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير.

 

وأشار إلى أن هذا المشروع سيساهم في رؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملاً بالكساء الخارجي له كما بناه المصري القديم، لافتا إلى أن البلوكات الجرانيتية للكساء الخارجي للهرم كانت حوالي 16 بلوك لم يتبقي منها حالياً سوي 7 بلوكات فقط، وهو ما سيقوم المشروع بالعمل علي دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها.

 

وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن هذا المشروع سوف يتم تنفيذه على عدة مراحل خلال 3 سنوات ليشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري وتوثيق وليزر سكان ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية. 

 

ترشيحاتنا